الجولات المكوكية لمسؤولين اميركيين واوروبيين ما الهدف ؟
شفيق عبيدات
جو 24 :
تذكرنا الجولات المكوكيةفى لمسؤولين امريكيين واوروبيين الى المنطقة بجولات ( هنري كيسنجر ) اليهودي الاصل الى المنطقة بعد صدور قرار مجلس الامن رقم (242 ) الصادر في ٢٢/١١/ عام 1967 والذي جاء في نصوصه انسحاب القوات الصهيونية من الاراضي الفلسطينية العربية المحتلة عام 1967 , واقامة الدولة الفلسطينية على حدود السابع من حزيران في ذلك العام وعاصمتها القدس الشرقية .
انها ليست مصادفة ان يعين اغلب وزراء خارجية اميركا من يهود اميركا وقيامهم بجولات مكوكية الى الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية بل هي السياسة الاميركية المقصودة لحماية الكيان الصهيوني منذ صدور قرار مجلس الامن رقم (242) ونقل تقارير للأدارات الاميركية المتعاقبة مزورة وغير دقيقة حماية لهذا الكيان الاستعماري الغاصب للأرض الفلسطينية منذ عام 1948 , وقد بدأت الجولات المكوكية لأول وزير خارجية اميركية بعد صدور هذا القرار وكانت أنذاك رئيسة وزراء هذا الكيان ( غولدا مائيير ) اليهودية الاوكرانية , ولم يخرج ( هنري كيسنجر ) على مدى اكثر من عشرين عاما خلال جولاته الاسبوعية او الشهرية الى المنطقة بأية نتيجة لتطبيق قرار مجلس الامن المشهور رقم (242) وكانت زياراته تبدأ في كل جولاته الى الكيان الصهيوني ليتفق معه في اصرار اسرائيل على مواقفها المتعنتة ورفضها الاعتراف بهذا القرار الذي يطالب باقامة الدولة الفلسطينية .
ان المتابع للجولات المكوكية للمسؤولين الاميركيين والاوروبيين وفي مقدمتهم وزير خارجية اميركا يهودي الاصل ويفتخر بيهوديته ( بلينكن ) خلال المدة السابقة واثناء الحرب التي تشنها القوات الصهيونية بأوامر من ( النتن ياهو ) مجرم الحرب الارهابي , كلما يزور ( بلينكن ) المنطقة وبنفس اسلوب وطريقة (هنري كيسنجر ) يبدأ بزيارة الكيان الصهيوني ويتفق مع ( النتن ياهو ) على تصعيد الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية وقتل المزيد من الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل مستلزمات الحياة في القطاع ومنع المساعدات الغذائية والطبية وحتى منع المياه التي هي اهم وسيلة للحياة بهدف موت واستشهاد المزيد من ابناء اهلنا في قطاع غزة وبعدها يزور ( بلينكن ) بعض الدول العربية يقنع البعض منها بانه اقنع ( النتن ياهو) على الموافقة على مبادرات السلام ووقف الحرب وتبادل الاسرى ويطلع علينا ( بلينكن ) في تصريحاته العلنية بان الادارة الاميركية وخططها لوقف الحرب هي الوسيلة التي يمكن تطبيقها وما ان يخرج وزير خارجية اميركا ( بلينكن ) من زيارته للكيان الصهيوني تزداد وتيرة الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية ولا يختلف موقف وزير الدفاع الاميركي ( لويد او ستن ) خلال زيارته للكيان الصهيوني عن زميله ( بلينكن ) وزير خارجة اميركا ولدى مغادرته هذا الكيان يزداد العنف والقتل في قطاع غزة.
ولقد ازدادت زيارات المسؤولين الاميركيين والاوربيين المكوكية الى الكيان الصهيوني والى بعض الدول العربية في الفترة الاخير وبشكل خاص الى لبنان الشقيق بعد اغتيال عدد من قادة حزب الله وعلى راسهم الشهيد السيد حسن نصر الله الذي اسهمت اميركا وبعض الدول الاوروبية في هذا الاغتيال بتزويد الكيان الصهيوني بوسائل استخبارية وبأسلحة فتاكة قادرة على اختراق بعض الابنية في الضاحية الجنوبية لبيروت المستهدفة فجولات بعض المسؤولين الاميركية والاوروبيين ليست من اجل وقف الحرب على قطاع غزة وعلى لبنان الشقيق بل من اجل تدمير كل الضاحية الجنوبية والبقاع وبنايات اخرى في بيروت العاصمة ومجمل هؤلاء يحملون خططا جديدة لوقف الحرب لمصلحة الكيان الصهيوني وليس لمصلحة لبنان وقطاع غزة ويسعون من اجل تعديل قرار مجلس الامن الذي صدر في اعقاب حرب الكيان مع المقاومة الاسلامية اللبنانية ( حزب الله ) عام 2006 مرقم ب (1701 )الذي رسم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة اي ( الكيان الصهيوني ).
فالهدف من مواقف الادارة الاميركية وبعض الدول الاوروبية من كل هذه الجولات المكوكية ليست لمصلحة العرب الفلسطينيين ولا للعرب اللبنانيين بل هي مصلحتهم الاستعمارية الجديدة في المنطقة وحماية الكيان الصهيوني لجعله الحارس الامين والاقوى لمصالحهم في المنطقة .