صفقة تسليح ضخمة تتجهز لها الرياض وموسكو
لم تستبعد مصادر دبلوماسية أمام (إيلاف) أن تكون المحادثات الهاتفية التي جرت الأحد بين العاهل السعودي والرئيس الروسي تناولت إعادة الحديث عن صفقة تسليح روسية للسعودية تعود جذورها الى العام 2007.
نصر المجالي: اعلن الكرملين، الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وأشارت الدائرة الصحفية في الكرملين إلى أن بوتين والملك ركزا اهتمامهما خلال المكالمة الهاتفية على بحث المسائل المتصلة بتسوية النزاع السوري والوضع حول برنامج إيران النووي.
وقالت إن الرئيس الروسي والملك السعودي أكدا حرصهما المشترك على مواصلة التعاون والاتصالات على مختلف المستويات حول أهم المسائل المدرجة على الأجندة الدولية".
معلومات روسية
وكانت معلومات روسية تواترت في الصيف الماضي تزامنا مع زيارة كان قام رئيس مجلس الامن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان لموسكو في 16يونيو/ حزيران الماضي عن نية البلدين توقيع صفقة تسليحية ضخمة.
ويشار إلى أن أناتولي إيسايكين المدير العام لشركة (روس أوبورون أكسبورت) الحكومية التي تدير غالبية صادرات الأسلحة الروسية كان صرح قبيل زيارة الأمير بندر بأن مباحثات تجريها روسيا مع المملكة العربية السعودية الراغبة في التعاقد على شراء جملة من أصناف العتاد الروسي العسكري، تجتاز المرحلة الختامية.
ومن جانبه، كان مدير المهام الخاصة في شركة "روس ابورون اكسبورت" نيكولاي ديميديوك الذي تواجد في معرض الأسلحة "آيدكس 2013" الدولي في أبو ظبي يوم الاثنين 18 فبراير/ شباط الماضي قال إن المملكة العربية السعودية على الأرجح اتخذت مهلة من المفاوضات مع روسيا حول شراء الأسلحة والمعدات العسكرية.
وتتضمن الامدادات الروسية مراكب المشاة القتالية "BMP-3" ودبابات "T-90s" وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات "باتسير- س 1" ومروحيات من طراز "Mi-17" و"Mi-35" و"Mi-26".
ووفقاً لوسائل الإعلام الروسية فإن المحادثات تجري بين روسيا والمملكة العربية السعودية بشأن الحزمة الأكبر من العقود العسكرية منذ عام 2007 في مجالات الطائرات والمروحيات والمدرعات ومنظومات الدفاع الجوي.
زيارة الامير سلطان
وكان ولي عهد السعودية وزير الدفاع الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز زار موسكو في خطوة قاربت بين البلدين بعد قطيعة من السنوات، ووقتها أكد الأمير الراحل على رغبة بلاده في تزويد القوات المسلحة السعودية واسلحة الطيران والدفاع الجوي باسلحة روسية متطورة.
وحينها، ذكرت صحيفة (فريميا نوفوستيه) أن الصفقة تضمنت، منظومات صاروخية للدفاع الجوي (س-400) و(بانتسير-1س) ومدرعات (ب إم ب-3) ودبابات (ت-90س) وطائرات (مي-17) و(مي-35) و(مي-26) المروحية.
محادثات بندر - بوتين
وكان آخر اتصال مباشر بين الرياض وموسكو جرى في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، حيث تحادث رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المقر الرئاسي في سوتشي، وكانت تداعيات الأزمة السورية والتحولات في مصر والعلاقات الثنائية وقضايا دولية وإقليمية على أجندة اللقاء.
وغضبت السعودية من الموقف الروسي المتعلق بالأزمة لسورية واستهدامها مع الصين (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي للحؤول من دون قرارات رادعة ضد نظام بشار الأسد.
وأدى الغضب السعودي إلى اعتذار المملكة عن قبول عضويتها في مجلس الأمن، غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، وذلك بسبب "ازدواجية المعايير" في المجلس، وفشله خصوصا في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل.
وكان بيان رسمي لوزارة الخارجية السعودية قال إن "آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمّل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب".
وأضاف البيان أن هذا الواقع أدى إلى "استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم".
واعتبر محللون ان قرار المملكة العربية السعودية يعبر خصوصاً عن "عدم ارتياح للسياسة الجديدة في واشنطن وبالذات مواقف الرئيس باراك أوباما في المواضيع الخاصة بالمنطقة" من إيران الى اليمن مروراً بسوريا ومصر والعراق والبحرين.
المحطة الأهم
وكانت الرياض المحطة الأهم في جولة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في الأسبوع الماضي في مسعى لاحتواء التوتر مع الحليف الاستراتيجي السعودي لأكثر من 75 عاماً.
وأبلغت القيادة السعودية ضيفها الأميركي مواقفها الحاسمة والواضحة من أزمات المنطقة، حيث قال الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مع كيري إن "المملكة تدرك تماما اهمية المفاوضات لحل الازمات على ان لا تطول"، لافتاً إلى أن الخلاف مع واشنطن على الأسلوب وليس على الهدف.
وأردف: "أمامنا ازمات لا تقبل انصاف الحلول ومنها الازمة السورية"، معتبرا ان "المجتمع الدولي عاجز عن وقف العنف في سورية". وقال الفيصل: "نتفق مع واشنطن على أن دور الأسد في سورية انتهى".
وأوضح أن التسريبات الاخيرة حول تدهور علاقات بلاده مع الولايات المتحدة لم تراع "العلاقات التاريخية التي كانت دائما تقوم على الاستقلالية والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة والتعاون البناء حول القضايا الاقليمية والدولية خدمة للامن والسلم الدوليين".
وقال الفيصل خلال المؤتمر ان "العلاقات الحقيقية بين الاصدقاء لا تقوم على المجاملة بل ترتكز على الصراحة بين الطرفين وطرح وجهات النظر بكل شفافية، ونقاط الاختلاف هي امر طبيعي في اي علاقة جادة".
وفي ما يخص الموقف السعودي الرافض لقبول عضوية مجلس الامن أكد الفيصل ان "اعتذار السعودية عن العضوية لا يعني انسحابها من الامم المتحدة، بل سببه هو قصور الامم المتحدة وتقاعسها في معالجة القضايا الانسانية والسياسية، وخصوصا في الشرق الاوسط".ايلاف