فقدان الاتصال مع مستشفى كمال عدوان وحماس تندد بـ"جريمة حرب بدعم أميركي"
جو 24 :
أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى كمال عدوان الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة واحتجز داخله مرضى وكوادر طبية ونازحين، في ظل عملية إبادة يتعرض لها شمال غزة منذ 21 يوما.
وقال غيبريسوس إن منظمة الصحة فقدت الاتصال مع الطاقم الموجود في مستشفى كمال عدوان منذ صباح اليوم، ووصف ما يحدث في المستشفى بأنه تطور مقلق للغاية، لأن الموقع مكتظ بنحو 200 مريض يعانون من إصابات مروعة، وفيه المئات من الأشخاص الذين لجؤوا إليه طلبا للحماية.
وأكد مدير منظمة الصحة أن الوصول إلى المستشفيات في جميع أنحاء غزة "أصبح أكثر صعوبة بشكل لا يصدق ويعرّض موظفينا للخطر".
وقبل فقدان الاتصال به، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان للجزيرة، إن عددا من العاملين في الطاقم الطبي بالمستشفى أصيبوا نتيجة القصف الإسرائيلي.
وأضاف أبو صفية أن المستشفى كان ينتظر وصول المساعدات الطبية، لكن بدل ذلك وصلته الدبابات.
مناشدات لأحرار العالم
من جانبها، ناشدت وزارة الصحة في قطاع غزة "أحرار العالم" بذل كل السبل لإنقاذ مستشفى كمال عدوان.
وقالت الوزارة في بيان "لا نتفهم كيف يسمح العالم لنفسه بأن يقف متفرجا على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية دون أن يحرك ساكنا".
كما اعتبرت حركة حماس اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان "جريمة حرب بدعم أميركي".
وقالت الحركة في بيان "اقتحام جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا وفرض حصار عليه واعتقال المرضى والجرحى والطواقم الطبية والعائلات النازحة واقتيادهم إلى جهة مجهولة يعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية".
وأضافت "تواصل حكومة الاحتلال الصهيوني ارتكابها حرب الإبادة شمال قطاع غزة غير مكترثة بأي تداعيات، في ظل الدعم والحماية الكاملة التي توفرها الإدارة الأميركية لها".
وأشارت إلى أن "ما يجري شمال غزة من مجازر وقصف إجرامي مركز على المنازل ونسف مربعات سكنية على رؤوس قاطنيها، مما أدى إلى استشهاد العشرات من الأبرياء -جلهم من الأطفال والنساء- هو إمعان صهيوني في حملة التطهير العرقي".
ودعت الحركة قادة الدول العربية والإسلامية إلى "تحمّل مسؤولياتهم تجاه حماية شعبنا وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، والتحرك لوقف ما يتعرض له من حرب إبادة وتطهير عرقي".
وحمّلت حماس المجتمع الدولي ومؤسساته "المسؤولية السياسية والأخلاقية عن استمرار هذه الجرائم والانهيار القيمي الناتج عن الانتهاكات المتواصلة للقوانين الدولية".
تحقيق وتنكيل
بدوره، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية حياة عشرات الأطفال والمرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية الذين يحتجزهم بعد اقتحام مستشفى كمال عدوان.
وقال المرصد في بيان إنه تلقى معلومات أن قوات الاحتلال فصلت الرجال عن النساء والأطفال، وبدأت بإخضاع جميع من تزيد أعمارهم على 13 عاما للتحقيق والتنكيل -بمن في ذلك أفراد الطواقم الطبية- والاعتداء عليهم.
وأشار إلى أن 15 مريضا في غرفة العناية المركزة -منهم أطفال- مهددون بالموت بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي محطة الأكسجين في المستشفى، وهناك معلومات أولية عن وفاة عدد من الأطفال جراء نقص الأكسجين.
وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى وحمايتهم وضمان استئناف عمل المستشفى وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة آلاف الفلسطينيين هناك.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن الأوضاع في شمال غزة كارثية بشكل غير مسبوق، إذ تتعرض المنازل للقصف والحرق، ولا توجد أي طواقم إسعاف أو دفاع مدني للمساعدة في الإنقاذ.
ويتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.