أبو زيد: ضبابية الخيار التفاوضي بانتظار نتائج عملية خان يونس

 

خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المرحلة الحالية في غزة تُعنوَن برفع الكلفة لأي عملية تفاوض، حيث يحاول الاحتلال زيادة الضغط العسكري لإجبار المقاومة على تقديم تنازلات في المسار التفاوضي. وبيّن أن الضبابية في موقف الاحتلال، بين قبول ورفض المبادرة المطروحة، تندرج ضمن محاولات إسرائيل لتهيئة الظروف الميدانية لحل سياسي، عبر المزيد من السيطرة الميدانية لفرض تنازلات أكبر من قبل المقاومة.

وأضاف أبو زيد لـ"الأردن 24" أن الاحتلال سحب جميع الوحدات النظامية من الجبهات السبع التي يتحدث عنها نتنياهو، وزجّ بها في قطاع غزة، واستبدلها بوحدات من الاحتياط، في مؤشر على أن هناك مدة زمنية حددها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء العملية العسكرية وتحقيق إنجاز يقترب من الاكتمال. لذلك، نرى هذا الزخم الكبير في العمليات العسكرية.

وأشار أبو زيد إلى أن المؤشرات تدل على أن الاحتلال مصمم على تنفيذ عملية عسكرية في خان يونس، باستخدام نفس الفرقة التي قاتلت ثلاث مرات في نفس المحور، وهي فرقة المظليين 98. إلا أن الاحتلال، هذه المرة، يبدو أنه يسعى للالتفاف على خان يونس من الجنوب، من جهة القرارة وقيزان النجار، وليس عبر مواجهة مباشرة كما حدث في المرات السابقة، حيث تشير تقديرات الاستخبارات إلى أن مركز الثقل الاستراتيجي للمقاومة قد انحصر في خان يونس. لذلك، من المتوقع أن تبدأ عملية خان يونس بالتوازي مع استمرار الجمود في المسار التفاوضي.

وبيّن أنه في حال شعر نتنياهو بأن إنجازًا عسكريًا قد يتحقق، فإنه سيستمر في الخيار العسكري باتجاه خان يونس، أما إذا اصطدمت العملية بمقاومة عنيفة وتكبّد الاحتلال خسائر كبيرة، فإنه سيعود إلى المسار التفاوضي مدّعيًا أن التقدم في المفاوضات جاء نتيجة للضغط العسكري على المقاومة.

وفيما يتعلق بردود فعل المقاومة، أشار أبو زيد إلى أن من المتوقع أن تنتظر المقاومة استغلال الفرص التي يفرضها الواقع العملياتي، بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف فرقة المظليين 98 في محيط خان يونس، ودفع الاحتلال للعودة إلى المسار التفاوضي.