هل يؤثر شرب المرأة الحامل للقهوة على الجنين؟.. علماء يجيبون
أمضت مجموعة من العلماء في النرويج فترة طويلة في دراسة تأثير القهوة على الجنين في بطن أمه، وما إذا كان استهلاك الكافيين الذي هو منبه قوي يؤثر على الحمل أو على الجنين، وذلك في أعقاب العديد من الدراسات التي تحدثت عن تأثيرات سلبية عميقة في حال إكثار الأم من تناول القهوة خلال فترة الحمل.
وبحسب التقرير الذي نشره موقع "ساينس أليرت" المتخصص بأحدث أخبار العلوم والتكنولوجيا، فقد حاول العلماء الإجابة على هذا السؤال الذهبي الذي استهلك الكثير من الدراسات السابقة.
وقال التقرير الذي اطلعت عليه "العربية نت" إن الدراسات السابقة خلصت إلى توصية مفادها أن على الأم الحد من كمية القهوة التي تتناولها أثناء الحمل، وذلك بسبب وجود ارتباط بين تناول الكافيين أثناء الحمل وبين تطور دماغ الطفل، لكن أحدث ما توصل له العلماء حالياً هو عدم وجود أي ارتباط سببي بين الأمرين، وهو ما يعني أن تناول القهوة من قبل المرأة الحامل لا يؤثر سلباً على جنينها.
وأظهرت الدراسات السابقة أن زيادة استهلاك القهوة أثناء الحمل مرتبطة بصعوبات النمو العصبي لدى الطفل، وقد يؤدي ذلك الى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، وهذا يؤدي إلى صعوبات اللغة والمهارات الحركية والانتباه وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي.
ويقول العلماء في النرويج إنهم درسوا مؤخراً عشرات الآلاف من النساء الحوامل على مدى عقدين من الزمن، وأظهرت النتائج - عند أخذ عوامل أخرى مثل الجينات والدخل في الاعتبار- عدم وجود رابط سببي بين شرب القهوة أثناء الحمل وصعوبات النمو العصبي لدى الطفل، وهذا يعني أنه من الآمن الاستمرار في شرب القهوة اليومي، وفقاً لأحدث التوصيات.
ويقول التقرير إن الدراسة الحديثة نظرت إلى عشرات الآلاف من العائلات المسجلة في دراسة مجموعة الأم والأب والطفل النرويجية، وتمت دعوة جميع النساء الحوامل في النرويج بين عامي 1999 و2008 للمشاركة، وشاركت 58694 امرأة مع أطفالهن.
كما قدمت الأمهات والأطفال عينات جينية، وقد سُمح للعلماء بالتحكم في المتغيرات الجينية المشتركة بين الأم والطفل وعزل سلوك شرب القهوة من أجل التوصل الى النتائج.
ولم تظهر النتائج التي خلص لها العلماء أي رابط سببي قوي بين زيادة استهلاك الأم للقهوة وصعوبات النمو العصبي لدى الأطفال.
ويقول العلماء إنه يمكن تفسير الاختلاف في النتائج بين دراساتنا والدراسات السابقة من خلال عملنا على فصل تأثير القهوة عن تأثير المتغيرات الأخرى، فضلاً عن الاستعداد الوراثي لظروف النمو العصبي.