هل "سندبك" مع بن غفير؟!!!
د. فاخر دعاس
جو 24 :
أسوأ ما في هذه الحرب أن العدو استطاع تطويع الوعي العربي وذلك بمساعدة الإعلام العربي بسواده الأعظم ونخب سياسية احترفت بيع مواقفها وأنظمة خانعة.
استطاع العدو أن يكرس في أذهاننا أنه القوة التي لاتقهر وأن التصدي له نوع من العبث وأن العقلانية تكمن في الخضوع لشروطه.
في الأيام الأخيرة بدأنا نشهد محاولات لتكريس مفاهيم جديدة في وعي الشعوب العربية. فهنالك جهد كبير بتشويه كل شئ ، فالشهداء أصبحوا عملاء، والمقاومة أضحت حماقة في المقابل أصبح الاستسلام عقلانية والعمالة حكمة والتطبيع مع الكيان أمن واستقرار.
من الناحية النفسية، فإن هكذا خطاب يكون مقبولًا بل ومطلوبا لدى شعوب تشعر بالعجز والضعف أمام هول ما يحدث لأهلنا في غزة، فيأتي هذا الخطاب الذي يجعل من الكيان قوة غير قابلة للهزيمة، خطابًا يريح ضمير المواطن العربي ويجد فيه ملاذًا لتبرير عجزه.
نعم نحن نريد أن يكون عدونا أقوى من أن نقاومه كي نبرر تقاعسنا.. ونريد أن يكون المقاومون خونة وأصحاب مآرب كي لا نشعر بالنذالة أمام حجم تضحياتهم .. ونريد أن يكون الشهداء مجرد مغامرين مجازفين "ما حسبوها صح" كي نريح ضميرنا..
احتلال الكيان لأراضينا لم يعد مدانًا، بل هو حق له لأن المغامرين "المقاومين" تجرؤوا وتطاولوا عليه .. واستهدافه لقيادات المقاومة عمل يحظى بالإعجاب بهذه القدرة التكنولوجية "الخارقة"..
علينا -وفق هذا الخطاب- أن لا نكتفي بالاستسلام، بل المطلوب هو "الاستمتاع" باغتصابنا …
تناسى العقل العربي وتغاضت وسائل الإعلام أن في غزة رجال صمدوا ما يقارب الخمسة عشرة شهرًا وما زالوا يقاومون .. وأن كافة تقنيات وتكنولوجيا العالم الغربي وأدواته العسكرية لم تستطع تحرير أسرى الكيان ..
وتجاهل هذا العقل العربي المسيطر عليه من هكذا اعلام أن في جنوب لبنان مقاومة أجبرت الكيان على وقف إطلاق النار وأنه لم يستطع وقف دك المقاومة لقلب الكيان بالصواريخ أو تحقيق انتصار حقيقي في ارض المعركة.
نعم المقاومة التي دحرت أعتى قوة عسكرية في تاريخ البشرية في فيتنام والعراق وأفغانستان .. انتصارها حتمي أمام كيان هش لا يستطيع الصمود ليوم واحد حال رفع الغطاء الغربي عنه .
احذروا مما يحاك لكم، فقريبًا ستجدون إعلام الغرب وأدواته العربية يجعلكم "تدبكون" مع بن غفير احتفالًا بتدنيسه المسجد الأقصى.
اطردوا عقلية الهزيمة من عقولكم ولا تسمحوا لإعلام الغرب وأدواته العربية بخداعكم .. وتصدوا لهم بخطاب يمجد المقاومة ويعزز من المقاطعة ومجابهة التطبيع.