خبير عسكري: مشاكل الجيش السوري الجديد.. بين المليشيا والجيوش التقليدية وانهيار العقيدة القتالية
جو 24 :
خاص - قال الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، إن سورية الجديدة تواجه تحديا كبيرا في إعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن قرار الحكومة الانتقالية بدمج الفصائل المسلحة بوزارة الدفاع قد يخلق مشاكل كبيرة في البنية الهيكلية للجيش.
وأوضح أبو زيد أن الهياكل التنظيمية للجيوش تختلف عن الهياكل التنظيمية للفصائل والمليشيات المسلحة.
ولفت أبو زيد إلى أن عملية دمج الفصائل المسلحة ذات التباين الأيديولوجي قد تخلق نواة لفكر المحاصصة الطائفية والأيديولوجية، وهذا أمر كفيل بتفتيت الجيش الجديد وخلق صراعات، وهو ما ينطوي على مخاطر قد تؤدي لاقتراب سورية الجديدة من النموذج العراقي في إعادة بناء الجيش عام 2003، حيث خلق ذلك مليشيات مسلحة تغولت على القرار العسكري.
وأضاف أبو زيد أن تعيين وزير الدفاع مرهف أبوقصرة المعروف أبوحسن الحموي جاء لاعتبارات عقائدية، حيث كان أبوقصرة قائد الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، مشيرا إلى أن عقلية التنظيم تختلف عن عقلية ادارة الدولة والجيش، وأبرز التحديات التي ستواجهه الحكومة الانتقالية في إعادة بناء الجيش هي الهيكلية التنظيمية، حيث لا تصلح عملية دمج الفصائل المسلحة بالجيش بسبب اختلاف البنية التنظيمية والولاءات لاعتبارات ايدولوجية واجتماعية.
وأشار أبو زيد إلى أن الجيش السوري السابق كان يقوم على عقيدة قتالية شرقية بتنظيم رباعي مكون من (5) فيالق؛ الأول قيادته في دمشق والثاني قيادته في الزبداني والثالث قيادته في حلب والرابع قيادته في حماة والخامس في دمشق، و(8) فرق مدرعة، و(3) فرق مؤللة و(3) فرق قوات خاصة، بالاضافة إلى اسنادها القياسي، بالتالي فإن أي تحول في الهيكل التنظيمي يعني تغيّرا في العقيدة القتالية، وهنا ستكون مخاطرة أخرى تتطلب اعادة بناء عقيدة قتالية جديدة تتطلب سنوات.
وقال أبو زيد إن العرض الذي قدمه الجانب التركي بتدريب القوات السورية الجديدة يعطي مؤشرا على احتمالية أن يكون هناك تحول في العقيدة القتالية للجيش الجديد ليصبح أقرب إلى العقيدة القتالية لحلف الشمال الاطلسي "الناتو"، وبالتالي ستكون البنية التنظيمية للجيش حسب متطلبات التدريب التركي، ما يعني تغيّرا جذريا في الشكل والمضمون للجيش السوري الجديد قائم على قوات خفيفة وسريعة مدربة على مكافحة الارهاب والشغب والأمن الداخلي وحماية الحدود، أكثر من أن يكون جيشا تقليديا بعقيدة قتالية هجومية، الأمر الذي قد يحتاج من (5 – 10) سنوات على أقل تقدير.