الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان ويختطف الأطباء والمرضى
جو 24 :
(الجزيرة)
أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد أن ارتكبت في محيطه مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا بينهم 5 من الكادر الطبي، في حين نفذت المقاومة الفلسطينية عدة كمائن ضد قوات الاحتلال في مخيم جباليا، تسببت في مقتل ضابطين برتبة رائد وإصابة عدد من الجنود.
واندلعت الحرائق في أقسام العمليات والمختبر والإسعاف بمستشفى كمال عدوان، فيما هددت قوات الاحتلال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية بالاعتقال.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن مصير الكادر الصحي والمرضى أصبح مجهولا بعد اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى كمال عدوان.
وقال مدير صحة غزة الدكتور مروان البرش إن "الاحتلال يجبر الطواقم الطبية والمرضى على خلع ملابسهم في البرد الشديد ويقتادهم لجهة مجهولة".
وأضاف أن قوات الاحتلال أجلت بعض المرضى تحت تهديد السلاح إلى المستشفى الإندونيسي الذي دمره قبل عدة أيام
وحمل البرش الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية عن هذه الجرائم، لافتا إلى أن الجنود الإسرائيليين كانوا يتفاخرون بالأمس أثناء قيامهم بتدمير المستشفى الإندونيسي.
وصباح اليوم، قالت وزارة الصحة إن "نحو 50 شخصا بينهم 5 من الكادر الطبي في مستشفى كمال عدوان استشهدوا نتيجة القصف الجوي لطائرات الاحتلال على مبنى مجاور للمستشفى".
وأوضح البيان أن من بين الشهداء الدكتور أحمد سمور طبيب الأطفال، وإسراء أبو زايدة فنية المختبر، واستُشهد كلاهما أثناء محاولتهما العودة إلى منازلهما. كما استشهد فني أثناء محاولته إنقاذ المصابين.
واستشهد أيضا مسعفان قرب المستشفى ولا يزال جثماناهما في الشارع.
كما فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي روبوتا مفخخا رابعا في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
جرائم حرب
وفي أول تعليق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "اقتحام جيش الاحتلال المجرم مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه جرائم حرب صهيونية".
وحمل بيان للحركة الاحتلال ومِن خلفه الإدارة الأميركية المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية في المستشفى، مطالبا المجتمع الدولي وكل الدول والأطراف الفاعلة بالتحرك وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أن القوات التابعة للواء 401 بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان، وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية مسبقة حول وجود مخربين وبنى تحتية إرهابية وتنفيذ أنشطة هناك.
وزعم جيش الاحتلال أن المستشفى تعتبر بمنزلة مركز لحماس في شمال قطاع غزة، والذي عمل مسلحون منه طوال فترة الحرب.
مستشفى العودة
وفي سياق متصل، أصيب مدير مستشفى العودة في جباليا و6 من الأطقم الطبية في تفجير جيش الاحتلال روبوتات بمحيط المستشفى.
ودعت وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية المدنيين والعاملين في القطاع الصحي.
وقال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الدكتور مروان الهمص إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المستشفيات في شمال القطاع بشكل شبه يومي.
وأضاف أن الاحتلال يريد تدمير المنظومة الصحية بشكل كامل.
ويحاصر جيش الاحتلال المستشفيات الثلاثة الموجودة في شمال غزة، وهي الإندونيسي والعودة بجباليا وكمال عدوان في منطقة مشروع بيت لاهيا، ويحول دون وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها.
وعبر عمليات تفجير قرب المستشفى يهدف الجيش الإسرائيلي إلى إجبار الطواقم الطبية في هذه المستشفيات على مغادرتها، وذلك في إطار تضييقات على من تبقى من فلسطينيي شمال غزة الذين يريد تهجيرهم.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.