2025-01-01 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عين "اسرائيل" على الجولاني: هل قطع كلّ الطريق ليصبح "أنور السادات"

عين اسرائيل على الجولاني: هل قطع كلّ الطريق ليصبح أنور السادات
جو 24 :


ترجمة *

في الأسبوعين الأخيرين تحطم إسرائيل الرأس لتعرف إذا كان التحول الذي اجتازه زعيم الثوار السوري أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، حقيقياً أم جزءاً من حملة تضليل ذكية.

ظاهراً، كل شيء يشير إلى الاحتمال الأول. فقد استبدل البزة العسكرية بالبدلة، واستبدل الخطاب الكفاحي بحلو اللسان ووعود بالوحدة والمصالحة. واستبدل العمل العسكري الجهادي برسائل السلام. بالمقابل، هو لا يزال رئيس فرع القاعدة في سوريا، ولا يزال متمسكاً بالاسم الذي اختاره لنفسه – الجولاني، الذي يدل على أن أصله من الجولان، ولعله يلمح أيضاً بخططه المستقبلية.

صحيح أن العالم أُسر بسحره. وبدأت وفود دبلوماسية تهبط في دمشق وتقلع منها بوتيرة يدور لها الرأس، بما فيها الدول الهامة في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي سارعت إلى الإعلان بأنها سترفع العقوبات الشخصية التي فرضتها عليه في عهد الحرب الأهلية قبل نحو عقد. كما وقعت أوروبا في حبّ "المخرب الذي أصبح دبلوماسياً". الوحيدون الذين يرفضون الانجراف في الانفعال العام هم الزعماء العرب المعتدلون الذين يخافون من أن يكونوا التالين في الدور.

طلب الأمريكيون من إسرائيل أيضاً إعطاء الجولاني فرصة ومحاولة الحديث معه. لإسرائيل أسبابها في العالم لعمل هذا: من تقليص تهديدات محتملة في الحدود الشمالية – الشرقية، عبر تقييد النفوذ الخطير لتركيا على سوريا المستقبلية، وحتى التأكد من بقاء إيران خارج دوائر العمل في سوريا. السؤال هو: كم هو استعداد الزعيم السوري الجديد لمثل هذه الخطوة؟ توجد ثلاثة أجوبة محتملة على هذا: الأول أن يرفض بأدب، وسيجد المعاذير بوفرة: من استمرار احتلال الجولان وحتى استمرار الحرب في غزة. الإمكانية الثانية أن يوافق، واحتمال ذلك يبدو طفيفاً هذه اللحظة. والإمكانية الثالثة أن يوافق جزئياً؛ بمعنى أن يتسكع سراً مع الفكرة ويحاول استخلاص أقصى وأفضل ما يكون منها. مثلاً، مساعدة إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة ضد ما ومن هو كفيل بتهديد حكمه. إيران وفروعها من جهة، و”داعش” وفروعه – الذين أعلنوا بأن الجولاني خان طريق الإسلام – من الجهة الأخرى. الربح المتبادل هنا سيكون كبيراً: سيكفل للجولاني بتمديد حياته، ولإسرائيل سيقلل آلام الرأس.

في هذه الأثناء، يحتفظ الجيش الإسرائيلي بجبل الشيخ السوري وبمناطق في مجال الفصل شرقي الحدود الدولية. القسم الأول ضروري للعثور والتشخيص، وعند الحاجة إبادة التهديدات. القسم الثاني إمكانية كامنة للتورط – مع السكان في الجولان السوري، الذين أرادوا في البداية التواجد الإسرائيلي، ومنذ هذا الأسبوع أظهروا (في قسم منهم) استياء وجد تعبيره في احتجاج علني، وأمام العالم، ما يستدعي من إسرائيل في لحظة ما الانسحاب إلى حدود (بدأت مؤشرات على ذلك تنطلق الآن من أروقة الأمم المتحدة).

وكلمة أخرى عن الجولان: قبل نحو عقد في ذروة الحرب الأهلية في سوريا، وصلت إلى إسرائيل معلومات عن أن رجاله يخططون لعملية تسلل من الجولان السوري إلى أحد الكيبوتسات في هضبة الجولان. أتاحت المعلومات إحباط العملية التي كان يفترض أن تقتل إسرائيليين. الجولاني نفسه قررها. الفترة القريبة القادمة ستفيدنا إذا ظلّ "مخرباً" لكن في بدلة، أم أنه قطع كل الطريق ليصبح أنور السادات.

* يوآف ليمور - إسرائيل اليوم 

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير