النازحون يعيشون أوضاعا صعبة ويشتكون قلة الطعام.. و”أونروا” تخشى تضرر المرافق الرئيسة
جو 24 :
تواصلت مأساة النازحين، الذين زاد عددهم منذ الأسبوع الماضي، لعدم وجود أماكن لإقامتهم في المناطق التي يدعي جيش الاحتلال أنها "مناطق عمليات إنسانية”، ويطلب منهم التوجه إليها، بعد أخلاء المناطق المهددة بالهجوم البري.
ويشتكي النازحون من عدم توفر مساعدات غذائية توفر لهم من قبل المؤسسات الإغاثية سواء الدولية أو المحلية، ومن قلة امدادات المياه، سواء في مناطق غرب دير البلح ومناطق أخرى وسط القطاع، أو في منطقة "مواصي” خان يونس.
وإلى جانب هذه المأساة يقضي الكثير من النازحين فترة الإخلاء بلا مأوى مناسب، لعدم توفر خياما أو أماكن لنصب خيامهم من قطع القماش.
وتؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن العمليات العسكرية المستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة أجبرت العائلات في غزة على النزوح مرارا وتكرارا.
وأعربت "الأونروا” أيضا عن مخاوف متزايدة، من تضرر المرافق الرئيسة في مدينة خان يونس، بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة، وقالت إن هذه المرافق قد تتضرر أو تدمر قريبا.
وتشمل هذه المرافق محطة ضخ المياه التي تم ترميمها مؤخرا في خان يونس والتي تخدم حوالي 100 ألف شخص، والمركز الصحي الياباني التابع لـ”الأونروا” في المدينة، والذي أعيد افتتاحه الشهر الماضي- والذي من المفترض أن يلعب دورا رئيسيا في حملة التطعيم القادمة ضد شلل الأطفال- ومركز تدريب خان يونس، وهو منشأة كبيرة تستخدم الآن كمستودع لتخزين الإمدادات الإنسانية.
وفي هذا السياق، كان المفوض العام لـ”الأونروا” فيليب لازاريني قال "لا يمكننا السماح بأن يصبح هذا الوضع المروع هو المعيار الجديد”، وشدد في تصريح صحافي على وجوب وقف إطلاق النار”.
وقال مستهجنا مما يحصل بسبب تزايد عمليات القتل وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا الفلسطينيين "هل تبقّى شيء من الإنسانية”، وكان يشير إلى التقارير التي وردت عن هجوم مروع آخر على إحدى مدارس "الأونروا” المخصصة لإيواء النازحين في مدينة غزة، وقال إن التقارير تحدثت أيضا عن استشهاد وإصابة أطفال، بعضهم احترق حتى الموت، وقال "غزة لم تعد مكانًا للأطفال بعد الآن، إنهم أول ضحايا هذه الحرب التي لا ترحم”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُمعن بشكل مقصود بخنق 1,7 مليون مدني فلسطيني وحشرهم في مساحة ضيقة لا تتجاوز عُشر مساحة قطاع غزة.
يشار إلى أن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، حذر كذلك من خطورة أوامر الإخلاء غير القانونية التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل من دير البلح وسط قطاع غزة، ومواصي القرارة غربي خان يونس جنوب القطاع، والتي قال إنها تعني "فرض مزيد من التهجير القسري وتضييق نطاق المساحة التي يتكدس فيها قرابة مليوني إنسان”.
وقال إن أوامر الإخلاء غير القانونية المتتالية، تدلل على أن "إسرائيل ماضية لتوسيع هجومها في دير البلح المكتظة بمليون شخص، أغلبهم من النازحين من شمال غزة وجنوبها”، لافتا إلى أن دير البلح تُؤوي حاليًا قرابة نصف سكان قطاع غزة الذين أجبروا على النزوح قسرًا والهروب من أنحاء القطاع، خاصة من شمال غزة ورفح، بفعل القصف المتعمد من الجو والبر والبحر، مؤكدا أن تقليص جيش الاحتلال لما يسميها "المنطقة الإنسانية” من خلال استهداف مناطق واسعة فيها بالإخلاء غير القانوني يدلل على أن إسرائيل "تسعى لحشر قرابة مليوني إنسان في شريط ضيق وتقلصه باستمرار”.
وأكد أن حالة الكثافة في المنطقة باتت غير مسبوقة بالعالم، في الوقت الذي لا يجد فيه النازحون مكانًا ينصبون فيه خيامهم، وأشار إلى مواصلة جيش الاحتلال قصف مراكز الإيواء المقامة في المدارس في مدينة غزة، وشدد على أن قصف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين فيها، كما هو حال قصف المباني وتوسيع الأعمال الحربية في مناطق مكتظة بالنازحين "ليس له أي مبرر فعلي، وغابت عنه الضرورة الحربية”.
وأوضح المرصد أن تتبع منهجية القصف وأوامر الإخلاء غير القانونية يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء.
وشدد على أن إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، ضمن "جريمة الإبادة الجماعية” المتواصلة منذ 7 أكتوبر.
وحذر الأورومتوسطي بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة الحالية تدلل على أن ما يجري هو "محاولة لترسيخ الاحتلال وإبقائه في قطاع غزة”.
(القدس العربي)