درة في أول تجربة إخراج: فيلم "وين صرنا" يوثق معاناة الشعب الفلسطيني
جو 24 :
فنانة تونسية لمع اسمها منذ سنين في الدراما المصرية، وتألقت وأصبحت من نجمات الصف الأول، وفي حوارها مع موقع "العربية.نت/الحدث.نت" تحدثت الفنانة درة عن تجربتها الإخراجية الأولى فيلم "وين صرنا"، والذي شاركت به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 45.
وكشفت عن سر حمايتها لخوض هذه التجربة وكيف جاءتها الفكرة وشعورها بعد معرفتها لعرض الفيلم في مهرجان القاهرة ورؤيتها لدور السينما في خدمة القضية الفلسطينية، كما تحدثت عن تحضيراتها قبل التصوير ومشاهدتها لأفلام عن القضية الفلسطينية وجلساتها مع اللاجئين والصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير الفيلم، وأيضا كيف كانت تجربتها الأولى في الإخراج وكواليس التصوير وأين تم، كما كشفت عن ردود الأفعال التي تلقتها بعد عرض الفيلم في مهرجان القاهرة والرسالة التي تمنت توجيهها من خلال هذا الفيلم.
*في البداية ما الذي حمسك لخوض تجربة إخراج فيلم "وين صرنا"؟
لقد قررت صنع هذا الفيلم من أجل أهل غزة، رأيت أنه لابد أن نعطيهم الفرصة كي يتحدثوا هم عن أنفسهم، عن مشاعرهم بطريقتهم الخاصة، لقد حرصت أن أنقل هذه المشاعر كما حدثت وكانت هناك العديد من اللحظات الصعبة والكثير من المشاهد التي اعتمدنا فيها على ذكرياتهم، أردت أن يظل هذا الفيلم وثيقة إنسانية حية تعبر عن الفلسطينين بشكل مختلف.
*وكيف جاءتك الفكرة؟
جاءتني من خلال نادين التي أرسلت لي رسالة كمعجبة عبر حسابي وتعرفنا على بعضنا ثم فكرت في صنع هذا الفيلم عن تجربتها ولم تكن تعرف في البداية أنني سأصنع فيلما عنها، ثم تعرفت على عائلتها، وفي الحقيقة أنا طوال الوقت أريد صنع شيء من أجل القضية لأنها في قلبي منذ الصغر حتى رسالة الماجستير كانت تتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين، لذلك كنت متحمسة للغاية وأنا أصنع هذا الفيلم.
*وماذا شعرت حين عرفت بخبر عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
كنت أشعر بالتوتر الشديد، فمهرجان القاهرة مهرجان عريق وهذه تجربتي الإخراجية الأولى وكأنك تبدأ من الأول، مشاعر القلق والتوتر على الرغم من أنني أردت أن يشاهده الجمهور ويرون الجانب الإنساني لما يحدث هناك، وأيضا يشاهده الفلسطينين كي يرون أنفسهم.
*وكيف ترين دور السينما في خدمة القضية الفلسطينية؟
أرى أن دور السينما هو إلقاء الضوء عما يحدث وعما يعيشونه من واقع، وليس فقط مجرد عمل أفلام للتعاطف، لأن القضية أكبر من ذلك، لابد من رصد طريقة حياتهم ومشاعرهم وليس الخطابات المباشرة.
* وهل شاهدت أفلاما مشابهة قبل خوض التجربة؟
بالطبع شاهدت العديد من الأفلام التي ترصد واقع حياتهم، ورأيت الكثير منهم وجلست معهم وشاهدت تفاعلهم وتعايشهم في ظل هذه الظروف.
*وهل واجهتك أي صعوبات أثناء التنفيذ؟
بالطبع واجهتنا بعض الصعوبات وهناك بعض المشاهد لم نستطع تصويرها واعتمدنا على المشاهد التي قاموا هم بتصويرها بهواتفهم، ومشاعر صعبة واجهناها واعتمدنا فيها على ذاكرتهم الحية التي رأت كل ما حدث، وأيضا كانت هناك بعض المشاكل في الإنتاج وقررت إنتاج الفيلم بنفسي، كانت هناك العديد من الأشياء التي أردت تنفيذها ولم أعرف بسبب الظروف حتى إن الكثيرين حذروني من خوض التجربة أثناء الحرب ولكني أصررت على ذلك.
*وكيف كانت تجربتك في الإخراج؟
في الحقيقة كان هناك الكثير من الأوقات التي أبكي فيها خلف الكاميرا تأثرا بما يقولونه من قصص، لأن الفيلم وثائقي وهؤلاء ليسوا ممثلين محترفين بل يحكون قصصهم الواقعية وما عايشونه من حرب ودمار لذلك لا يلتزمون في كل الأوقات بالاسكريبت بل يخرجون عن النص وأتركهم كي يحكون، وهذا ما أردت إظهاره، أن يشاهد الجميع معاناة الشعب الفلسطيني وقت الحرب والنزوح والألم النفسي الذي يتعرضون له وكل هذا من عيون جميع الأعمار الأطفال والشباب والكبار وكل واحد بطريقة تفكيره. لقد خرج هذا الفيلم بشكل إنساني لأنني صنعته بحب شديد ومشاعر جارفة وكنت المسؤولة عن كل شيء وليس مجرد مشاركة في العمل، لذلك كنت حريصة على الاهتمام بكل التفاصيل.
*وأين تم تصوير الفيلم؟
معظم التصوير تم في مصر وهناك بعض المشاهد تم تصويرها في غزة وكلها حقيقية بواسطة مصور محترف أحمد الدنف لأنه بالتأكيد كان هناك صعوبة شديدة في تواجدي بغزة وسط الحرب، غير المقاطع التي صوروها بهواتفهم، والمشاهد التي تم تصويرها هناك كانت صعبة في ظل هذه الظروف ولم يكن في الإمكان إعادة المشاهد حتى لا يتم تعريض أي أحد للخطر لذلك أوجه التحية للمصور هناك.
*وكيف كانت ردود الأفعال بعد عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
ردود الأفعال كانت رائعة وصادقة للغاية، فالكثيرين من الحضور صفقوا بعد انتهاء عرض الفيلم وهناك من بكى، كل هذه الأشياء لمستني وتأثرت بها للغاية وسعيدة أنه نال إعجابهم، فعندما صنعت هذا الفيلم لم يكن هدفي الربح قدر اهتمامي بالقضية الإنسانية وهذا هو الأهم، فلقد تعلمت الكثير من خلال هذه التجربة وأهم الدروس التي تعلمتها كانت إنسانية في المقام الأول.
*وماذا تطمحين من خلال هذا الفيلم؟
أريد التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية حتى لا ينساها أحد، فلقد تربيت منذ الصغر على أهمية القضية وأنها تخص كل العرب ولابد من الدفاع عنها لأن قوات الاحتلال تحاول طوال الوقت طمس الهوية والغرب أيضا يلعب بعقول الأجيال الجديدة حتى يمحى اسم فلسطين تماما فتجد الأطفال لا يفقهون شيئا عما يحدث، لذلك تمنيت من خلال الفيلم أن نحافظ على الهوية من أجل الأجيال الجديدة، وحتى يعرفون أننا لن ننسى وأن الفلسطينين ليسوا مجرد أرقاما ولكن بشر ومشاعرهم وما يعيشونه في غاية الأهمية.