عاجل - تسارع وتيرة الاستيطان.. إعلان الضم الأكبر منذ "أوسلو"
تسعى حكومة اليمين المتطرف للاحتلال في خطوات متسارعة لضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، بالتزامن مع حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ 430 يوماً.
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أعلن عن خطة تقضي بمصادرة 24 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، واصفاً الخطة بأنها "إنجاز تاريخي" يعزز الاستيطان، ويساهم في توسيع الأراضي المخصصة للبنية التحتية والمشاريع الاستيطانية.
وشمل القرار توسيع مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس بـ 2640 دونماً نحو الجنوب، لتتصل مع عددمن المستوطنات المجاورة لها وتقطع الامتداد الفلسطينين في المنطقة، وسوف تتضاعف مساحة مستوطنة "مجدال عوز" جنوبي بيت لحم مرتين بزيادة281 دونماً، فيما ستتوسع مستوطنة "سوسيا" جنوبي الخليل بـ 109 دونمات، أما مستوطنة "يافيت" في الأغوار ستزيد مساحتها بـ 20 ألف و460 دونم.
وتعدل المساحات المنوي مصادرتها تحت مسمى أراضي دولة، نحو نصف ما تم الإعلان عن مصادرته منذ اتفاق أوسلو تحت المسمى نفسه، والتي تقدر بـ 50 ألف دونم.
وأفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجة، بأن الاحتلال يسعى لاستغلال فترة الحرب والدعم الأمريكي اللامتناهي لتعزيز الاستيطان على أراضي الضفة والسيطرة على أكبر قدر من أراضي الفلسطينيين.
وأضاف في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يضرب بالقانون الدولي عرض الحائط بإعلانه خطة لمصادرة مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن "المصادرة تحت مسمى "أراضي دولة" تمنع الفلسطينيين والمستوطنين من استخدام تلك الأراضي وفق قانون الاحتلال، إلا أن الحكومة تقوم ببناء بؤر استيطانية جديدة على هذه المساحات لتوطين المستوطنين فيها".
وبيّن بريجة أن تمدد الاستيطان يهدد حياة الفلسطينيين، كما وينذر بمصادرة المزيد من أراضيهم أمام هذا النّهم اللامتناهي في ابتلاع الأراضي الفلسطينية وسرقتها.
وقال "إن توسّع الاحتلال لا يقف عند حدود ومساحات معينة، والمستوطنين لا يكفون عن ترهيب المواطنين والاعتداء على منازلهم وممتلكاتم بهدف إجبارهم على الرحيل قسراً".
من ناحيته قال الباحث في الشأن الاستيطاني خالد معالي بأن المستوطنات الأربعة التي وقع عليها الاختيار لزيادة مساحتها وتوسعتها تشكل أولوية استراتيجية لدى الاحتلال.
وأوضح لوكالة "صفا"، بأن الهدف العام هو توسيع المستوطنات وزيادة أعداد المستوطنين فيها، فضلاً عن قطع الامتداد الفلسطيني وتقسيم الضفة، والسيطرة الكاملة على الحدود مع الأردن.
وأشار إلى أن الواقع الجديد الذي تحاول حكومة الاحتلال فرضه في الضفةيحول دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وينطلي تحت مخطط الطرد والتهجير لصالح السيطرة الإسرائيلية الكاملة على أراضي الضفة المحتلة.
وأفاد معالي بأن الاحتلال يقوم بخطوات متسارعة في السيطرة على مساحات أوسع من أراضي الضفة وفرض وقائع جديدة قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، لافتاً إلى أن سموتريتش كان دعا إلى إلغاء الإدارة المدنية ما يعني تعزيز السيادة الإسرائيلية.
وأضاف أن المشروع الاستيطاني كان مطروحاً في عهد الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولكن في عهد ترامب شهد دعماً أكبر وأكثر صراحة، مرجحاً طرحاً أكثر تطرفاً لخطط استيطانية جديدة مع عودة ترمب.
وأكد على ضرورة إعداد برنامج وطني موحد لمواجهة المرحلة القادمة، في ظل الدعم الأمريكي والصمت العالمي على ما يجري من إبادة في غزة واحتلال وضم لأراضي الضفة.
ومنذ مطلع العام الحالي، سيطرت حكومة الاحتلال على 40 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية تحت مسميات عدة، كما شرعنة 11 بؤرة استيطانية وصادقت على بناء خمس مستوطنات جديدة.