ضربية المبيعات وأثرها على الاقتصاد والمجتمع في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية
جو 24 :
كتب الكابتن أسامة شقمان -
تعد ضريبة المبيعات من أبرز مصادر الإيرادات الحكومية في الأردن، حيث تسهم بشكل كبير في دعم الميزانية العامة. إلا أن ارتفاع معدلاتها، التي تعد من بين الأعلى عالميًا، بجانب الرسوم الجمركية المرتفعة، يثير جدلاً واسعًا حول تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية.
مفهوم ضريبة المبيعات وأهدافها
ضريبة المبيعات هي ضريبة غير مباشرة تُفرض على السلع والخدمات عند بيعها وشرائها، وتهدف الحكومة من خلالها إلى زيادة الإيرادات لتغطية نفقاتها العامة. ومع ذلك، فإن معدلاتها المرتفعة، التي تصل إلى 16% أو أكثر في بعض الحالات، أصبحت عبئًا متزايدًا على المستهلكين والشركات.
التأثير على الاقتصاد الوطني
انخفاض القوة الشرائية:
تؤدي ضريبة المبيعات المرتفعة إلى زيادة أسعار السلع والخدمات، مما يقلل من القدرة الشرائية للمواطنين، ويؤثر على إنفاقهم الاستهلاكي، الذي يعد محركًا أساسيًا للنشاط الاقتصادي.
تأثيرها على الشركات الصغيرة والمتوسطة:
تشكل الضرائب عبئًا ماليًا كبيرًا على الشركات، خاصة الصغيرة والمتوسطة منها، مما يحد من قدرتها على التوسع والاستثمار. ومع زيادة التكاليف التشغيلية، تنخفض قدرتها التنافسية، مما ينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي.
تراجع تنافسية المنتجات الأردنية:
يؤدي ارتفاع تكاليف الإنتاج، نتيجة الضرائب والجمارك، إلى انخفاض قدرة المنتجات الأردنية على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية، ما يضعف من الصادرات الوطنية ويزيد من العجز التجاري.
الأثر الاجتماعي
تفاقم مشكلة الفقر:
يعاني المواطنون ذوو الدخل المحدود من العبء المزدوج لضريبة المبيعات وارتفاع الأسعار، مما يزيد من معدلات الفقر ويزيد من معاناتهم اليومية في تلبية الاحتياجات الأساسية.
تآكل الطبقة الوسطى:
تتأثر الطبقة الوسطى بشدة نتيجة ارتفاع الضرائب، مما يؤدي إلى تراجع دورها كعمود فقري للمجتمع، ويزيد من الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.
هجرة الكفاءات:
يبحث الشباب الأردني عن فرص عمل خارج البلاد بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وندرة الفرص الاقتصادية، مما يؤدي إلى هجرة العقول التي تضر بمستقبل الاقتصاد الوطني.
تأثير ارتفاع الرسوم الجمركية
زيادة الأسعار في السوق المحلية:
يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، مما يجعلها بعيدة عن متناول العديد من المواطنين.
عبء إضافي على المستوردين والمستهلكين:
يتحمل المستوردون تكلفة الرسوم الجمركية المرتفعة، مما يدفعهم لرفع أسعار السلع لتعويض التكاليف، في حين يتحمل المستهلك النهائي العبء الأكبر.
انتشار السوق السوداء:
يؤدي ارتفاع الضرائب والجمارك إلى زيادة التهرب الضريبي وانتشار التجارة غير الرسمية، مما يقلل من الإيرادات الحكومية ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الرسمي.
توصيات لتحسين السياسات الضريبية
خفض ضريبة المبيعات:
ينبغي على الحكومة مراجعة معدلات الضريبة لتخفيف العبء على المواطنين وزيادة الإنفاق الاستهلاكي، مما ينعش الاقتصاد.
تقليل الرسوم الجمركية:
يجب خفض الرسوم الجمركية على المواد الخام والسلع الأساسية لتقليل التكاليف وتحفيز الإنتاج المحلي.
تحسين إدارة الإيرادات:
يمكن تعزيز الإيرادات من خلال مكافحة التهرب الضريبي وزيادة الشفافية في إدارة الموارد الحكومية.
الخلاصة
تعتبر ضريبة المبيعات والرسوم الجمركية المرتفعة تحديات كبرى أمام الاقتصاد والمجتمع في الأردن. ورغم أهميتها كمصادر رئيسية للإيرادات الحكومية، فإن آثارها السلبية على القوة الشرائية والنمو الاقتصادي والتوازن الاجتماعي تستدعي تبني سياسات أكثر عدالة واستدامة. من الضروري أن تعمل الحكومة على تخفيف الأعباء الضريبية، وتحفيز النشاط الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية لضمان مستقبل اقتصادي مستدام.