هآرتس: مشهد من ناغازاكي.. أجساد الفلسطينيين جنوب غزة تتبخر
جو 24 :
قالت صحيفة هآرتس إن بعض التقارير تتحدث عن تبخر جثث بعض الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا في غارة إسرائيلية على جنوبي قطاع غزة جراء شدة الانفجارات وعدم وجود ملاجئ تحمي السكان من القصف المتواصل.
وصرح جورجيوس بيتروبولوس، رئيس فرع الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، للصحيفة اليسارية الإسرائيلية، واصفا ما حدث في منطقة المواصي جنوبي القطاع بأن المشهد بدا وكأنه ناغازاكي أخرى، في إشارة إلى المدينة اليابانية التي قصفتها الولايات المتحدة بالقنبلة الذرية في التاسع من أغسطس/آب 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكان المسؤول الأممي يتحدث عن الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري على مخيم النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوبي القطاع، مما أدى إلى استشهاد 23 فلسطينيا -من بينهم 4 أطفال وامرأتان إحداهما حامل- وتدمير 21 خيمة، وفق الصحيفة.
وقال بيتروبوليس: "لقد أُحصيت الجثث، ولكن هناك قتلى تبخرت أجسادهم ببساطة. لقد اختفى 10 أو 20 شخصا كانوا داخل الخيام".
وأضاف: "كنت في المستشفى بعد القصف، كان يبدو وكأنه مسلخ، فقد كانت الدماء في كل مكان". وأفادت هآرتس بأن عائلة دُفنت في الرمال التي غطت خيمتها من القصف نفسه.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أوردت في تحقيق استقصائي أن سلاح الجو الإسرائيلي يستخدم في قصفه منطقة المواصي قنابل بزنة طن كامل، وتُسبب انفجاراتها أضرارا جسيمة، كما تخلف حفرا يبلغ قطر الواحدة منها 15 مترا.
وقد أجّلت الحكومة الأميركية تسليم هذه القنابل إلى إسرائيل الأشهر الأخيرة، بسبب "مزاعم" بأنها تسبب أضرارا بيئية واسعة النطاق وتقتل المدنيين، حسبما ورد في تقرير هآرتس.
ووفقا للصحيفة، فإن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رفض، في تقرير أصدره بشأن غارة الرابع من ديسمبر/كانون الأول، ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأنه كان يستهدف عناصر بارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يصنف المواصي بأنها منطقة إنسانية آمنة، فإنه لم يتوقف قط -حسب صحيفة هآرتس- عن قصفها. وتقول الأمم المتحدة إن الغارات ازدادت حدة في الآونة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن موقع "فورنسيك أركيتكتشر" -الذي يوثق بشكل منهجي الغارات في غزة- أنه تم تسجيل 5 غارات على المواصي ما بين أواخر مايو/أيار و10 سبتمبر/أيلول هذا العام.
وتكشف البيانات التي جمعها دكتور لي موردخاي من الجامعة العبرية، الذي يتابع التطورات في غزة، عن أنه في أقل من شهر ضربت إسرائيل المنطقة 8 مرات على الأقل، مما أسفر عن استشهاد العشرات.
ومنطقة المواصي عبارة عن شريط من الكثبان الرملية يغطي حوالي 14 كيلومترا مربعا بالقرب من الشاطئ في جنوب غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في القطاع المحاصر، أجبر الجيش الإسرائيلي سكان المواصي -عبر رسائل نصية قصيرة ورسائل هاتفية ومنشورات- على النزوح.
وأوضحت هآرتس أن المواصي، "وهي منطقة تتشكل في معظمها من أراض زراعية أو كثبان رملية"، تحولت الآن إلى مخيم واسع مكتظ بمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في أقسى الظروف.
وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 30 ألف شخص مكتظون في الكيلومتر المربع الواحد في تلك المنطقة، ويعانون من نقص في المياه النظيفة والغذاء، ومشاكل صحية وافتقار للمأوى المناسب.
(هآرتس)