jo24_banner
jo24_banner

ساعات حرجة.. ماذا حدث في برلمان كوريا الجنوبية؟

ساعات حرجة.. ماذا حدث في برلمان كوريا الجنوبية؟
جو 24 :


مع محاولة الجنود الدخول عنوة لمبنى البرلمان في كوريا الجنوبية، مساء أمس الثلاثاء، لتنفيذ قرار مفاجئ للرئيس بفرض الأحكام العرفية، استخدم موظفون في البرلمان ومعارضون كل الوسائل المتاحة لمنعهم من ذلك، في مشاهد لم تعهدها هذه الديمقراطية العريقة.

وبعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وتكليف جنرال من الجيش بتنفيذها، وهي المرة الأولى في البلاد منذ أكثر من 40 عاما، أنزلت مروحيات قوات مدججة بالسلاح في حرم البرلمان.

تزامنا مع ذلك، تسلّق جنود آخرون أسوار المبنى بعد منتصف الليل، وفق ما أفاد كيم مين-كي، الكاتب العام للبرلمان خلال مؤتمر صحفي. وبعدها، حطموا نوافذ سعيا لدخول المبنى، في ما وصفه باقتحام "غير دستوري وغير قانوني"، متوعدا بمحاسبة المسؤولين عنها قضائيا.

واقتحم حوالي 280 جنديا مبنى البرلمان، بحسب كيم، لكنهم واجهوا مقاومة من الموظفين الذين استخدموا كل ما طالت أيديهم لتحصين المداخل ومنع قوات الأمن من الدخول. وأظهرت صور عشرات الجنود وهم يحاولون دخول المبنى، قبل أن يتم صدهم.

وقال كيم إن الجنود "أغلقوا الجمعية الوطنية بشكل غير قانوني بعد إعلان الأحكام العرفية، منتهكين الدستور والقانون من خلال منع النواب من دخول المجلس".


 "خشيت على حياتي"
وفي مشهد غير اعتيادي، واجهت آن غوي-ريونغ، وهي ناطقة باسم الحزب الديمقراطي المعارض، جنديا وحاولت الاستيلاء على بندقيته.

 

واستمرت المواجهة أكثر من 10 ثوان، وبعدما تخلت عن مساعيها، وجّه الجندي سلاحه نحوها، لكن مذيعة الأخبار السابقة صاحت في وجهه "ألا تشعر بالخجل؟".

وقالت آن لوكالة الصحافة الفرنسية "لم يكن لدي خيار سوى منعهم من دخول المبنى الرئيسي لأنه تم التصديق (في البرلمان) على رفع الأحكام العرفية". وأضافت عن المواجهة مع الجندي "خشيت على حياتي".



وبحسب دستور كوريا الجنوبية، إذا طلب البرلمان رفع الأحكام العرفية، فيجب على الرئيس الامتثال لذلك. وقدّم بعض الخبراء فرضية أن الجنود أُرسلوا لمحاولة إفشال التصويت.

وفيما حاول الجنود دخول المبنى عبر تحطيم نوافذه وتسلق واجهاته، أوصدت الشرطة أبواب المجلس ومنعت حتى النواب من الدخول.

وقال النائب المعارض شين تشانغ-سيك إن "بعض النواب اضطروا لتسلق السياج من أجل الدخول والتصويت على القرار".

 
"عودوا أدراجكم"
وبمجرد تجاوز الجنود أسوار البرلمان، وجدوا أن أبوابه محصنة بأكوام من الأثاث التي وضعها الموظفون، وفق ما أظهرت صور كاميرات المراقبة.

وأمكن أيضا رؤية الجنود وهم يندفعون إلى الباب المحصن وأسلحتهم موجّهة نحو موظفي البرلمان العزل الذين واصلوا تكديس مكاتب وأثاث في طريقهم. وصاح أحد الموظفين "عودوا أدراجكم، أوغاد!"، فيما ألقى آخر طفاية حريق على الجنود.

ولم يبدأ الجنود التراجع إلا بعد اعتماد القرار الذي يدعو إلى رفع الأحكام العرفية، قرابة الساعة 01.00 بالتوقيت المحلي (16.00 ت غ).

وبحلول الساعة الثانية صباحا، كان الجنود قد انسحبوا بالكامل، تاركين وراءهم نوافذ مكسرة وأثاثا محطما، إلا أن رصاصة واحدة لم تطلق.

 

"كنت غاضبا للغاية"
وخلال مظاهرة أمام البرلمان، قال كيم مين-هو (50 عاما) اليوم الأربعاء "كنت غاضبا للغاية لدرجة أنني لم أستطع النوم الليلة الماضية".

بدوره، قال بارك سو-هيونغ (39 عاما) "جئت لأنني أخشى أن تنتهك ديمقراطيتنا إذا أبقينا يون في السلطة للحظة أخرى".

وقال الرئيس يون إن الأحكام العرفية التي أقرها ثم ألغيت تهدف إلى القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية والحفاظ على الحرية والنظام الدستوري.

وجاء قرار يون بعد رفض الحزب الديمقراطي المعارض مشروع قانون الميزانية في البرلمان، علما أنها المرة الأولى منذ عام 1980 التي تعلن فيها الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.

والأحكام العرفية هي مجموعة من القواعد والتدابير الاستثنائية التي تلجأ إليها الدولة، في ظل ظروف طارئة تسمح لها بصورة مؤقتة بتعطيل كل أو بعض القوانين السارية فيها، لدرء الأخطار التي تتعرض لها البلاد.

المصدر : الفرنسية


كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير