إلى التي فاق مجدها حدود الفنّ... لبنان يحنّ لـ"الشحرورة" في كلّ صباح
جو 24 :
كيف يمكن لمن عاشت مآسٍ جمّة أن تختم حياتها في مثل هذا اليوم بعبارة "بحب الدنيا وسعيدة"؟ هي كلمات لخّصت مجد "الشحرورة" الذي تخطّى وما يزال، حدود الغناء والتمثيل والإستعراض. فعلى رغم مرور 10 سنوات على وفاتها عن 87 عاماً، لا يزال صوتها الجبليّ الممزوج بالدلع يرافق العالم الذي آنسته وأحبّته، مع أنه كان قاسياً جداً معها.
جذبت جانيت الفغالي، إبنة وادي شحرور، الأنظار منذ صغرها حينما اكتشف عمّها موهبتها الغنائية في طفولتها، فانطلق مشوارها الفني في الأربعينيات، حين كانت لا تزال في سن المراهقة. في بداية حياتها الفنية، ظهرت في برامج الإذاعة اللبنانية، وحققت نجاحًا كبيرًا بعد أن اكتشفها الملحن والموسيقار اللبناني فليمون وهبي، فكانت أول أغنية لها بعنوان "الشوق"، إنطلاقة لإحدى أبرز فنانات لبنان والعالم العربي.
أبت صباح أن تقتصر شهرتها على الأغاني فقط، فاقتحمت مجال السينما من الباب العريض، حيث قدمت العديد من الأفلام المصرية واللبنانية. كان لها حضور قوي في السينما المصرية خاصة في فترة الخمسينيات والستينيات، وشاركت في أفلام مع كبار النجوم مثل فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.
شخصية فريدة جمعت بين الدلال والجاذبية والطاقة والحزم، صقلت حبّ الجمهور من جميع أجياله لصباح، فعرفت بحبها للحياة وسعيها الدائم للتجديد والتطور الفني، وقد كانت تتمتع بقدرة على التنقل بين أنماط موسيقية مختلفة، ما جعلها تتميز عن الكثير من الفنانات في جيلها.
أمّا حياتها وكواليسها، فجعلت من "الشحرورة" مادّة دسمة للإعلام والصحافة، وهي التي تزوجت مرات عدّة، والتي أبى الدّهر أن يتركها تفرح من خلال محطّات حزن صبغت حياتها بالسواد. وعلى سبيل الأحزان، قتل شقيقها أنطوان والدتهما منيرة سمعان بسبب "جريمة شرف".
حصلت صباح على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الفنية، تقديرًا لإسهاماتها الكبيرة في الفن العربي تقديرًا لمشوارها الفني الحافل، إلى أن غادرت الحياة في فندق ببعبدا مثقلة بالشيخوخة، والهموم.
"تقيلة دقة الساعات" بعد رحيل صباح. ولا تكفي الكلمات مهما كانت بليغة تاريخ تلك التي زهدت بالحياة.
أحتال عليها ابنها وسرق ثروتها ومن ثم طردها.. وفاة فنانة عربية اكتشفها محمد عبد الوهاب
المصدر: خاص "لبنان 24"