2025-04-08 - الثلاثاء
23°C
غائم
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

معاريف: الملك عبدالله فاجأ ترامب.. والدول العربية ستقدم خطتها بشأن غزة قريبا

معاريف: الملك عبدالله فاجأ ترامب.. والدول العربية ستقدم خطتها بشأن غزة قريبا
جو 24 :


ترجمة أيمن الحنيطي - جاكي حوجي * 

كانت هذه واحدة من أكثر اللحظات المحرجة التي شهدها مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يوم الثلاثاء الماضي، استضاف البيت الأبيض ملك الأردن، عبد الله الثاني. وكما هو متبع، ظهر الاثنان أمام الكاميرات قبل اجتماعهما المغلق. سألت إحدى الصحفيات ترامب عن سبب وجوب أن تستقبل الأردن اللاجئين من غزة، رغم أنها أعلنت رفضها لذلك.

أجاب ترامب: "ربما يريد هو الرد"، مشيرًا إلى ضيفه. ثم سأله بحذر ومودّة: "هل ترغب في الإجابة على ذلك الآن؟"، استغرق الملك بضع ثوانٍ لتنظيم أفكاره، ثم قال: "يجب أن نتذكر أن هناك خطة من مصر والدول العربية، وقد دُعينا من قبل محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) لمناقشات في الرياض. المسألة تتعلق بكيفية جعل هذه الخطة العربية تعمل لصالح الجميع."

إذن، ترامب ليس وحده. بالإضافة إلى خطته المثيرة للجدل لإفراغ غزة من سكانها، هناك خطة عربية يجري إعدادها حاليًا، ولا تتضمن إخراج أي مدني من القطاع. الملك، الذي دُعي إلى واشنطن ليكون شريكًا في الخطة الكبرى، طرح على الطاولة خطة بديلة.

حافظ ترامب على تعابير وجه جامدة. كان يعلم أنه إذا صحح ضيفه، فقد ينتهي الأمر بمواجهة علنية أمام الكاميرات تثير الجدل حول المبادرة المصرية. ورغم أن الملك أتاح الفرصة، لم يلتقط أي من الصحفيين في الغرفة البيضاوية الكرة ويسأل عن تفاصيل الخطة المصرية، رغم أن جميع المعنيين، بمن فيهم الأمريكيون، يعرفونها جيدًا.

خطة مصر: خمسة جيوش أجنبية

تم تقديم الخطة المصرية للمستوى السياسي في إسرائيل منذ حوالي ثلاثة أشهر، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى الآن. نشأت هذه الخطة من واقع أن حماس لا تزال موجودة وقوية. يدرك المصريون أنها ليست مثالية، لكنهم يعتبرونها أفضل خيار متاح.

وفقًا للخطة، سيتم إعلان السلطة الفلسطينية كجهة سيادية رسمية في غزة، وستحصل على دعم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. في ظل هذه المظلة، سيتم تشكيل حكومة خبراء لإدارة جهود إعادة الإعمار وتقديم الخدمات للسكان. وستتولى قوات عسكرية من خمس دول مسؤولية الحفاظ على الأمن والنظام. هذه المظلة الدولية ستوفر الشرعية، وتساعد في تأمين التبرعات وجذب الاستثمارات.

السؤال الرئيسي هو: أين موقع حماس في هذا المخطط؟ من الواضح أنه لا يمكن تحقيق حل مستدام في غزة دون أخذ حماس بعين الاعتبار. وفقًا للخطة المصرية، ستكون حماس شريكًا في الحكم، لكنها لن تكون الجهة السيادية. وهنا يقول المصريون لإسرائيل: "هذه ليست الخطة المثالية، لكنها تستجيب للواقع. لو كنتم قد أزلتم حماس من المعادلة، لكان الأمر أسهل لنا جميعًا."

الهدف هو بناء جهة قوية ومستقرة إلى جانب حماس، تحظى بدعم دولي، مع الإشراف الصارم على القانون والنظام من قبل إسرائيل وحلفائها. الفرضية هي أنه إذا ظهر كيان حكومي مستقر في غزة ليس تابعًا لحماس، فإن قوة حماس ستتضاءل مع مرور الوقت.

يعتقد المصريون أنه لا توجد حلول فورية، وأن أي خطة ناجحة تتطلب الصبر والوقت لتترسخ. في المستقبل القريب، ستعقد الدول العربية قمة في السعودية، حيث ستُطرح الخطة رسميًا أمام الولايات المتحدة وإسرائيل.

لكن حكومة إسرائيل تعارض بشكل قاطع أي عودة للسلطة الفلسطينية إلى غزة، ولهذا السبب لم تُناقش هذه الخطة على مستوى صناع القرار في القدس. رفض إسرائيل للخطة يهدف إلى إظهار ازدراء واضح لها. ورغم ذلك، يعلق رئيس الوزراء ووزراؤه بين الحين والآخر على المبادرة العربية عبر تصريحات إعلامية.

موقف إسرائيل وخلافات مع الولايات المتحدة

في مقابلة مع يعقوب بردوغو على قناة 14 قبل أسبوع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لطالما سمعت من خلال العناوين أن محمود عباس والسلطة الفلسطينية سيأتون ليحكموا غزة الجديدة. كيف يقولون ذلك باليديشية؟ 'أعطوني استراحة!' عن ماذا يتحدثون؟ لقد كانوا هناك من قبل، ورأينا إلى أين وصل الأمر، ونحن نرى كيف يربون أطفالهم."

حكومة إسرائيل متحمسة لفكرة ترامب، لكنها لم تضع بعد خطة عملية لتنفيذها، ولم يوضح أي وزير كيف سيتم تطبيقها. حتى الآن، لا تزال مجرد فكرة غير مكتملة وليست خطة شاملة.

مصر تتخذ موقفًا صارمًا

هذا الأسبوع، قررت مصر أن تكون أول من يتحدى ترامب علنًا وترفض التعاون معه. جاء القرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي وفريقه بعد المؤتمر الصحفي المشترك بين ترامب ونتنياهو الأسبوع الماضي، حيث أعلن ترامب بحماس عن خطته.

أرسل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى واشنطن، حيث أوصل الرفض المصري إلى نظيره الأمريكي، وزير الخارجية ماركو روبيو. وردًا على ذلك، ألمح ترامب إلى أنه إذا رفضت مصر والأردن التعاون معه، فقد يوقف المساعدات المالية الأمريكية لهما.

عندما علم السيسي بذلك، ألغى اجتماعه المقرر مع ترامب يوم الثلاثاء المقبل. وقال مسؤول مصري: "نحن في أشد أزمة دبلوماسية مع واشنطن منذ ثلاثة عقود."

ليس مجرد لعبة سياسية

الأمر لا يتعلق بمجرد مظاهر دبلوماسية. السيسي لا يستطيع الموافقة على ترحيل سكان غزة إلى سيناء، ولم يفكر أبدًا في ذلك. بالنسبة لترامب، قد يكون هذا حلًا عقاريًا، لكنه بالنسبة للمصريين يمثل "نكبة ثانية" وتوسيعًا لأزمة اللاجئين الفلسطينيين.

التضامن مع الفلسطينيين عميق الجذور في المجتمع المصري ويشمل جميع الفئات. أي دعم لفكرة الترحيل الجماعي قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية خطيرة، ليس فقط بين المواطنين، ولكن حتى داخل أجهزة الأمن والجيش والإدارة.

برفضه لطلب ترامب، حصل السيسي على دعم واسع في الداخل المصري. صحيح أن مصر بحاجة إلى كل دولار، لكنها تستطيع البقاء دون المساعدات الأمريكية. لكن في ظل المخاطر التي قد تواجه السيسي إذا دعم خطة ترامب، فإن الاستمرار في الحكم قد يصبح أكثر صعوبة بالنسبة له.

بعد أسبوعين فقط من الإعلان عنها، تسببت خطة تهجير سكان غزة في فوضى سياسية. فهي تهدد استمرار وقف إطلاق النار، وتزيد من التوتر بين واشنطن والقاهرة، كما أحرجت ترامب علنًا في البيت الأبيض. الآن، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج المنطقة إلى "شخص بالغ مسؤول" بدلاً من صانعي الأزمات.

* معاريف

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير