2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

''منى البلتاجي''.. خليفة ''أسماء'' في عائلة ''مطاردة''

منى البلتاجي.. خليفة أسماء في عائلة مطاردة
جو 24 : خرجت في مظاهرات منددة بأعمال عنف طالت أنصار الرئيس محمد مرسي وأدت إلى سقوط قتلى منهم من بينهم ابنه عمها التي وريت الثرى، قبل أن يلقى القبض عليها ويحكم عليها بالسجن لمدة تزيد عن 11 عاما، لتتوارى هي الأخرى، لكن هذه المرة خلف القضبان.

إنها مني ماهر البلتاجي، ذات الثمانية عشر عاما، ابنة شقيق القيادي الإخواني محمد البلتاجي، والمحبوس احتياطيا في سجن طره، جنوبي القاهرة، على ذمة تهم من بينها: التحريض على قتل وتعذيب متظاهرين.

شاركت "منى" في مظاهرات خرجت في منطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية (شمال) في خضم أحداث ثورة 25 يناير / كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل أن تعود بعد الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في الـ 3 من شهر يوليو/ تموز الماضي لتكرر رفضها للسلطات الحالية ضمن حركة "7 الصبح (السابعة صباحا)" النسائية (المؤيدة لمرسي)، التي اشتهرت مؤخرا بتنظيم وقفات احتجاجية بالإسكندرية في تمام السابعة صباحا.

وشكل صبيحة يوم 31 أكتوبر / تشرين أول الثاني الماضي، يوما فارقا في حياة "منى" حيث شاركت مع زميلاتها في "حركة 7 الصبح" في وقفة احتجاجية تطالب بإنهاء ما تصفه بـ"الانقلاب العسكري" والقصاص لقتلى أعمال العنف التي تلت عزل مرسي وخاصة الذين سقطوا أثناء أحداث فض اعتصام مؤيدي مرسي في ميداني "رابعة العدوية" "نهضة مصر" في 14 أغسطس/ آب الماضي .

قصاص أعاد لمخيلة "منى" ذكرياتها مع ابنة عمها "أسماء البلتاجي" التي قتلت في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وهي ثنائية روحها، حيث كانا يلتقطان الصور سويا بابتسامات تشبه نسمة بحر الإسكندرية الشهير، في إطار علاقات أسرية دافئة، كما تقول والدة مني لوكالة الأناضول.

لكن "منى" أفاقت من ذكرياتها، لتجد نفسها في قبضة الأجهزة الأمنية، بتهم مختلفة بينها: التجمهر، العنف، الانضمام إلى جماعة تأسست على خلاف أحكام القانون (في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين)، الترويج بالقول والكتابه لأفكار هذه الجماعة.

وسريعا صدرت أحكام بالحبس الاحيتاطي ضد "منى"، لتجد نفسها في سجن الأبعادية في مدينة دمنهور (شمال)، وتنضم إلى قائمة المطاردين أمنيا من عائلة البلتاجي، وهي قائمة طويلة تضم: عمها "محمد البلتاجي" (محبوس حاليا في سجن ليمان طره، جنوبي القاهرة)، وابن عمها عمار البلتاجي (أفرج عنه في 25 أغسطس/ آب الماضي) وسعيد زكي عيسى زوج شقيقة البلتاجي (أفرج عنه مؤخرا) .

واستحقت "مني" من عمها محمد البلتاجي رسالة خاصة من محبسه بسجن ليمان طره نشرتها صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بتاريخ 24 نوفمبر / تشرين ثاني الماضي.

وفي رسالته لها، قال البلتاجي: "تحية خاصة إلى حبيبتي الثانية بعد حبيبتي الشهيدة (يقصد أسماء)، الأسيرة في سجون الطغاة، ابنة أخي ذات الثمانية عشر عاماً، ريحانة قلبي، منى البلتاجي، وأخواتها الحرائر في سجن دمنهور، وغيره من سجون الظالمين الذين لم يستحوا من سجن وحبس النساء".

قبل أن يفاجيء المتابعون، بحسب والدة مني، بالحكم الصادر من محكمة جنح سيدي جابر بالاسكندرية بحبسها وهي و13 فتاة أخرى 11 عاما، وشهرا واحدا، فضلا عن إيداع 7 أخريات من زميلاتها دار رعاية اجتماعية باعتبارهم دون السجن القانوني ( 18 عاما).

أكثر من 11 عاما تواجههم " مني " في حكم أول درجة ينتظر الاستئناف يقترب من عمرها الحقيقي الذي تجاوز 18 عاما بقليل؛ وهو ما قد يتسبب، بحسب والدتها، في حرمانها من دخول امتحانات الفصل الدراسي الأول في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، على أمل أن يأتي الاستئناف في صالحها بالبراءة لتستكمل مسيرة تفوقها، حيث حصلت في شهادة الثانوية العامة على مجموع 97%.

ولا تتعلق والدة مني بأمل براءة ابنتها من التهم الموجهة إليها فحسب بل بمطالبة القضاة بمراجعة أحكامهم بصفة عامة خاصة أنها تراهم "حصن العدالة".

وتتسائل في نبرة حزن: "من القاضي الذي يتحمل أن ينام وهناك 21 اسرة تدعو الله بأن ينجيها من ظلم القضاء تجاههم"، مضيفة: "بناتنا يحبون وطنهم مصر ولا تستحق آراءهم السلمية كل ما يحدث ضدهم بهذه الصورة، إنهم (أي: القضاة) يضيعون المستقبل بهذه الأحكام".

المستقبل يبدو، بحسب صورة مني البلتاجي، وهي بقيد حديدي خلف قضبان المحكمة، مجهولا، وإن حاولت أحيانا أن تواجه بابتساماتها وهي زميلات داخل قفص الاتهام أحكام، تعتبرها أسرهم "ظالمة".
(الأناضول)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير