2024-12-25 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

فرقة «بلدنا» الفلسطينية تواصل نضالها الموسيقي

فرقة «بلدنا» الفلسطينية تواصل نضالها الموسيقي
جو 24 : تواصل فرقة «بلدنا» الفلسطينية تألقها منذ عام 1977، على رغم مرورها بعثرات عدة، أدت إلى توقفها في بعض الأحيان، ومن ثم عودتها بقوة. الظروف الصعبة التي عاشت فيها الفرقة التي قدّمت أولى حفلاتها في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في العاصمة الأردنية عمّان، انتشرت أغانيها في أصقاع العالم، في المنافي ومخيمات اللجوء الفلسطينية، لتكون الفرقة الغنائية الوطنية والسياسية التي رافقت النضال الفلسطيني باستمرار.
بدأت الفرقة نشاطها في نهاية سبعينات القرن العشرين، حين ولدت الفكرة على يد وضاح زقطان لتنطلق من نادٍ للأطفال وجمعية سيدات الأعمال، فكانت البداية بدعم من المثقفين وتحديداً رابطة الكتاب الأردنيين، ورافقها الشاعر إبراهيم نصرالله ورزق أبو زيد بقصائد كان لها الأثر الكبير في ابراز هوية الفرقة والنمط الذي بدأت العمل فيه، لتضم عشرين طفلاً وثلاثة عازفين في تلك الفترة، اما الآن فعدد اعضائها لا يتجاوز الستة.
الملاحقة وظروف الحياة الصعبة رافقت مسيرة الفرقة، التي تأسست من عائلة وأصدقاء لتسجل اللحظة الفلسطينية مغناة وممهورة بأسماء الشعراء الفلسطينيين الذي كتبوا قصائدهم لها، وسجلوا معها لحظات مهمة، ومنهم الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله الذي رافق الفرقة منذ البدايات، ويعتبر احد أعمدتها.
يقول ملحن الفرقة ومغنيها كمال خليل: «توقفنا عن الغناء منذ العام 1996 حتى العام 2002، بسبب وجود اعضاء الفرقة في أميركا. حين وقعت السلطة الوطنية اتفاق اوسلو عام 1993، وتلاها توقيع اتفاق وادي عربة، أعدنا الألق الى الفرقة، لكن قبل ذلك وبعده وبسبب ظروف المنع، كنا نغني في الأعراس، ومع انطلاق الانتفاضة الثانية اعدنا تجميع الفرقة معتمدين على الأغنية السياسية والوطنية بشكل أساسي».
ويضيف: «طلب منا ان نفكك الفرقة بعد اتفاق اوسلو، لكن الانتفاضة غيّرت كل شيء وأعادت إلى الفرقة مجدها. ولم تأخذ أغانينا بعداً حقيقياً، الا بعد حرب 2006 على غزة، ومع وجود بعض الفضائيات صار لنا متنفس آخر».
الفرقة التي مرت بظروف وعثرات بسبب المنع كما يقول خليل، غنت في مهرجان جرش في دورته الأولى: «اعتقلنا بعد الحفلة، وقيل لنا إن هذا المهرجان ليس للجبهة الشعبية، ومنعنا من السفر منذ العام 1982، على رغم تلقينا دعوات في كل أنحاء العالم، لغاية 1995، حين بدأت التحولات الديموقراطية في الأردن، وإرجاع جوزات السفر المحجوزة. لكن في العام 2010 منعت لنا حفلة في مسرح الايرينا في عمان، لأسباب لم نعلمها حتى الآن».
الفرقة غير مسجلة رسمياً، وقد يتعرض نتاجها للقرصنة بسبب ذلك. كما اقترنت التظاهرات بإقامة حفلات «بلدنا»، وباتت الفرقة بسبب ما تشكله ممنوعة من الغناء بشكل رسمي في أي مكان، باستثناء الأعراس والمناسبات التي تقيمها النقابات المهنية في الأردن. عاشت الفرقة ظروفاً صعبة، وعانت هجرة أعضائها إلى أميركا.
ويقول كمال خليل في هذا السياق: «أعدت تشكيل الفرقة من أبنائي مع الاستعانة بعازفين أصدقاء... خلال سنوات اعتقالي المتكررة واصلت الفرقة الغناء، وحققت منجزات بفضل حالة التعاطف الجماهيري معي ومع الفرقة. وانقلب السحر على الساحر، وصارت الفرقة أقوى مما كانت عليه».
بعد السماح لأعضاء الفرقة بالسفر كما يقول كمال، «كنت اذهب وأغني في مناسبات خاصة لا تحتاج لأي تصريح، كإقامة حفلات الأعراس في المخيمات والقرى، وكنا نقيم حفلات اخرى خارج الأردن، فزرنا ألمانيا والولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا والعراق ولبنان العام 2006 بعد حرب تموز(يوليو)، ثم غنينا عند معبر رفح في القاهرة بعدما منعتنا القوات المصرية من دخول غزة اثر العدوان الإسرائيلي الأخير عليها».
تتكون الفرقة من ستة أشخاص، هم كمال وأبناؤه الأربعة وصديق ابنه، ويقول: «أعتبر أن الحظ وقف إلى جانبي على رغم كل ما تعرضت له، فأبنائي قد تخرجوا من الجامعات، وهم على رأس عملهم، ما سهل علينا ان نعيش بمستوى مريح. أما انا فلم استطع الحصول على وظيفة تؤمن لي الاستقرار، لكنني اعمل بمهنة البناء، فالبناء يعني لي الكثير، لأن هذه المهنة تشعرني دائماً بقدرتي على البقاء واقفاً بصمود دون ان أنحني. وبدأت قبل فترة وجيزة العودة الى العمل بعد ستة شهور من الانقطاع نتيجة تردي الأحوال الاقتصادية في البلد».
في رصيد الفرقة نحو 100 أغنية، وثلاثة عقود من النضال لتقديم الكلمة الحرة والنغمة الصادقة التي تعبر عن أوجاع الفلسطينيين. ويؤكد خليل الذي سيقيم حفلة في رام الله الصيف المقبل، أنه ليس نادماً على كل ما مر به، وسيبقى يحمل الكلمة سلاحاً أمام كل من اعتدى على أرضه وتراب وطنه. ويقول : «لم أغضب على احد، إلا على جلادي الذي كان يبتسم في كل لحظة صراخ تصدر مني».
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير