jo24_banner
jo24_banner

من منصات استانه الى الدوحة هرب الاسد الى موسكو ..

أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 :

 
 
من منصات استانه الى الدوحة هرب الاسد الى موسكو .. فهل روسيا المصيدة ام المنقذ؟..

تأخر عن الرحيل اربعة عشر ربيعا .. اعطته الدول الحليفة والبعيدة فرصا تشاركية مع المعارضة ابتدعوا له حلولا في استانة وفاوضوه في جنيف وبروكسل .. لكن بشار الاسد اختار انتخاب نفسة كل مرة رئيسا لا ينازعه احد ... في الثامن من ديسمبر / كانون الاول 2024 ماتت سوريا الاسد عاشت سوريا الجديدة ، ماتت سوريا البعث فانبعثت سوريا الحرية والاحرار ، ليخلع الشعب السوري رداء العتمة والظلمة ليعانقوا من جديد خيوط الشمس وضوء النهار ، اندحرت حقبة من التاريخ عاشتها سوريا تحت القهر والظلمة ، فالحاكم قد اندثر ولم يعد له من اثر ، الاسد بالاسم فقط هرب من القصر تحت جناح الليل (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ..) .. فسبحوا للعدالة في الاعالي وهللوا واهتفوا سبحانك يا رب .. الثامن من ديسمبر / كانون الاول 2024 اليوم انتهى كل شيئ .. هرب الاسد لكن سوريا بقيت.. وحتى الجيش العربي السوري (الجيش الاول كما سماه الزعيم جمال عبد الناصر) كادت فيالقة تعلن النصر برحيلة وهو الجيش الذي لم يجد لزوما للقتال الى جانب سلطة مهزومة ولم يتمتع بعقيدة خوض حرب دفاعا عن اسد سيهرب من غابته ...

تَغِيَبَ الاسد عن الحكم بداعي الفرار وقد سقط وهو الذي حكم سوريا 53 عاما بالحديد والنار من الاب الى الابن .. كان شعاره في سوريا الاقلية تحكم بشعار الاكثرية ... والنظام الذي هوى كان من ابرز شعاراته التاريخ لا يملك ممحاة ... فقد خلع الشعب السوري عنه نظاما امة واحدة ذات رسالة خالدة مخلدة في السلطة واطبقت على الحريات وجعلت من السجون مكانا للموت البطيئ... الثامن من ديسمبر / كانون الاول 2024 من هنا الى اين ؟.. اليوم للاسئلة وليس للاجوبة .. من سيحكم سوريا ؟..اين الرئيس الاسد وحزب البعث .. ما هو مصير حزب البعث؟ .. هل ستبقى سوريا موحدة؟.. كيف ستكون علاقتها مع محيطها الجغرافي ؟ .. كيف ستكون علاقتها مع دولة الكيان الصهيوني؟ ..كيف ستكون العلاقة مع لبنان .. مع الاردن .. مع العراق ؟..

وفي لحظة تاريخية يتضح تباعا دور موسكو في عزل الاسد الذي لم ياخذ بالمقترحات الروسية وعصى على الحكم ، ورفض التطبيع مع اردوغان ومعالجة ازمات الشمال والنزوح وبلحظة تمرد اقليمية دولية انتزعت تركيا السلطة من فم الاسد عاونتها روسيا وغضت الطرف ايران وقاد الجبهات رجل من تصنيع محلي باطراف دولية وبكل تجرد ازالت روسيا العلم السوري عن السفارة السورية في موسكو ...

والسؤال الاخير يوجه الى اللبنانين والسوريين فهما متشابهان الآن في امران اساسيان : لا دولة حقيقية في لبنان ولا دولة حقيقية في سوريا .. الم يحن الوقت ان يبني اللبنانيين دولة في لبنان وان يبني السوريين دولتهم في سوريا ويكون لبنان في لبنان وتكون سوريا في سوريا...

ماذا بعد سقوط نظام عائلة الاسد في سوريا ، تشير النوايا والتوقعات الدولية الى مجموعة من العناصر ، سنفرد لها من زوايا الربح والخسارة تباعا وعلى نحو كما يلي:

(1) محور المقاومة وتشظي الساحات

منذ الهجوم الذي شنّته حركة حماس على " دولة المشروع الصهيوني البريطاني " في 7 أكتوبر 2023، انجرّت إيران ومعها " محور المقاومة " التابع لها إلى نزاع سرعان ما كشف نقاط وهنها ، فحرب الإسناد التي أعلنها حزب الله ضد " دولة المشروع الصهيوني البريطاني " دعما لحماس أنهكت التنظيم وأهلكت معظم قادته، وفي مقدّمهم أمينه العام الشهيد حسن نصر الله.

ومن المرجّح كذلك أن يكون سقوط الأسد قطع إلى غير رجعة شريان الحياة الذي كان الحزب يعتمد عليه لتلقّي إمداداته من السلاح والمال من الجمهورية الفارسية عبر سوريا، والذي تلقى ضربات إسرائيلية شديدة، إذ إنّ حكّام الشام المقبلين لن ينسوا للحزب الشيعي دوره في سحق ثورتهم.

أما بقية أطراف "محور المقاومة”، أي الحوثيون في اليمن والفصائل الشيعية الموالية لطهران في العراق، فحافظت من جهتها على قدرتها على مضايقة حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية والقوى السنية الإقليمية الوازنة، لكن من دون أن تتمكّن من إحداث أيّ تغيير في الوضع الراهن وهنا يمكن القول بأنّ "محور المقاومة يفقد طابعه العابر للحدود الوطنية وعمقه الإقليمي الاستراتيجي.

(2) خسارة القيصر الروسي

أما بالنسبة لروسيا الغارقة في حرب ضدّ أوكرانيا، فخسارتها قد تكون جسيمة في سوريا حيث لديها في مدينة طرطوس، المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط (المياه الدافئة)، أكبر قاعدة بحرية في الشرق الأوسط وفي رأينا فإنه من الصعب أن نتصور أنّ النظام الاجتماعي والسياسي الجديد في دمشق سيسمح للروس بالبقاء بعد كل ما فعلوه من أجل نظام الأسد.

ومن غير الواضح حتى اللحظة إذا كانت عملية انتقال السلطة في سوريا قد شملت تفاهمات بين المعارضة السورية وروسيا، رغم تأكيد بيان للخارجية الروسية أن موسكو لم تشارك في أي تفاهمات بشأن رحيل الأسد، الموجود في روسيا حاليا، وفق بيان صدر لاحقا عن الكرملين.

وفي الوقت نفسه، فإن السؤال الأكبر يتمحور حول مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا، فضلا عن نحو 100 موقع عسكري روسي منتشر في البلاد في ظل التطورات الجديدة هناك. حيث أن مسألة الوجود العسكري الروسي في سوريا ستحسمها السلطات الجديدة، وتشير كل التوقعات الى بوادر تغيرات مستقبلية في الاتجاه السياسي لسوريا، وستترك آثارها على مستقبل القواعد الروسية وربما على مجمل العلاقات بين دمشق وموسكو. .. وفي هذا الاطار اعتقد بان موسكو - على الأرجح - ستنطلق في سياساتها اللاحقة من كون سوريا السابقة لم تعد موجودة، ولا يزال من الصعب بمكان تحديد ما الذي سيخرج من أنقاض الدولة السابقة، وإن كانت ستبقى بالأساس دولة واحدة.وقد تلجأ روسيا الى مقايضة خروجها من سوريا مع الولايات المتحدة..

(3) الرهان التركي

لا يخفى على احد بان تركيا هى الداعم الرئيسي للفصائل المسلحة لا بل هى الراعي لها وازعم بان اليوم الاول للزحف على حلب كان بامضاء تركي وهو ما يشيئ الى الضلوع في تحركات الفصائل المسلحة وكان هذا واضحا من تصريحات اردوغان بان المعارضة في طريقها الى دمشق ، وهنا ندرك بوضوح النهار بأن تركيا هي " الرابح الأكبر " من سقوط الرئيس السوري، لكنّ " نفوذها على هذه (الفصائل) لا يعني أنّها تملك السيطرة عليها" ، وعلى هذا الصعيد، فإننا ندرك بأنّ الشرق الأوسط يبدو اليوم أمام " حرب في كل مكان "، مع قُرب "عودة دونالد ترامب الثاني " إلى البيت الأبيض. (اقصد الولاية الثانية للرئيس ترامب)..

وفيما يتعلق بالتحديات الأمنية، فقد حذر فيدان وزير الخارجية التركي في 8/12/2024 يوم الاحد من الدوحة من استغلال الوضع الحالي من قبل التنظيمات الإرهابية مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وحزب العمال الكردستاني، مؤكدا أن تركيا تراقب الأوضاع عن كثب وتتواصل مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان عدم استغلال هذه المرحلة الحساسة.

(4) الكيان الصهيوني المتصيد في الماء العكر

بعد سلسلة مداولات قادة الاحتلال حول التطورات الدرامية في سوريا، باشر جيش الكيان الصهيوني عمليات حربية بعيدة المدى، وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات لقوات الجيش باحتلال المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا ودولة الكيان الصهيوني والمحددة باتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين عام 1974.

وفي التمادي الصهيوني على الاراضي العربية السورية في هذا الظرف التي تعيشه سوريا ، قصفت الطائرات الصهيونية بكثافة عدداً من القواعد التابعة رسمياً للجيش السوري ودمرت مخازن للأسلحة، بدعوى «منع وقوع الأسلحة المتطورة بأيدي ميليشيات مسلحة وإرهابيين»، غير أن مراقبين وجدوا فيها «رغبة في فرض قواعد للنظام الجديد في دمشق تظهر الخطوط الحمراء». وهي محاولة مكشوفة لكسر معنويات السوريين في هذه اللحظة تحديدا.

وبرغم الحدث التاريخي امام فرار الاسد من سوريا فلا بد من التنويه الى ان دولة الكيان الصهيوني وبدعم أمريكي ترتكب منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.


ورغم قرار المحكمة الجنائية الدولية، تواصل تل أبيب مجازرها في قطاع غزة، متحدية أيضا قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة ..

(5) خصم الكلام

استدراكا لما قدمت اليه ندرك جيدا بأنّ ما يزيد من تعقيدات الوضع في سوريا " بالإضافة إلى سقوط نظام الأسد، هي الأسئلة المتعلقة بمن سيحلّ محلّه والمدّة التي سيستغرقها وضع الأمور في نصابها. من هنا سنشهد منافسة إقليمية من شتى الأنواع".

ولطالما كان نفوذ الفصائل المناهضة للأسد في سوريا يقاس بمقدار أموال النفط التي توزّع على هذه الفصائل وظل الأمر على هذا الحال منذ 2011 إلى أن وجدت دول الخليج نفسها مضطرة لإعادة وصل ما انقطع مع الأسد، حليف إيران.

المسمار الذي زرعه قاسم سليماني في تسعة اعوام اقتلعته الفصائل المسلحة في عشرة ايام ... فهل حسابات 7 اكتوبر حولت الممانعة الى نكسة او حتى الى نكبة ... فهل اضعفت طوفان 7 اكتوبر مشاريع 45 عاما لثورة الخميني ومدى 42 عاما من عمر حزب الله اللبناني .. فهل لعبة الارقام المتشابهه والمتعاكسة هذه مجرد مصادفة .. ام لها دلالات معينة في علمي الارقام والسياسة .. خرائط بريطانية فرنسية مزقت في 7 اكتوبر .. فهل ( ٧ ) اكتوبر الذي تعني اشارته نصر دول الممانعة وماذا عن ( ٨) ديسمبر التي تشبه ( ٧) اكتوبر لكنها مقلوبة ترسم اشارة الانكسار للممانعة ووحدة الساحات؟؟..

أما " دولة المشروع الصهيوني البريطاني " فإنها تنتظر قبل أي شيء، على غرار بقية جيرانها، الورقة الرئيسية التي ستحل في واشنطن في 20 يناير المقبل، عندما يعود الجمهوري " دونالد ترامب الثاني " إلى السلطة... ، وعشية فرار الأسد من دمشق، قال ترامب إنّ " الفوضى " في سوريا " ليست معركة واشنطن "، لكنّه سيجد أمامه شرق أوسط مغاير، " إنها نهاية أسطورة استقرار الأنظمة الاستبدادية".

 

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير