فقير مشرد يعيش حياة الأثرياء في أفخم أحياء لندن.. فما القصة؟
نجح رجل فقير ومشرد في أن يحقق نقلة نوعية بحياته ويعيش حياة الأثرياء والمرفهين في واحد من أفخم وأغلى الأحياء بالعاصمة البريطانية لندن، وهي حي لطالما تمنى أغلب سكان بريطانيا أن يتمكنوا من العيش به نظراً لأنه يضم الكثير من المشاهير والأثرياء ويُعتبر من بين الأغلى في البلاد على الإطلاق.
وبحسب المقابلة التي نشرتها جريدة "التايمز" البريطانية، واطلعت عليها "العربية نت"، فإن الرجل الفقير والمشرد يُدعى أندرس فيرنشتيد انتهى به المطاف أخيراً بالعيش على بوابة القصر الأغلى في لندن، حيث يبدي سعادة غامرة لذلك ويؤكد أنه يعيش حياة الأثرياء وينظر إليه الكثيرون بعين الحسد لكونه محظوظاً بهذا المآل.
وكان لدى فيرنشتيد وظيفة تُدر عليه دخلاً مالياً جيداً إضافة إلى منزل عائم، لكنه فقدهما معاً وانتهى به المطاف مشرداً في شوارع لندن قبل أن يؤوي إلى حي "كينزينغتون" الشهير غربي العاصمة البريطانية، وهو أحد أكثر الأحياء ثراءً وغلاءً، وسرعان ما سكن على مقربة من أغلى القصور في المنطقة وكون صداقات مع الجيران الذين سرعان ما أغدقوا عليه من خيراتهم.
وتقول "التايمز" إنه "بعد مرور عام على حياة فيرنشتيد على أرصفة هذه المنطقة أصبح جيرانه الجدد مفتونين من سترته المصنوعة من قماش "هاريس تويد" إلى حذائه من "باربور" وجوارب الكشمير، حيث يعيش حياة الأثرياء، وأصبح كل ما لديه يتناسب مع محيطه.
"عام في العراء"
ويضيف تقرير الصحيفة: "بينما يتجول أندرس فيرنشتيد بجوار سيارات بنتلي المتوقفة على طول الشارع الذي يعيش فيه في غرب لندن، لن يخطر ببال أحد أن هذا الرجل الذي يرتدي ملابس أنيقة ويبلغ من العمر 56 عاماً بلا مأوى. لقد كان ينام لمدة عام في العراء على عتبة أغلى منزل في بريطانيا، بينما كان يصادق أيضاً جيرانه الأثرياء".
وتقول الصحيفة "إن احتلال رواق القصر الواقع في روتلاند جيت في منطقة كينزينغتون، والذي لا يسكنه أحد على الإطلاق على الرغم من شرائه مقابل 210 ملايين جنيه إسترليني، له مزاياه بالتأكيد".
ويقول فيرنشتيد، الذي يؤكد إأنه مر بأوقات عصيبة بعد أن فقد وظيفته ومنزله العائم، إنه الآن لا يجوع أبداً ولم يضطر أبداً إلى التسول من أجل العيش، ويضيف أنه يحصل على وجبات طعام ساخنة وطازجة ومشروبات ونقود وحتى ملابس مصممة من قبل السكان المحليين الكرماء وأصحاب المطاعم.
ملابس فاخرة
وتتضمن خزانة ملابس فيرنشتيد بدلة رياضية كاملة من "هوغو بوس" وسترة أرماني يبلغ ثمنها 500 جنيه إسترليني (610 دولارات أميركية) ومعطف من "سافيل رو"، بالإضافة إلى قفازات جلدية سوداء وأوشحة من الكشمير و"الكثير من القمصان ذات الأزرار".
وبحسب ما تروي "التايمز" فبالنسبة لترتيبات النوم الخاصة به، فقد صنع فيرنشتيد سريراً بجوار درابزين القصر الفاره والفارغ وعلى السرير مرتبة ووسادة تمت صناعتهما من الريش المجري، وتم تزيين عتبة الباب بشكل أنيق بأكوام من الكتب والملابس والحلي وعشرات الباقات الملونة التي جمعها على مدار العام.
وتأتي معظم هذه الأشياء من مصادر قريبة، مثل حاويات العديد من المتاجر الفاخرة، حيث يقول فيرنشتيد إنهم يتخلصون بانتظام من المنتجات عالية الجودة والزهور المستخدمة في واجهات العرض. ولكن ما يقرب من 30 في المائة من ممتلكاته على ما يبدو من تبرعات السكان الداعمين والشركات في المنطقة.
وقال فيرنشتيد: "الناسُ هنا طيبون وسخيون للغاية. لقد أتيتُ هنا لأن المكان مسالم وآمن، وليس لأنه مزدهر. أريد فقط أن أشعر بالأمان وأن أعامل الناس باحترام. لا أريد أن أسبب أي مشاكل".
وأضاف بشكل حاسم: "أحاول أن أبدو في الصورة الكاملة. كما تعلمون، مواكبة جيراننا. لقد بدأ الأمر ببطء ولكنني ارتديتُ ربطة عنقي وأعتقد أن رد الفعل كان جيداً، لذا ها أنا ذا".
طعامه من جمعيات خيرية
وتأتي غالبية وجباته من جمعيات خيرية للمشردين والتي توفر أيضاً مرافق الاستحمام. ويضيف: "لكن في بعض الأحيان أجد طعاماً ساخناً متروكاً على الدرج، يأتي من الأشخاص الذين يديرون مطاعم الشرق الأوسط القريبة من هنا. إنهم يعرفون فقط أين يجدونني".
وتعود أصول فيرنشتيد الى السويد التي جاء منها الى بريطانيا مهاجراً في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان قبل قدومه إلى بريطانيا يعمل كاتباً.
ويقول فيرنشتيد الذي يبلغ من العمر اليوم 56 عاماً، إنه تدرب ليصبح عالم نبات قبل أن يصبح بستانياً ويحصل على وظائف في جميع أنحاء البلاد، كما يؤكد أنه واجه صعوبات مالية عندما جفت الفرص أثناء إقامته على متن قارب في "إسيكس" مما دفعه إلى التوجه إلى لندن.
وأمضى السنوات القليلة التالية في التنقل بين أماكن الإقامة المؤقتة التي توفرها الحكومة، والتي قال إنه شعر وكأنها "سجون".
ولاحقاً اكتشف عتبة الباب المهجورة للقصر الواقع في "كينزينغتون" وهو "قصر خاص" مكون من 45 غرفة مع 116 نافذة، 68 منها تطل على الحديقة، حيث لا يزال يسكن على بابه حتى الآن.
وأضافت: "إنه غريب الأطوار، إنه مثل سانتا سويدي سحري انتقل إلى الحي. إنه جميل، إنه يتحدث مع الصغار، إنه لطيف للغاية". وتابعت وهي تشير إلى القصر المهجور: "هذه الأماكن، فارغة، إنها بلا روح، لذا فهو يجلب الحياة إليها.. في كل مرة أمر فيها، أتحقق من أنه لا يزال هناك، لأنني قلقة للغاية من أن يشكو شخص ما إلى المجلس ويتم طرده".