هل فعلاً يؤدي الشتاء للحزن؟ وهل حالة الجو تغيّر المزاج؟
يدخل الكثير من الناس في مشاعر متفاوتة ومتباينة خلال فصل الشتاء أو خلال هطول المطر، حيث يسود الاعتقاد بأن زخات الماء التي تهطل من السماء قد تبعث على الحزن والاكتئاب، بينما سطوع الشمس صيفاً يدفع إلى الفرح والاطمئنان والراحة.
وربما يكون الارتباط بين الحالة النفسية والطقس له وجود حقيقي لدى الكثير من الناس، لكن الأدلة الطبية والعلمية تغيب عن ذلك، ولا يبدو أنه يوجد ما يُثبت هذا الأمر، حيث إن تفضيلات الناس هي التي تختلف، وتختلف تبعاً لهذه التفضيلات المشاعر تجاه الطقس والحالة الجوية.
وقال تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" الأميركي، واطلعت عليه "العربية.نت"، إن العديد من الناس يشعرون بالسعادة للتغلب على الحرارة والاستمتاع بأجواء الشتاء الباردة المريحة، بينما هناك مجموعة أخرى تتطلع بحنين إلى أشعة الشمس والطقس الدافئ الذي يعيشه الناس خلال فترة الصيف.
وأكمل المشاركون في الدراسة عدداً من الاستطلاعات على هاتف ذكي في بيئات خارجية خلال فصل الصيف، وكان لديهم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ومعلومات الوقت، لذلك كان من الممكن ربط الظروف الجوية الموضوعية بالوقت والمكان الذي أكملوا فيه الاستطلاع.
وتقول ميدنباور: "لقد توقعنا أنه قد تكون هناك علاقة قوية إلى حد معقول بين الظروف الجوية الفعلية وما إذا كان الناس قد أبلغوا عن كونها حارة أو باردة، مريحة أو غير مريحة أم لا. وكنا مخطئين تماماً".
وأضافت: "إذا نظرنا إلى العلاقة بين جميع الأشخاص في الدراسة، فقد أظهرت نتائجنا علاقة ضعيفة جداً بين الطقس الفعلي وإدراك درجة الحرارة أو الراحة. حتى في الأيام التي كانت فيها درجة الحرارة أعلى من 90 درجة فهرنهايت، كان بعض الأشخاص مرتاحين تماماً، وفي الأيام التي كانت فيها درجة الحرارة 73 درجة فهرنهايت ومشمسة، كان بعض الأشخاص غير مرتاحين ووجدوا أنها باردة جداً".
وتقول الباحثة الأميركية إنه "من غير المستغرب أن يؤدي عدم الارتياح إلى المزيد من المشاعر السلبية، فالانزعاج بحكم التعريف ليس تجربة ممتعة.
والأمر الأكثر أهمية والأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الاختلافات الفردية في الراحة ودرجة الحرارة المتصورة أكبر بكثير وأكثر أهمية من الظروف الجوية الفعلية نفسها".
وخلصت الباحثة إلى القول إنه "في نهاية المطاف، فهذه هي إحدى المجالات التي لا نزال نعرف عنها القليل جداً، ولكنها فرصة مثيرة لاستكشاف علمي إضافي، وهذا يعني أيضاً أنه إذا كنت لا توافق زملاءك في السكن أو العمل على ضبط منظم الحرارة هذا الشتاء، فيمكنك أن تجد العزاء في معرفة أنه لا توجد درجة حرارة صحيحة أو مثالية، وإنما هذا كله أمر شخصي".