استمرار أعمال المؤتمر السادس عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في البحر الميت بمشاركة عربية واسعة
واصل المؤتمر السادس عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية أعماله اليوم في منطقة البحر الميت والذي تنظمه الهيئة العربية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية و يستمر لمدة خمسة أيام بمشاركة ما يقرب من 150 عالماّ وباحثاّ من الدول العربية لعرض نتائج أبحاثهم العلمية التي تغطي موضوعات عديدة في المياه والأمن الغذائي والصحة والبيئة والعلوم النووية الأساسية .
وأكد الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية رئيس المؤتمر خلال ترأسه لبعض جلسات العمل الصباحية والمسائية حرص الأردن الدائم بالعمل على إنجاح أي مشاريع ومبادرات عربية في تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية للدول الأعضاء بالهيئة العربية للطاقة الذرية، بما فيها مواكبة التطور المتسارع لطاقة الاندماج النووي والتي يتوقع توفرها تجاريا في منتصف القرن الحادي والعشرين.
وقال الدكتور طوقان بأن انعقاد المؤتمر بالتحضيرات الكبيرة له وحضور نخبة من العلماء والباحثين العرب يمثل نقلة نوعية حقيقية لطموحاتنا للمستقبل العلمي الذي نريد في المجالات العلمية والتكنولوجية والنووية، حيث عرض هؤلاء العلماء والخبراء من مختلف الدول العربية انجازاتهم العلمية ونتائجهم البحثية ومناقشة الفرص والتحديات وتبادل الخبرات المتميزة، وصولاّ إلى تعزيز الابتكار الحقيقي والإنجاز على أرض الواقع التي من شأنها دفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي إلى مستويات أفضل.
وخلال الجلسات الصباحية والمسائية قدم المتحدثون الرئيسيون، علماء وخبراء من مؤسسات دولية ومراكز علمية وبحثية مرموقة خلاصة أبحاثهم وتجاربهم في مواضيع محورية في تقنيات المفاعلات المتقدمة إلى التطبيقات النووية المتطورة في إدارة الصحة والبيئة والمياه والصناعة والتعدين.
وعرضت الدكتورة ايمان الهمامي وهي اخصائية في الفيزياء الطبية من تونس ورقة عمل تحدثت عن الجمع بين محاكاة مونتي كارلو والذكاء الاصطناعي لإعادة تحميل المصدر المشع كوبلت -60 بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية في تونس، حيث يعتبر هذا الجانب نتاجاّ جديداّ في الجانب العلمي والاصناعي في تحليل البيانات ومخرجاتها.
وعبّرت الدكتورة الهمامي عن تقديرها للقائمين على المؤتمر والذي يمثل فرصة ثمينة لتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين من مختلف مراكز الاختصاص في العلوم النووية بالدول العربية والتعريف بمنجزات كل دولة في هذا المجال، مشيدة بالتجربة الأردنية الرائدة في بناء المفاعل البحثي والتطور الكبير الذي شهده خلال السنوات الماضية وأشارت الى أنه سيكون هناك تعاون مشترك بين الأردن وتونس للاستفادة من الخبرة الأردنية، لأن المفاعل البحثي متطور ويشغل طبقاً لمواصفات ومعايير الأمان العالمية.
و شارك وفد من المعهد المتحد للأبحاث النووية في مدينة دوبنا بروسيا الاتحادية، يضم الدكتور وائل بدوي، كبير الباحثين بمعمل فرانك لفيزياء النيوترونات، والدكتورة مارينا طومانوفا من مركز التدريب بالمعهد حيث ألقى الدكتور بدوي محاضرة بعنوان "الأنشطة البحثية على المفاعل البحثي النبضي IBR-2 بمدينة دوبنا - روسيا الاتحادية، حيث استعرض خلالها أبرز التجارب التي تستخدم فيها فيزياء النيوترونات لدراسة المواد وتحليلها في مختلف التطبيقات. وتناول العرض أمثلة عملية، منها التنشيط النيوتروني لدراسة العناصر المكونة للمواد، التصوير الطبوغرافي، وفيزياء الجوامد. كما سلط الضوء على تجربة المعهد في إنشاء منصة تتيح للعلماء من جميع أنحاء العالم الاستفادة من إمكانيات المفاعل لتنفيذ مشاريع بحثية مميزة. من جهتها، قدمت الدكتورة مارينا طومانوفا تعريفًا شاملًا بالمعهد المتحد للأبحاث النووية، وشرحت أهم المنشآت النووية التي يضمها المعهد وسبل التعاون الممكنة مع الجهات البحثية الأخرى.
وعبر وفد المعهد عن تقديره العميق لدعوتهم للمشاركة في هذا الحدث البارز الذي يُعقد في الأردن، مشيدًا بالإدارة الحكيمة والتنظيم المتميز للمؤتمر الذي أتاح الفرصة لعلماء من تسع دول، وهي الأردن، مصر، تونس، ليبيا، العراق، فلسطين، سوريا،السعودية، الكويت للتواصل وتبادل الخبرات وبحث آفاق التعاون المستقبلي. بمشاركة ١٥٠ باحثاً. وقدّم الوفد شكرًا خاصًا لهيئة الطاقة الذرية الأردنية، على هذه الفرصة القيمة ، معتبرين أن هذا الحدث يعكس الإرادة الأردنية والعربية لتعزيز التكامل والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، لا سيما في مجالات الطب النووي، حماية البيئة، العلوم الأساسية، وغيرها.
وقدّم ّ الدكتور المهندس سلام الناصري من هيئة الطاقة الذرية العراقية دراسة بعنوان " تحضير تراكيب سُلمية المسامات من الكربون المحضر مختبرياً متراكبة مع الزيولايت -A لإزالة الأيونات الغير مرغوبة من المحاليل المائية كطريقة لإزالة النظائر المشعة". حيث تم في هذه الدراسة تحضير مادة متراكبة ذات هيكل هرمي مسامي متكون من كربون مستخلص من نوى التمر الهندي ( كمخلفات نباتية عضوية) مع بلورات الزيولايت A المحضر مختبرياً باستخدام عملية الكربنة الحرارية عند درجة 900 درجة مئوية في جو خامل باستخدام الحرارة المائية (الاوتوكليف).
هدف البحث الى ازالة العناصر الغير مرغوب بها من المحاليل المائية كنموذج لأزالة النظائر المشعة من المياه حيث تم التخلص من نظير الكوبلت -59 الغير مشع كطريقة لازالة النظير كوبلت-60 المشع. وقد حصلت فكرة البحث على براءة اختراع صادرة من وزارة التخطيط العراقية / الجهاز المركزي للتقييسوالسيطرة النوعية. وأكدّ الدكتور الناصري على اهميةة التعاون بين الدول العربية في تحقيق الامن الطاقي ومواجهة التحديات البيئية مع التركيز على البحوث العلمية والابتكار التكنولوجي لتحقيق هذه الاهداف .
وأشار الدكتور فالح حسن سعيد رئيس الباحثين في مركز البحوث الزراعية بهيئة البحث العلمي بالعراق بالجهد العلمي المبذول في هذا المؤتمر واهتمام الاردن في إتاحة الفرصة أمام المشاركين لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الرائدة للدول العربية وللاستخدامات السلمية في مجال الطاقة الذرية مشيراّ إلى الأردن كان على الدوام السباق في توفير الفرص التدريبية للباحثين العراقيين على تشعيع البذور النباتية بالمشع الجامي . وقدم الدكتور فالح ورقة عمل تتعلق باستخدام التعبئة النووية من خلال أشعة جاما واستخدام المطفر الكيميائي ازايد الصوديوم للحصول على طفرات نبات من نباتات اللوبيا وتأثيرها من نواحي النمو والانتاجية. وكانت نتائج البحث مشجعة وأكدت على أن الجرعات المنخفضة أحدثت نتائج جيدة مقارنة بالنبات الذي لم يجري عليها أي عمليات تشعيع .
وعبّر الدكتور يوسف التكروري مدير عام المستشفى الأهلي في فلسطين عن شكره وتقديره لهيئة الطاقة الذرية الأردنية على تميز المؤتمر بحسن التنظيم والإدارة الأمر الذي خلق أجواء من الثقة والارتياح والمساهمة الفاعلة في عرض البحوث والدراسات وحضور جميع الجلسات للمشاركين بمختلف تخصصاتهم العلمية .
وقدمت الدكتورة ساجدة الأمير رئيس قسم الكيمياء الاشعاعية في هيئة الطاقة الذرية الأردنية ورقة علمية بعنوان: "تحليل نظائر اليورانيوم والعناصر النزرة باستخدام مطيافية ألفا ومطيافية الكتلة بالبلازما المستحثة في قطع عينات أثرية من الأردن"، وذلك ضمن محور العلوم النووية الأساسية. مشيرةً إلى المؤتمر كان بكل جلساته مؤتمراّ علميا متميزاً جرى العمل والإعداد له ليكون بهذه المنهجية العالية في تقديم الأوراق العلمية المبتكرة.