أزمة سلاح وعتاد.. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان
جو 24 :
(الجزيرة)
كشفت صحيفة معاريف اليوم الأربعاء عن تفاصيل جديدة عن أزمة نقص الأسلحة والذخائر التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب المستمرة منذ 14 شهرا على قطاع غزة ولبنان.
وسلط تقريران منفصلان للمراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي الضوء على تآكل مخزونات جيش الاحتلال من الطائرات المقاتلة والدبابات الحديثة من طراز ميركفاه 4 وناقلات الجند بسبب الحرب، بعد أن تم تدمير أو تعطيل جزء مهم منها بسبب صواريخ المقاومة، مما يستدعي تجديد مخزوناتها وحاجة متزايدة لقطع غيار.
وذكّر المراسل بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن العامل الثاني في اتخاذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان هو "الحاجة إلى تجديد مخزونات الأسلحة".
ونقل عن مصدر أمني قوله إن "التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليس في لبنان بل بأميركا وألمانيا. حيث تحتاج تل أبيب استخدام قدرات جيش الدفاع في شراء كميات كبيرة من أنظمة الأسلحة والمقاتلات والمروحيات والدبابات والصواريخ وأنواع مختلفة من الذخائر".
شيخوخة المقاتلات
ويشير إلى أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قطعت آلاف ساعات الطيران بما يتجاوز بكثير نمط العمل المخطط له مسبقا، مما يؤدي إلى "شيخوختها" ويحتم على إسرائيل المضي قدما في الحصول على أسراب جديدة، خاصة المقاتلات من طراز "إف 15" و"إف 35".
ويؤكد أن أصعب وضعية بسلاح الجو هي المتعلقة بمروحيات الأباتشي التي ساء وضعها بسبب جولات القتال في غزة، حيث يحتاج الجيش الإسرائيلي لتجديد سربين من هذه الطائرات.
ويضيف "أحد السربين في حالة سيئة لأنه نموذج قديم للطائرة المروحية، وخلال القتال، طلبت إسرائيل عدة مروحيات مستعملة بحالة جيدة من الولايات المتحدة مؤقتا حتى تتم الموافقة على شراء سربين جديدين، لكن الأميركيين رفضوا بأدب".
كما ينقل عن مصادر لم يسمها أن الجيش الإسرائيلي يفكر باستبدال الأباتشي بمروحيات من طراز بلاك هوك، والمعروفة في سلاح الجو باسم البومة وتستخدم لنقل الجرحى، مع تزويدها بأنظمة أسلحة مثل صواريخ جو-أرض والمدافع وغيرها.
قيود مزعومة
وينقل أشكنازي عن مصدر دفاعي أن سلاح الجو سيتقدم بالفعل في عملية استحواذ سريعة سيتم فيها بناء القوة الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك استيراد نحو 100 مقاتلة "إف 35″، و100 طائرة من طراز "إف 15″، و50 طائرة من طراز "إف 16".
لكنه يزعم كما زعم نتنياهو من قبل، بأن الإدارة الأميركية فرضت قيودا على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وأخرت شراء قنابل جو-أرض ثقيلة وكذلك صواريخ جو-أرض للمروحيات، كما منعت توريد مروحيات أباتشي المستخدمة لمساعدة سلاح الجو الإسرائيلي.
ويضيف أن الأزمة السياسية بين الإدارة الأميركية الحالية والحكومة الإسرائيلية ليست كل شيء، حيث إن "العالم حاليا في سباق تسلح، بسبب الحرب في أوكرانيا والتوترات حول تايوان، فيما تركض أوروبا كلها وراء الأسلحة".
كما يشير إلى أن إسرائيل تستعد لدخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس فقط من أجل استئناف توريد الذخائر، لكن أيضا من أجل شراء أنظمة جديدة.
ثم يتحدث أشكنازي عن النقص الحاصل في القنابل الثقيلة التي قال إنها عالقة في مستودعات شركة بوينغ في الولايات المتحدة بسبب قرار الرئيس جو بايدن.
ومع أنه يعترف أن "الجسر الجوي الأميركي ملأ المستودعات في إسرائيل"، فإنه يقول إنه مع استمرار القتال انخفضت المخزونات مرة أخرى، وإن إسرائيل تعول على الرئيس ترامب للإفراج الفوري عن الشحنات.
أزمة الميركافا
من ناحية أخرى، لفت المراسل العسكري إلى أزمة أخرى يعاني منها الجيش الإسرائيلي، وهي الحاجة إلى إنتاج المئات من دبابات الميركافا-4، بالإضافة لتوفير العديد من قطع الغيار الخاصة بها والتي تصنع في الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى.
ويشير إلى أن المصانع في إسرائيل لم تعد قادرة على تلبية احتياجات جيش الدفاع من هذا النوع من الدبابات التي تعرض الكثير منها للتدمير خلال الحرب.
ويضيف "في المرحلة الأولى، قرر الجيش عدم إحالة دبابات ميركافا 3 القديمة إلى التقاعد، والعمل على إدخال تحسينات عليها بدلا من تحويلها إلى خردة"، لكن هذا الأمر لم ينه أزمة قطع غيار الدبابات ومدرعات "النمر"، التي تعرضت للضرر بسبب صواريخ المقاومة.
كما كشف التقرير عن أزمة نقص في سلاح المدفعية، الذي دفع إسرائيل إلى تجهيز جيشها "بمدافع من الستينيات من القرن الماضي!"، بسبب الحرب وحظر الأسلحة من العديد من البلدان.
فضلا عن عدم وصول قطع غيار المدافع الثقيلة من الجيل الجديد إلى خطوط إنتاج شركة "إلبيت" الإسرائيلية، ومعاناة مصانعها، التي تعد عماد الصناعات الحربية الإسرائيلية، من صعوبات في توظيف القوى العاملة.