85 ألف طالب سوري يرهقون كاهل وزارة التربية ومعلميها
رتبت الكلف المباشرة للترحيب باللاجئين السوريين ما يزيد على 700 مليون دولار سنويا، أما كلف الاحتياجات للبنى التحتية فبلغت 870 مليون دولار سنويا، فيما يصل اجمالي الكلف سنويا إلى نحو 1.7 مليار دولار.
وتقدر ارقام منظمات الامم المتحدة الكلف السنوية بـ2.1 مليار دولار للعام الحالي 2013، و3.2 مليار دولار للعام المقبل 2014.
وبالنسبة لاستهلاك الخدمات والبنى التحتية، بلغ عدد الطلاب السوريين في المدارس الاردنية قرابة 85 ألف طالب، يضاف الى ذلك أن معظم اللاجئين السوريين منتشرون في المدن والقرى الأردنية، ولا يتجاوز عددهم داخل المخيمات 280 ألفا؛ مما يدلل على الضغط الكبير على الخدمات والبنى التحتية.
والأهم من ذلك أن 600 ألف لاجئ سوري مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين، وأن أكثر من 300 ألف غير مسجلين؛ مما يشكل عبئاً أكبر على المجتمع الأردني كونهم لا يحصلون على بطاقات إعانة.
وفيما يتعلق بالكلف غير المباشرة أيضاً، فإن انضمام ما بين 60 ألفا الى 70 ألف سوري الى سوق العمل غير الرسمية، يشكل عاملا مؤثرا في زيادة معدلات البطالة في المملكة لترتفع مؤخراً الى 14.1%.
وبلغ عدد الطلبة السوريين الدارسين في المدارس الحكومية في وزارة التربية والتعليم منذ بداية العام الدراسي الحالي قرابة 85 الف طالب؛ مما يرتب كلفاً مالية اضافية على موازنة الوزارة، وأعباءً وظيفية على المعلمين والمعلمات.
واشار مصدر لـ"السبيل" إلى أن تكلفة الطالب السوري مرتفعة جدا على الوزارة، سواء من حيث ايجاد المدارس أم البينة التحتية والماء والكهرباء والكتب وغيرها من المصاريف المتعددة.
ورفض المصدر تحديد رقم واضح لكلفة الطالب السوري على وزارة التربية، مؤكدا ان منحة الاتحاد الاوربي للطلبة السوريين لم تصل لغاية الان.
وخلال الاسبوع الماضي وقعت "يونيسف" والاتحاد الأوروبي اتفاق تعاون جديداً، يتم بموجبه تقديم 45 مليون دولار أمريكي، إضافية إلى حماية الأطفال المتضررين من الأزمة السورية، وتعزيز فرص حصولهم على التعليم في سوريا والأردن ولبنان.
وأوضح المصدر أن منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونسيف" تفرض شروطاً صعبة على وزارة التربية والتعليم في استيعاب الطلبة السوريين، ومن هذه الشروط عدم نقل أي طالب سوري من الفترة الصباحية الى الفترة المسائية؛ حيث إن غالبية الطلبة الذين يدرسون مساءً هم من الطلبة الاردنيين.
وأضاف أن فتح المدارس المسائية كان لاستيعاب الطلبة السوريين فقط، بينما هذه التعليمات تمس سيادة وزارة التربية والتعليم في كيفية ادارة الطلبة واستيعابهم؛ حيث إن مستوى الطلبة السوريين هو أقل بكثير من مستوى الطلبة الاردنيين، مما يضيف دروساً اضافية لتقوية الطلبة السوريين.
وأضاف أن هناك ظلماً كبيراً يلحق بالمعلمين الاردنيين الذين يقومون على تدريس الطلبة السوريين، حيث يصل راتب المعلم السوري والمعلمة السورية الى اكثر من 800 دينار، بينما المعلم الاردني أقل من ذلك.
وأوضح أن هناك 10 منظمات تعمل على الطلبة السوريين، وهي المستفيدة الوحيدة من هذا الوضع، بينما وزارة التربية تخسر كثيراً مقابل قبول الطلبة في المدارس الاردنية.السبيل