تحذيرات..الاحتلال الاسرائيلي يفرض سيطرته على الاقصى
محاولة اليمين الاسرائيلي المتطرف مناقشة اجراءات يريدون تطبيقها في المسجد المبارك من خلال شرعنة صلاة اليهود فيه , وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود وتسليم ادارته لما يسمى بوزارة الاديان الاسرائيلية والقيام باعمال الترميم بقوانين وتعليمات تصدر من مؤسساتهم الاسرائيلية , امر خطير ومرفوض ومخالف لمعاهدة السلام والمواثيق والقوانين الدولية وفقا لمتخصصين بشؤون القدس والمقدسات .
وقالوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان سياسة التدرج التي تنتهجها سلطات الاحتلال الاسرائيلي للسيطرة على المدينة المقدسة والمسجد الاقصى المبارك مكشوفة للمجتمع الدولي الذي يرفض اصلا الاعتراف بسلطة الاحتلال على مدينة القدس تحديدا .
امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان قال ان اسرائيل دأبت منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 على تنفيذ مخطط صهيوني وضع بهدف الاستيلاء على القدس كاملة بما فيها المقدسات الاسلامية والمسيحية ووضعها تحت ادارة (وزارة الاديان الاسرائيلية) .
واضاف ان هذا المخطط الصهيوني الذي تنفذه سلطات الاحتلال مرحلة بعد اخرى لا ترى اسرائيل في مواجهته رادعا عربيا او اسلاميا او حتى دوليا لاجراءاتها ، لذلك هي ستمضي في تنفيذ مخططها القاضي بتفريغ مدينة القدس من سكانها واهلها العرب وجعل نسبتهم اقل ما يمكن بالنسبة لليهود .
واشار الى ان اسرائيل ستمضي كذلك بتهويد مدينة القدس والاستيلاء على اكبر عدد ممكن من منازلها وابنيتها واراضيها ومتاجرها بغية ترحيل سكانها والرحيل عنها وفق اجراءات متعددة منها مصادرة الهويات , وفرض القوانين العنصرية واعتبار ابن القدس مقيما وليس مواطنا مقدسيا ، اضافة الى فرض قانون الاستيلاء على اموال الغائبين , وارتفاع قيمة الضرائب على الابنية والتضييق على السكان في الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليم وغيرها الى جانب تشجيع المستوطنين على السكن في القدس مقابل اسكانات تقدم لهم بالتقسيط المريح جدا وباسعار زهيدة بغية تكثيف الاستيطان وجعل اليهود اكثرية .
كما اشار الى ما يتعرض له الفلسطينيون يوميا في المسجد الاقصى المبارك من مضايقات بغية الاستيلاء عليه وبناء الهيكل المزعوم مكانه ، وان الاسرائيليين يتدرجون بالاستيلاء على الاقصى خطوة خطوة , كان اولها القيام بالحفريات تحته وبجوانبه بحجج البحث عن الاثار ,موضحا انه مضى عليهم حوالي مئة عام من البحث لم يتبين لهم اي اثر يشير الى وجودهم لا تحت الاقصى ولا فوقه ولا حتى في محيطه او في القدس كلها وهذا بشهادة علماء اثار يهود وغربيين .
اما الثانية بحسب كنعان فكانت سماح الاحتلال لليهود والمستوطنين بالدخول الى الاقصى تحت شعار السياحة ، فيما كانت الثالثة السماح لهم بتأدية شعائر دينية في ساحاته , والرابعة تمثلت بالسماح لهم بالصلاة في المسجد الاقصى في اوقات محددة مثل الاعياد والمناسبات الدينية والخامسة الصلاة في اوقات محددة يوميا ، والسادسة المطالبة بتحديد ايام للصلاة في الاقصى لليهود وايام للمسلمين .
واضاف ان الخطوة السابعة تمثلت بالبدء بتقديم مشروعات قوانين لاصدارها ويقرها الكنيست من اجل السماح لليهود بالدخول الى الاقصى وتأدية الشعائر الدينية وتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين .
وشدد على ان الاحتلال مرفوض شكلا وموضوعا مشيرا الى اعلان وزير الخارجية الاميركي قبل عدة ايام بان الاستيطان الاسرائيلي غير شرعي .
وقال ان الاردن سيبقى بقيادته الهاشمية مدافعا عن القدس والمقدسات وداعما لاهل فلسطين وشعبها حتى تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
رئيس مجلس الاوقاف في القدس فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب قال ان المتطرفين اليهود يقتحمون بشكل يومي رحاب المسجد الاقصى المبارك تحت حماية سلطات الاحتلال الاسرائيلي من باب المغاربة الذي يستولون على مفتاحه منذ العام 1967 .
واشار الى ان المستوطنين يستهدفون المسجد وقدسيته ، هم يستهدفون قبلتنا الاولى ومسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، يستفزون المسلمين في عقيدتهم بهدف هدم الاقصى المبارك واقامة ما يتخيلون في عقولهم من هيكل مزعوم مكانه - لا سمح الله - .
وبين ان ما تناقلته وسائل الاعلام في الاونة الاخيرة من محاولة اليمين الاسرائيلي المتطرف مناقشة اجراءات يريدون تطبيقها في المسجد الاقصى المبارك بشرعنة صلاة اليهود في المسجد الاقصى المبارك , وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود وتسليمه لادارة ما يسمى وزارة الاديان بمعنى نزع صلاحيات الاوقاف في ادارة المسجد والقيام باعمال الترميم بقوانين وتعليمات تصدر من مؤسساتهم الاسرائيلية , امر خطير ومرفوض .
وحذر الشيخ سلهب من مغبة ذلك, اذ يصبح عندها المسجد تحت ادارة اسرائيلية مطلقة تصدر التعليمات وتغلق المسجد متى تشاء وتمنع المسلمين من رفع الاذان ومن الصلاة فيه واستيلاء سلطات الاحتلال على نصف عقارات القدس الوقفية .
واوضح ان سلطات الاحتلال تريد الاستيلاء على المدينة المقدسة ،وتفريغها من اهلها والاستيلاء على التراث المكتوب للمسجد الاقصى مشيرا الى وجود الاف المخطوطات اضافة الى سجل تاريخي يؤرخ ويوثق لمعيشة المقدسيين خلال فترة ال 800 سنة السابقة .
وقال رئيس مجلس الاوقاف في القدس : القدس في خطر ، والمسجد الاقصى كذلك , والمخاطر واقعة ونلمسها يوميا , وهذا يتطلب من اهل القدس المرابطين هناك ومن يستطيع الوصول الى المسجد الاقصى ان لا يتوانى عن ذلك والمواظبة على الصلاة فيه في كل الاوقات .
واشار الى جهود الاردن بقيادته الهاشمية بدعم صمود المقدسيين ونقل القضية الفلسطينية الى كل المحافل الدولية اضافة الى وضع القدس على قائمة التراث العالمي لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) منذ عام 1981، موضحا ان اسرائيل تمنع بعثات اليونسكو من الوصول الى المسجد لمراقبة وتوثيق الاعتداءات التي يتعرض لها وتدمر تاريخنا وتراثنا هناك .
واكد ان القدس والاقصى امانة في اعناق الجميع داعيا الشعوب العربية والحكومات الى الوقوف في وجه هذا العدوان وان لا يترك الفلسطيني وحيدا لمواجهة الاعتداءات المتكررة ضد الاقصى كما لا يجوز ان يترك الاردن وحيدا في مواجهة ذلك .
كما دعا المؤسسات التي ترعى المقدسات في العالم الاسلامي , وجامعة الدول العربية , ومنظمة التعاون الاسلامي , وهيئة الامم المتحدة الى الوقوف الى جانب حقنا الشرعي , قائلا : نحن طلاب حق نريد ان نعيش بامان في بلدنا احرارا كبقية شعوب العالم .
مدير شؤون القدس والمسجد الاقصى في وزارة الاوقاف المهندس عبد الله العبادي اشار الى اجتماع (الكنيست الاسرائيلي) يوم الاثنين الماضي بناء على طلب من لجنة الداخلية فيه والتي تضم متطرفين والذي بحث قانونا لتقسيم المسجد الاقصى واقامة صلوات تلمودية يهودية هناك اضافة الى تقسيم الصلوات بين المسلمين واليهود وان يتبع المسجد ل( وزارة الاديان الاسرائيلية) ومنع الاعتكاف في المسجد للمسلمين .
كما اشار الى بيان صدر عن مجلس الاوقاف والهيئة الاسلامية العليا وعن مديرية اوقاف القدس والذي رفض واستنكر كل ما جاء في اجتماع الكنيست حول المسجد الاقصى قائلا انه وقف اسلامي وان مدينة القدس بحسب القانون الدولي هي مدينة محتلة ومن ناحية شرعية معروف ان المسجد المبارك للمسلمين .
وقال : انه وبحسب القانون الدولي لا يجوز لاسرائيل كدولة احتلال ان تغير من واقع القدس كما ان المنظمات الدولية لا تعترف بما يجري بالقدس اساسا من اجراءات وممارسات اسرائيلية , مشيرا الى ان هيئة الامم المتحدة والمنظمات الدولية تقر بان كل ما يجري هناك على ارض الواقع امر غير قانوني وغير معترف فيه .
وطالب بدعم اهل القدس , والاوقاف الاسلامية هناك باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تعمل وبشكل رسمي وتتبع الحكومة الاردنية .
وقال ان الاردن يقوم بواجبه حسب استطاعته مشيرا الى وجود 600 موظف هناك يتبعون وزارة الاوقاف الاردنية تصرف عليهم من موازنة الحكومة الاردنية ,كما ان الاعمارات الهاشمية التي امر بها جلالة الملك عبد الله الثاني قيد التنفيذ تصل كلفتها الى ثلاثة ملايين دينار .
وطالب المهندس العبادي المنظمات الدولية بالضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها في القدس كما دعا الامتين العربية والاسلامية ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية الى مساعدة الاردن فيما يقوم به من اجراءات لحماية المقدسات .
(بترا )
تابعو الأردن 24 على 
