الخزاعي يطرح تساؤلات حول تشكيل حكومة جعفر حسان
جو 24 :
كتب أ. د حسين الخزاعي *
رئيس الوزراء، الدكتور جعفر حسان، مطالب اليوم بأن يلتزم بتوجيهات الملك عبد الله الثاني حفظه الله باتباع نهج الشفافية والوضوح في العمل كما وردت في كتاب التكليف السامي واقتبس حرفيا' على الحكومة ان تعمل بشفافية وتوضح اليات عملها بدقة ومسؤولية ' انتهى الاقتباس .
وتأسيسا على ما ورد في هذا التكليف الملكي فان على رئيس الوزراء ان يوضح للرأي العام الاليات والمنهجية التي عمل بموجبها وقرر بموجبها الاحتفاظ ب ( ١٤ ) وزير من الوزارة السابقة و ( ٨) وزراء من حكومات سابقة .
وعندما نطلب هذا الطلب من رئيس الوزراء فنحن نعرف مهنية وخبرة واخلاقه الحسنة وسعة صدره ولكن ما مبررات تشكيل هذه الحكومه بهذه الطريقة؟ وهل الاردن التي يوجد فيها ٣٦ جامعة حكومية وخاصة لا يوجد فيها اساتذة وعباقرة ومحاضرين مؤهلون وخبراء للعمل في الحكومه وخاصة ان العديد من الاساتذة العاملين فيها خريجين جامعات عربية او دولية مرموقة؟ وهل الوزارات والدوائر والشركات والقطاع الخاص والعام انقرض فيها المؤهلون وهل توقفت عجلة الانتاج والعمل والادارة عند هؤلاء الذين على المستوى الشخصي لا خلاف عليهم ولكن على مستوى الدستور الجميع سواسية ولا تفرقه بينهم؟
كما اسأل أيضا؛ لماذا استخدم رئيس الوزراء اسلوب تدوير الكراسي واختار نواب سابقين واعيان ووزراء وسفراء في التشكيلة الحكومية؟ وهل الذين اختارهم نخبة مميزة من حيث العلم والكفاءة والخبرة والجدارة ويصلحون للعمل في كل المواقع (سفراء، اعيان، نواب، وزراء)؟ ولماذا يوجد ٦ وزراء دولة؟
ثمّ إذا كان الوزراء السابقين ناجحون في عملهم وهم وزراء، فلماذا تم اخراجهم من الحكومات السابقة والان يتم تدويرهم؟ كذلك الأعيان؛ إذا كان لهم بصمات واضحه في مجلس اعيان لماذا يتم اخراجهم من مجلس الاعيان علما بان العمل في مجلس الاعيان اهم من العمل في مجلس الوزراء فعضو مجلس الاعيان هو الموجه والمراقب والمقيّم والمقوّم لعمل السلطة التنفيذية؟ وعلى اي اساس تم اختيار (٣) وزراء من اعضاء مجلس النواب السابق؟ وهل باقي اعضاء مجلس النواب السابقين الـ ١٢٧ عضوا لا يوجد منهم خبراء قادرين ان يصبحوا وزراء؟ وهل أخذ رئيس الوزراء في الحسبان ردود النواب السابقين الذين لم يتم توزيرهم امام قواعدهم الشعبية؟
الأمر الآخر المهم؛ لماذا لم يقم رئيس الوزراء بتقليص عدد الوزراء ودمج الوزارات وتخفيض النفقات؟ ألا يعلم الرئيس أننا بهذا العدد من الوزراء والبالغ ٣١ وزيرا قد تغلبنا على الحكومة الامريكية التي يبلغ سكانها ٣٤٠ مليون نسمة وتدير العالم من خلال حكومة عدد اعضاء الفريق الوزاري فيها ١٥ وزيرا، وتغلبنا على الصين التي يبلغ عدد سكانها مليار واربعمائة مليون نسمة وتدير الصين وتغزو العالم من خلال حكومة يبلغ عدد اعضائها ٢٦ وزيرا، وتغلبنا على روسيا التي يبلغ عدد سكانها ١٤٣ مليون وتنافس العالم عسكريا وصناعيا من خلال حكومة يبلغ عدد اعضائها ٢٢ وزيرا؟
رئيس الوزراء مطالب بالشفافية قبل البدء بالعمل، ومطالب بتوضيح آليات عمل حكومته، سيّما أن هذا طلب وتوجيه ملكي للحكومة، كما أن على الرئيس الاجابة على التساؤلات أعلاه ونشرها للراي العام قبل دخوله البرلمان . لان القصف النيابي تحت قبة البرلمان لن يرحم. وسيكون الفريق الوزاري الذي اختاره الرئيس متفرجا على شتى انواع القصف والطخ والنقد، فنحن أمام مجلس نيابي ستفتح فيه ملفات ساخنه وجريئة وقوية على المستوى المحلي والعربي والدولي، وعلى الحكومة تجهيز ملفاتها المتعلقة بالشأن المحلي وبرامجها وخططها قبل دخول الجلسة الأولى.
أجزم أن كتاب التكليف السامي سيكون بوصلة النواب لمساءلة الحكومة ومتابعة خططها وبرامجها التنفيذية في شتّى المجالات، وخاصة في مجالات الفقر والبطالة، خاصة وأن الملك أكد للحكومة ضرورة أن يلمس المواطن اثارها الايجابية وأن تحقق نوعية حياة أفضل للمواطنين.
ظنّي برئيس الوزراء أنه ممن يسمعون النصيحة، فالذي عمل بمعية الملك عبدالله الثاني حفظه الله وكان قريبا منه تعلم من ادارة الملك القيم والاخلاق النبيلة والتي نلمسها في تحركاته وجولاته ولقاءاته والتي تتاتي في مقدمتها حسن الاستماع وتقبل النصيحة واحترام الرأي الاخر.