jo24_banner
jo24_banner

أعمال فنية أفغانية تتنافس على إثارة الجدل في كابول

أعمال فنية أفغانية تتنافس على إثارة الجدل في كابول
جو 24 : قد تشكل الأعمال الفنية الحديثة التي تصمّمها مجموعة صغيرة من الفنانين الأفغان، صدمة أو مصدر حيرة للأجانب، وقد تفاجئ خبراء الفن الذين يجولون على معارض نيويورك ولندن وطوكيو.
في استوديوات صغيرة وغرف ضيقة في كابول، يصمّم هؤلاء الفنانون أعمالاً تبدو بعيدة كل البعد عن وضع البلاد، حيث يكمن الهم الأول للسكان في الصمود في وجه أعمال العنف التي تمزق أفغانستان منذ 12 سنة.
وهم يستمدون وحيهم من أعمال بيكاسو والفنان البريطاني المعاصر داميان هيرست والمعارض الصيني آي ويوي، ومن الحرب الطويلة التي عاشوها في بلادهم والتي لا تغيب عن ابتكاراتهم. فيستخدم عاريف باهادوري (22 سنة) ضمادات طبية ليصنع صوراً ثلاثية الأبعاد في الاستوديو الذي استأجره في جنوب كابول مقابل مئة دولار في الشهر الواحد. وهو يحضر اليوم عرضاً فنياً يمتد ثلاثين دقيقة.
ويقول: «هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في أفغانستان... لا أعرف بعد بالتحديد كيف ستجري الأمور، لكنني سأعبر من خلال هذا العرض عن هويتي ومشاعري العميقة». وسيقدم عاريف باهادوري عرضه في إطار مسابقة «جائزة الفن المعاصر» في أفغانستان، وهي مسابقة سنوية تشجّع الفنانين المحليين على توسيع نطاق أعمالهم.
ويؤكد باهادوري: «أحلم بأن أصير فناناً محترفاً، لكن عائلتي ليست راضية عن ذلك، فقد أوقفت دراستي في مجال علم النفس لسنة لأحقق طموحاتي، وعائلتي لا تفهمني». ويشرح: «أستخدم الضمادات لتجسيد المعاناة والجراح المضمدة، وآمل في أن يساعدني عرضي على السير في اتجاه جديد».
وقد اختير 10 فنانين من أصل 106 مرشحين للمشاركة في الجولة الأخيرة من المسابقة التي تمولها جمعية «توركواز ماونتن فاوندايشن» وهي جمعية أفغانية مختصة بالفنون.
ويشارك المتسابقون في ورش عمل ومحاضرات مكثفة تمتد على أسبوعين للتعمق في مجال الفنون الحديثة، ويمهلون شهراً واحداً لتصميم قطعة فنية تقدم خلال معرض افتتح السبت الماضي. ومن بين المرشحين الآخرين للمرحلة النهائية من المسابقة، أورنا التي ترشح ظهرها العاري للفوز في مسابقة تنظم في بلد محافظ معروف بتشدده الديني. وتقول أورنا (22 سنة): «سيمثل ظهري جسداً ليس له ذراعان أو رجلان». وتضيف: «ولدت في المنفى في إيران، وهذا هو رد فعلي على قدومي إلى أفغانستان التي ينتشر فيها أشخاص مبتورو الأعضاء نتيجة القذائف والألغام».
وأقرت أورنا بأن عائلتها لا تعرف شيئاً عن أعمالها الفنية التي قد تحيّر كثيراً من الأفغان، لكنها تحظى بدعم وطيد من زملائها الفنانين في كابول. وأشارت الفنانة إلى أن الكاتب الألماني فرانس كفكا هو مصدر إلهام لها، مؤكدة أن «بعض الأصدقاء قلق من أن تسبب لي هذه الخطوة مشكلة، لكنني مصممة على اتخاذها».
ويعمل الفنانون تحت إشراف فرانشيسكا ريكيا هي أكاديمية إيطالية تعيش في كابول أقرت بأن هذه التجربة كانت من أفضل التجارب التي خاضتها خلال عملها في مجال الفنون. وتقول: «ليس من السهل تنظيم هذا النوع من المسابقات في كابول، لكنها تساعد الفنانين على ابتكار أفكار جديدة... حتى إن بعض الأعمال المعروضة يرتقي إلى مصاف المعايير الدولية».
ومن أبرز الأعمال المعروضة في المسابقة جمجمة بقرة نافقة حشاها بكير أحمدي بالطين ووضع حولها كتل شعر. وتقدم في هذه المسابقة التي أطلقت في عام 2008 جائزة أولى مقدارها 1500 دولار أميركي، وثانية قيمتها 800 دولار.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير