"31 مصوراً عربياً"في عمّان: حساسية تعبيرية في اقتناص اللحظة
جو 24 : كشف معرض «31 مصوراً عربياً» الذي استضافته عمّان، مستويات فنية متباينة في الحساسية التصويرية، نتيجة تعامل كل مصور مع الكاميرا من زاوية رؤية تخصه دون سواه، إلى جانب تناول الفنانين مواضيع مختلفة تتراوح بين الاجتماعي، والسياسي، والنفسي، والعاطفي، والبيئي.
اللوحات المشاركة في المعرض الذي نظّم بمبادرة من موقع «دي بي كليك»، بشراكة مع اتحاد المصورين العرب في الأردن، ومديرية الثقافة في أمانة عمّان الكبرى، اختارتها لجنة تحكيم ترأسها الأردني سقراط قاحوش، وضمّت في عضويتها: هيثم فتح الله وعبد الرضا عناد (العراق)، عيسى إبراهيم (البحرين)، سعيد جمعوه (الإمارات)، مصطفى عذب ورهف الجلاد (سورية)، باسم أبو جهجهة (لبنان)، عكاشة الغدامسي (الجزائر)، محمد الناصري (مصر)، يحيى مساد وطارق هادي (الأردن).
ووقع الاختيار على المشاركين في المعرض من بين 250 مصوراً من دول عربية عدة، رشحوا 470 صورة فوتوغرافية من أعمالهم. واشتملت الصور المعروضة على لقطات للحظات بصرية، بتقنيتَي الملون والأبيض والأسود، تناولت حساسيات تعبيرية لمنظورات من الظواهر الطبيعية، ومشاهد من الحياة الاجتماعية.
من الأعمال اللافتة بالأسود والأبيض، صورة بعدسة عزت فاروق (السعودية) لأعمدة تنوء بحمل أقواس تستقر عليها كتل دائرية تشكل سقف مسجد، فيما رُصف السقف بالمنمنمات الإسلامية الجميلة في نقشاتها المتأسسة على تكرار الرقم 8.
ولم تكتفِ عدسة فاروق بهذه الصورة الداخلية، فثمة صورة أخرى من خارج المسجد لملمَ فيها عبر «زوم» كاميرته فضاءً واسعاً زاخراً بالقباب المتدرجة في أحجامها والمتناسقة في منحنيات أقواسها، والتي تصطف بمهابة حول القبة الكبيرة التي تعلو المسجد الذي تبدّت فيه جمالية جذابة للونين الأبيض والأسود في تشكيل معماره.
وفي لحظة ضوئية حاسمة، أخذت في حسبانها دقة التوقيت لاقتناص اللقطة، استطاع مبارك عبدالرحمن (السودان) أن يُظهر التشابه بين قسمات رجل بدوي، وتضاريس الصحراء التي أقعده فوقها مسيره المضني، فاستراح إلى جوار أكياس حوَت حاجياته ومقتنياته المتواضعة.
أما التصوير الضوئي «الملون»، فظهر في صورة يوسف لحرش (الجزائر) الذي التقط فضاءً واسعاً من صحراء شاسعة، لكنها جاءت خلفيةً لجَمَل لونه أصفر «فاقع»، كان هو بؤرة التناول الأساس للعدسة، بينما تراجَعَ وهج هذا اللون في الخلفية لمصلحة القتامة، وبالتدريج.
وفاجأت عين الكاميرا للمصورة عنود بنت منصور (عُمان)، خجل مراهِقة تتزين بمنديلها الشفاف وعلى عجل، حيث ظهرت السلاسل الفضّية المتدلّية على جبينها وهي لم تتأرجح بعد من مباغتة الكاميرا لها.
أما الوكيلي توفيق (تونس) فقد أطلّت عدسته على أحد تجليات الطبيعة في منظور هرموني لشلالات ناتجة عن نزول نهر درجاً صخرياً، هبطَ ماؤه بانسياب على بساط من العشب الأخضر.
ورصدت كاميرا علي صبيح (العراق) صورتين لطبيعة منطقة ما بين النهرين، تناولت الأولى مناظر لغابة من النخيل وفق أبعاد ثلاثية، في اللحظات الأخيرة من نهاية النهار، وذلك بظهور أقواس قاتمة من الليل برزت كخلفيات لهذه المناظر. أما الثانية التي التُقطت للغابة نفسها، وفي البرهة نفسها، فعاينت بقايا حزمة لأشعة الشمس الغاربة، وهي تكافح لإظهار قارب آخذ بالغرق في ظلامٍ منبعث من الجهة الأخرى.
واقتنصت لقطة مالك عطا (الأردن) الفضاء الشفقيّ لغروب أشعة الشمس على غابة من أشجار الصنوبر، أحالت أوراقها إلى غلالات ذهبية.
وفي عدسة مجدي قريقع (فلسطين)، ثمة اشتغال خاص في البحث عن لحظات فرح في حياة مجتمعه، فتُبرز لوحته الأولى لحظات ابتهاج لأطفال يهرولون على شاطئ، وتعاين اللوحة الثانية طفلتين تتدافعان حول دراجة بثلاث عجلات متهالكة في زقاق مخيم. أما الثالثة فهي لفتيان يمارسون لعبة الكرة الطائرة.
وأقيمت على هامش المعرض ورشات تعليم لأسس التصوير أدارها محمد عنبتاوي، وأخرى حول التصوير الفلكي قدمها عبدالهادي الهادي من جمعية الفلك الأردنية، إلى جانب محاضرة للمدرب محمد عيد من شركة «غراف سينز» عن آخر إصدارات «الفوتو شوب سي سي»، وأخرى في عنوان «كيف تختار صورك؟» قدّمها طارق هادي.
(الحياة)
اللوحات المشاركة في المعرض الذي نظّم بمبادرة من موقع «دي بي كليك»، بشراكة مع اتحاد المصورين العرب في الأردن، ومديرية الثقافة في أمانة عمّان الكبرى، اختارتها لجنة تحكيم ترأسها الأردني سقراط قاحوش، وضمّت في عضويتها: هيثم فتح الله وعبد الرضا عناد (العراق)، عيسى إبراهيم (البحرين)، سعيد جمعوه (الإمارات)، مصطفى عذب ورهف الجلاد (سورية)، باسم أبو جهجهة (لبنان)، عكاشة الغدامسي (الجزائر)، محمد الناصري (مصر)، يحيى مساد وطارق هادي (الأردن).
ووقع الاختيار على المشاركين في المعرض من بين 250 مصوراً من دول عربية عدة، رشحوا 470 صورة فوتوغرافية من أعمالهم. واشتملت الصور المعروضة على لقطات للحظات بصرية، بتقنيتَي الملون والأبيض والأسود، تناولت حساسيات تعبيرية لمنظورات من الظواهر الطبيعية، ومشاهد من الحياة الاجتماعية.
من الأعمال اللافتة بالأسود والأبيض، صورة بعدسة عزت فاروق (السعودية) لأعمدة تنوء بحمل أقواس تستقر عليها كتل دائرية تشكل سقف مسجد، فيما رُصف السقف بالمنمنمات الإسلامية الجميلة في نقشاتها المتأسسة على تكرار الرقم 8.
ولم تكتفِ عدسة فاروق بهذه الصورة الداخلية، فثمة صورة أخرى من خارج المسجد لملمَ فيها عبر «زوم» كاميرته فضاءً واسعاً زاخراً بالقباب المتدرجة في أحجامها والمتناسقة في منحنيات أقواسها، والتي تصطف بمهابة حول القبة الكبيرة التي تعلو المسجد الذي تبدّت فيه جمالية جذابة للونين الأبيض والأسود في تشكيل معماره.
وفي لحظة ضوئية حاسمة، أخذت في حسبانها دقة التوقيت لاقتناص اللقطة، استطاع مبارك عبدالرحمن (السودان) أن يُظهر التشابه بين قسمات رجل بدوي، وتضاريس الصحراء التي أقعده فوقها مسيره المضني، فاستراح إلى جوار أكياس حوَت حاجياته ومقتنياته المتواضعة.
أما التصوير الضوئي «الملون»، فظهر في صورة يوسف لحرش (الجزائر) الذي التقط فضاءً واسعاً من صحراء شاسعة، لكنها جاءت خلفيةً لجَمَل لونه أصفر «فاقع»، كان هو بؤرة التناول الأساس للعدسة، بينما تراجَعَ وهج هذا اللون في الخلفية لمصلحة القتامة، وبالتدريج.
وفاجأت عين الكاميرا للمصورة عنود بنت منصور (عُمان)، خجل مراهِقة تتزين بمنديلها الشفاف وعلى عجل، حيث ظهرت السلاسل الفضّية المتدلّية على جبينها وهي لم تتأرجح بعد من مباغتة الكاميرا لها.
أما الوكيلي توفيق (تونس) فقد أطلّت عدسته على أحد تجليات الطبيعة في منظور هرموني لشلالات ناتجة عن نزول نهر درجاً صخرياً، هبطَ ماؤه بانسياب على بساط من العشب الأخضر.
ورصدت كاميرا علي صبيح (العراق) صورتين لطبيعة منطقة ما بين النهرين، تناولت الأولى مناظر لغابة من النخيل وفق أبعاد ثلاثية، في اللحظات الأخيرة من نهاية النهار، وذلك بظهور أقواس قاتمة من الليل برزت كخلفيات لهذه المناظر. أما الثانية التي التُقطت للغابة نفسها، وفي البرهة نفسها، فعاينت بقايا حزمة لأشعة الشمس الغاربة، وهي تكافح لإظهار قارب آخذ بالغرق في ظلامٍ منبعث من الجهة الأخرى.
واقتنصت لقطة مالك عطا (الأردن) الفضاء الشفقيّ لغروب أشعة الشمس على غابة من أشجار الصنوبر، أحالت أوراقها إلى غلالات ذهبية.
وفي عدسة مجدي قريقع (فلسطين)، ثمة اشتغال خاص في البحث عن لحظات فرح في حياة مجتمعه، فتُبرز لوحته الأولى لحظات ابتهاج لأطفال يهرولون على شاطئ، وتعاين اللوحة الثانية طفلتين تتدافعان حول دراجة بثلاث عجلات متهالكة في زقاق مخيم. أما الثالثة فهي لفتيان يمارسون لعبة الكرة الطائرة.
وأقيمت على هامش المعرض ورشات تعليم لأسس التصوير أدارها محمد عنبتاوي، وأخرى حول التصوير الفلكي قدمها عبدالهادي الهادي من جمعية الفلك الأردنية، إلى جانب محاضرة للمدرب محمد عيد من شركة «غراف سينز» عن آخر إصدارات «الفوتو شوب سي سي»، وأخرى في عنوان «كيف تختار صورك؟» قدّمها طارق هادي.
(الحياة)