2025-01-08 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

معاريف: استمرار الحرب يحجب الحقيقة.. أجهزة الدولة تتفكك

معاريف: استمرار الحرب يحجب الحقيقة.. أجهزة الدولة تتفكك
جو 24 :


خاص - ترجمة - 

زيف لنتشور * 

الحرب التي لا نهاية لها في غزة هي منجم ذهب لنتنياهو، حكومته، وحكمه.

ليس فقط، مثلما سبق أن قيل؛ لأنها تبعد أو تعرقل الانتخابات، ولجنة التحقيق، وقرار المحكمة، وعلى الطريق تغلق زاوية صغيرة من انقلاب نظامي كبير. تكمن قوة وأهمية الحرب، الآن، أيضا في قدرتها على صرف الانتباه عن حقيقة أن كل أجهزة الدولة تتفكك حتى مستوى سوء الأداء.

تتعمّق الأزمة في التعليم، في الصحة، في الرفاه، في المواصلات، والقائمة لا تزال طويلة، مثلما هو لا يزال العجز ممتدا، واضحا، وجليا يفهم كل مواطن أو مواطنة، احتاجا للخدمات، من كل المعطيات، ويصرخ على لسان الخبراء والموظفين الكبار في الأجهزة المختلفة. لا يمكن العيش في إسرائيل وتجاهل هذا، إلا إذا اجتهدنا حقا في عدم الرؤيا. وفي هذه السنة، في كل سيناريو محتمل، الوضع الاقتصادي سيسوء، والارتفاع المبهر لن يكون إلا في غلاء المعيشة.

إلى جانب القصور الأعلى لـ 7 تشرين الأول، قصورات الحكومة متواصلة؛ فكل وزارة في مجالها، وكلها معا، كجسم سلطوي، خلقوا تفككا منظوماتيا. فحتى في الأيام التي كان مقبولاً فيها الطمس التام لمفهوم المسؤولية لم يتصور احد عنوانا للشكاوى لا يكون هو الأشخاص الذين يديرون الدولة.

لما كانت الأمور واضحة أيضا لنتنياهو ولمحيطه فقد اجري استخدام إضافي للمناورة القديمة والناجعة المتمثلة بتركيز الوعي على المواجهات العسكرية وعلى التهديدات الأمنية، وليس على الهموم التي تثيرها. ساحر ماكر وخبير يعرف كيف يضلل ويخدع، فيجذب النظر إلى مكان آخر، فقط كي لا يلحظ الجمهور الأمور التي تجري في الوقت ذاته في أماكن أخرى. وهكذا يدق وتدا عسكريا في غزة، يطلق تصريحات قتالية، ويغرس مسامير صغيرة في دواليب المفاوضات لتحرير المخطوفين التي هو نفسه يبعث إليها بالمندوبين. عجب العجاب.

الحرب في غزة، التي تستحق في هذه المرحلة أن تسمى الخدع الحديدية، أنهت دورها منذ زمن بعيد. كانت فيها إنجازات أمنية، جبت أثمانا باهظة، والآن تحدث الشروخ الدامية. هي فتاكة لجنود الجيش الإسرائيلي، وللمخطوفين الذين تبقوا على قيد الحياة، وللمواطنين الغزيين أيضا. هي تخدم أساسا الفرسان المتطرفين، المسيحانيين والمتعطشين للثأر في الائتلاف منفلت العقال.

إن إنهاء الحرب، التسوية أو الحل على المدى البعيد هي الرعب. وهذه من شأنها أن تدفع مواطني إسرائيل لأن يتفرغوا عن الانشغال بالصواريخ وصفارات الإنذار، والنازحين والجنازات والتركيز على المدارس والمستشفيات، وعلى الطرق.

هؤلاء المواطنون، الذين فقط لو أعطيت لهم الإمكانية كانوا سيؤثرون، هم القادرون على أن يرفعوا رؤوسهم من فوق دخان المعركة الذي بث في عيونهم، وان يستوعبوا ما يدور حولهم. ليفهموا، على خلفية خرائب حياتنا نحن المواطنين أن ليس فقط غزة هي التي دمرت في منطقتنا. ليتبينوا انه لا تزال هنا حملات عسكرية – ناجحة إلى هذا الحد أو ذاك، لكن لا توجد هنا حقا دولة.


* معاريف

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير