بسبب كرة هوائية.. جراحة نادرة تنقذ امرأة بعد انفصال جمجمتها عن عمودها الفقري

جو 24 :
خضعت امرأة أمريكية لعملية جراحية عاجلة لإعادة تثبيت جمجمتها بعد تعرضها لما يُعرف بـ"الانفصال القذالي الفقري"، وهي حالة نادرة ومهددة للحياة، تُعرف أيضاً باسم "الانفصال الداخلي للرأس"، وتحدث عندما تنفصل قاعدة الجمجمة عن أولى فقرات العمود الفقري.
ووفقاً لصحيفة "ديلي ميل" تعود الحكاية إلى عام 2005، حينما كانت ميغان كينغ، البالغة من العمر آنذاك 16 عاماً، تشارك في حصة تربية بدنية داخل مدرستها في ولاية إلينوي.
وأثناء محاولتها التقاط كرة هوائية، فقدت توازنها وسقطت بقوة على الأرض، ما أدى إلى إصابة في كاحلها الأيمن وعمودها الفقري، بالإضافة إلى تمزق في عضلات الكتف.
ورغم أنها أمضت عاماً كاملاً تتنقل على عكازات، فإن حالتها لم تتحسن، بل بدأت تزداد سوءاً، فيما أصبحت المفاصل أضعف، والعضلات تعرضت لمزيد من التمزق، والآلام في لوحي الكتف باتت لا تُحتمل.
22 عملية دون تشخيص
خضعت ميغان لأكثر من 22 عملية جراحية في الكتفين ولوحي الكتف وحدها، دون أن يتوصل الأطباء إلى تفسير واضح، لعدم تعافي جسدها بالشكل الطبيعي.
ولم يتمكن الفريق الطبي من فك شفرة حالتها حتى عام 2015، حين تم تشخيصها أخيراً بمتلازمة إهلرز-دانلوس من النوع شديد المرونة (hEDS)، وهو اضطراب وراثي نادر يؤثر على النسيج الضام، ويؤدي إلى هشاشة في المفاصل وتمزقات عضلية متكررة.
وبعد عام من التشخيص، وفي عام 2016، تفاقمت الحالة إلى مستوى خطير، حيث تحركت فقرات الرقبة بشكل غير طبيعي، ما تطلب تركيب جهاز تثبيت خارجي يُعرف باسم "هالو"، يُثبّت مباشرة في الجمجمة لمنع تحرك الرقبة.
ولكن أثناء محاولة إزالة الجهاز، كادت الجمجمة تنفصل بالكامل عن العمود الفقري، في لحظات وصفتها ميغان بأنها "كانت على بُعد ثوانٍ من الموت".
ووفقاً للتقارير، فإن جراح الأعصاب اضطر إلى تثبيت جمجمتها بيديه خلال الجراحة لمنع انفصالها التام، إذ إنها لم تكن قادرة على الوقوف، وكانت الجهة اليمنى من جسدها ترتجف بشكل لا إرادي، وسط خطر جسيم يهدد حياتها.
تثبيت الجمجمة بالعمود الفقري
وخضعت ميغان لعملية عاجلة تم فيها دمج الجمجمة بالعمود الفقري من خلال تثبيت فقري يمتد من الجمجمة حتى الحوض، ما أدى إلى شلل كامل لحركة الرقبة والظهر.
وقالت ميغان عن التجربة: "أصبحت مثل تمثال بشري... عمودي الفقري لا يتحرك إطلاقاً، لكنني لم أتوقف عن الحياة".
ورغم القيود الجسدية التي فرضتها الجراحة، لم تفقد ميغان شغفها بالحياة، فبعد نحو عشرين عاماً من الحادث، بدأت تستعيد قدرتها على ممارسة بعض الأنشطة البسيطة مثل المشي مع كلابها وتجربة لعبة البولينغ.
الجدير بالذكر أن الانفصال القذالي الفقري يُعد من أخطر الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، إذ تحدث في أقل من 1% من إصابات العمود الفقري العنقي، وتكون قاتلة في أكثر من 90% من الحالات؛ بسبب توقف الإشارات العصبية بين الدماغ والأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين.
وبلغ عدد العمليات الجراحية التي خضعت لها ميغان حتى اليوم 37 جراحة. وهي الآن تعيش بجسد لا يمكنه الالتفاف أو الانحناء أو حتى الجلوس بوضع مائل.
ومع ذلك، ما تزال تحتفظ بروح التحدي، وتقول: "ما زلت أتعلم ما يمكن لجسدي الجديد أن يفعله. الأمر ليس سهلاً، لكنني أتأقلم. وما زلت أُفاجأ بما أستطيع إنجازه".
الجدير بالذكر أن الانفصال القذالي الفقري يُعد من أخطر الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، إذ تحدث في أقل من 1% من إصابات العمود الفقري العنقي، وتكون قاتلة في أكثر من 90% من الحالات؛ بسبب توقف الإشارات العصبية بين الدماغ والأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين.