العمل الاسلامي : المشاجرات الجامعية تؤكد فشل السياسات الرسمية في تحقيق الأمن
اكد حزب جبهة العمل الاسلامي ان استمرار ظاهرة المشاجرات الجامعية وتعاظمها يؤكد على فشل السياسات الرسمية في تحقيق الأمن المجتمعي.
وطالب الحزب في بيان اصدره الاحد الحكومة بالاضطلاع بمسؤولياتها إزاء فصل عدد من عمال الشركة المركزية لتوليد الكهرباء.
وايد الحزب الدعوة الى إعادة العمل بالخدمة الوطنية كجزء من برنامج يستهدف تعزيز الأمن الجامعي والمجتمعي التي دعا إليها بعض الإعلاميين.
وتاليا نص البيان
عقد المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي اجتماعه الدوري، وبعد التداول في القضايا المدرجة على جدول الأعمال، خلص المجتمعون إلى ما يلي :
أولاً : العنف الجامعي والمجتمعي :
مع التأكيد الدائم على خطورة العنف المجتمعي، وفي مقدمته العنف الجامعي، ومع كثرة الحديث عن المؤتمرات والندوات وورش العمل، التي عقدت لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة، إلا أنها ما زالت مستمرة ومتصاعدة، فبينما كان وزير التعليم العالي يبحث هذه الظاهرة مع رؤساء الجامعات في جامعة آل البيت، اندلعت مشاجرة جماعية، استخدمت فيها الحجارة، والأسلحة البيضاء، وتسببت في إصابة أحد الطلبة، لتتوازى مع مثيلتها في جامعة البلقاء التطبيقية التي ما زالت تتفاقم، ويخشى من امتدادها الى جامعات أخرى، لأنها نشبت على خلفية عشائرية. وقد سبقهما أحداث عنف مشابهة في عدد من الجامعات .
إن استمرار هذه الظاهرة وتعاظمها حيث تشير إحصائيات مديرية الأمن العام الى أن عدد الجرائم والجنح المسجلة لديها عام 2012 ( 32929 ) بزيادة بنسبة 38% عن عام 2008. وهو رقم بالغ الخطورة، يؤكد على فشل السياسات الرسمية في تحقيق الأمن المجتمعي، ما يؤكد ضرورة القيام بتشخيص دقيق لأسباب الظاهرة، ومعالجة جادة لها .
ثانياً : فصل موظفي الشركة المركزية لتوليد الكهرباء :
توقف المجتمعون عند نبأ فصل مائة وثمانين موظفاً من الشركة المركزية لتوليد الكهرباء. ويبدو أن هذا العدد مرشح للزيادة، حيث تشير التقديرات الى أن ( 1750 ) موظفاً مهددون بإنهاء خدماتهم خلال السنوات القادمة، بحجة إعادة هيكلة المؤسسة التي أصبحت سيفاً مصلتاً استناداً الى المادة ( 31 ) من قانون العمل، كما تم إنهاء خدمات ( 500 ) موظف من قبل .
إننا ونحن نقدر للنقابة العامة للعاملين في الكهرباء موقفها في الدفاع عن قضايا العاملين في هذا القطاع، فإننا نطالب الحكومة بالاضطلاع بمسؤولياتها إزاء عمال الوطن المهددين في معيشتهم جراء سياسة الخصخصة الفاشلة التي بددت مقدرات الوطن، وأوقعت الموظفين والعمال تحت رحمة رأس المال المسيطر على الشركات. كما نطالب جميع النقابات العمالية والمهنية بالوقوف بحزم في مواجهة أية إجراءات ظالمة بحق المواطنين .
ثالثاً : الخدمة الوطنية :
يؤيد الحزب الدعوة الى إعادة العمل بالخدمة الوطنية كجزء من برنامج يستهدف تعزيز الأمن الجامعي والمجتمعي التي دعا إليها بعض الإعلاميين. إذ أن الخدمة الوطنية إذا أحسن التخطيط لها من شأنها أن توفر لطلبتنا جواً من التربية العسكرية، بكل ما تمثله من انضباطية والتزام وتوجيه طاقات الشباب توجهاً سليماً. ونقترح أن يتم تنفيذ برنامج الخدمة الوطنية الإلزامية خلال العطلة الصيفية بحيث لا يتأخر الطالب في التخرج وأن يشتمل البرنامج على برامج في التربية الاسلامية والوطنية تعزز من انتمائه لعقيدته ووطنه .
رابعاً : الشأن الفلسطيني :
يتابع الحزب باهتمام كبير وقلق بالغ ما تشهده فلسطين من تضييق على الشعب الفلسطيني يتمثل في قمع المسيرات المنددة بجدار العزل، وملاحقة للناشطين، وتوسع في الاستيطان، واقتحام للمسجد الأقصى، وتدنيس للمقدسات، وحصار لقطاع غزة .
وحزب جبهة العمل الإسلامي إذ يستنكر هذه الجرائم فإنه يحيي الشعب الفلسطيني في صموده على ترابه الوطني، ودفاعه عن المقدسات، ويطالب السلطة الفلسطينية باحترام إرادة الشعب الفلسطيني، وعدم الانسياق وراء السياسة الأمريكية الخاضعة للمشيئة الصهيونية، والعودة الى خيار المقاومة الخيار الوحيد الذي أثبت نجاعته في دحر الاحتلال وإنهاء الاستعمار .
خامساً : مائة يوم على مجزرة رابعة والنهضة :
يستذكر حزب جبهة العمل الإسلامي الشهداء الأبرار الذين اغتالهم الانقلابيون في مصر ويترحم عليهم، ويحيي صمود الشعب المصري الأبي في التمسك بالشرعية، والالتزام بالسلمية، والإصرار على احترام إرادة الشعب المصري، وإفشال الانقلاب الذي استهدف الديموقراطية الوليدة، وأخضع الجامعات لهيمنة الأجهزة الأمنية، وكرس حكم العسكر، وعرض الأمن الوطني للخطر، وشل الاقتصاد الوطني.
ويؤكد الحزب على أن الشعب المصري العظيم قادر بحول الله على استعادة الشرعية، وانتشال مصر من الدرك الذي أوصلها إليه الانقلابيون، وتقديم النموذج الديموقراطي المستند الى ثوابت الأمة مهما كان الدعم الإقليمي والدولي للانقلابيين بهدف وقف عجلة التطور في مصر .
سادساً : تصريح جون كيري :
وأخيراً كشفت الإدارة الأمريكية عن وجهها القبيح، المعادي لتطلعات الشعوب، حيث أعلنت على لسان وزير خارجيتها أن ( الإخوان المسلمون سرقوا ثورة 25 يناير ) وهو ادعاء كاذب، فالإخوان المسلمون لم يقوموا بانقلاب عسكري كتلك التي شهدها الوطن العربي برعاية السفارات الأجنبية، وإنما أوصلوا الى سدة رئاسة الجمهورية رمزاً من رموزهم عرفه الشعب المصري وأحبه ومنحه ثقته في كل الانتخابات والاستفتاءات التي شهدتها مصر .
إن تصريح كيري لا تفسير له إلا الحرص على مصالح العدو الصهيوني والهيمنة الأمريكية باعتبارهما أكثر المتضررين من ديموقراطية حقيقية يشهدها الوطن العربي .
سابعاً : العراق :
عبر المجتمعون عن إدانتهم للسياسة الطائفية الاقصائية لحكومة نوري المالكي التي حملت أهل السنة على إغلاق مساجدهم في بغداد، بسبب مواصلة استهداف المساجد والعلماء والرموز. وهي حالة غير مسبوقة في العراق منذ الغزو المغولي له عام 656هـ .
إن حزب جبهة العمل الإسلامي إذ يدين السياسة الطائفية والعنف الطائفي ليؤكد أن لا مخرج للعراق من محنته القاسية التي خلفها الاحتلال الأطلسي للعراق إلا الحوار على قاعدة المواطنة والحقوق المتساوية لجميع العراقيين، وبغير ذلك فإن العنف والعنف المضاد سيتسيد المشهد في العراق ولن يكون فيه طرف رابح .
عمان في: 20 محرم 1435هـ الموافق: 24 / 11 / 2013م حزب جبهة العمل الإسلامي
