معتصم النهار : البساطة سرّ نجاحي

يخوض النجم السوري معتصم النهار أول تجاربه في الدراما المصرية من خلال المسلسل الجديد "أنا أنت أنت مش أنا" والذي يكشف لنا في هذا الحوار أسباب حماسته له وصعوبة الأداء باللهجة المصرية. كما يتحدّث النهار عمّن تلفته مواهبهن من النجمات المصريات، وموقفه من عمل ابنته في الفن، وسرّ نجاحه، وطقوسه بعيداً من الفن، وأصعب فترة في حياته، ونصيحته للشباب.
- حدّثنا أولاً عن مسلسلك الجديد "أنا أنت أنت مش أنا"؟
المسلسل مميز وفكرته خارج الصندوق إذ يتناول عالم الميتافيرس وتتخلّل أحداثه جوانب من الدراما الكوميدية والخيال. وقد توافرت فيه عناصر وأسباب عدة جذبتني للمشاركة فيه.
- المسلسل هو أول عمل درامي لك في مصر، ما رأيك بالتجربة؟
أشعر بالسعادة والفخر لخوضي أول تجاربي الدرامية في مصر، وأرى أن أي فنان عربي يطمح للمشاركة بعمل فني في مصر. ففي الحقيقة، مصر هي أم الفن العربي.
- هل واجهتَ صعوبات في إتقان اللهجة المصرية؟
اللهجة المصرية صعبة، كما أن الجمهور المصري حسَّاس تجاه لهجته، ولكنني أحاول قدر الإمكان أن "أُصيب" هذه اللهجة بما يُرضي الجمهور المصري بخاصة، والعربي بعامة.
- ما أكثر ما تحمّست له خلال عملك في مصر؟
أكثر ما تحمّست له خلال عملي في مصر هو المَشاهد التمثيلية التي أقدّمها في البيئة المصرية الحقيقية، والتي عشقتها منذ مشاهدتي لها على شاشة التلفاز وأنا طفل صغير. تشدّني المناطق المصرية الشهيرة، والتي لطالما شاهدناها في أعمال فنية، فصرتُ شغوفاً برؤيتها وأستمتع بأجوائها من خلال عملي.
- مَن مِن النجمات المصريات ترى فيها موهبة تلفتك؟
أرى أن جميع النجمات المصريات متميزات، وأحبّهن كثيراً، وأخصُّ بالذكر منى زكي، منة شلبي، دينا الشربيني، مي عز الدين، وأمينة خليل، فهنّ رائعات يمتلكن موهبة حقيقية، ويقدّمن أداء تمثيلياً متميزاً.
- كيف تسير طقوسك اليومية؟
أحب الاستيقاظ مبكراً لأحتسي قهوتي، والتي أفضّل تناولها في "كافيه" مختلف كل صباح، وذلك لأنني أحبّ الاختلاط بالناس، فكوني ممثلاً يتطلب مني الحرص على معرفة آراء الناس بي وردود فعلهم على أدواري في الأعمال الفنية. فالتمثيل من وجهة نظري يعتمد على رؤية أُناس حقيقيين وتصرفاتهم في الواقع وليس على الورق.
- من خلال خبرتك الشخصية، ما هي نصيحتك الى الشباب؟
أنصحهم بأن يكونوا كما هم بشخصيتهم الحقيقية والكاريزما الخاصة بهم من دون تزييف أو تجميل، فكثيراً ما نرى أشخاصاً وسيمين من الخارج ولكن عند التحدّث معهم نرى خللاً في تفكيرهم أو شخصيتهم، فننفر.
- هل تعرّضت لصدمة عاطفية من قبل؟
تعرّضت لصدمة عاطفية في عامي الجامعي الأول، عندما أحببتُ فتاة، وتبادلنا المشاعر، ولكنني فوجئت بتخلّيها عني والسفر خارج البلاد من دون أي مقدّمات، وهو ما سبّب لي جرحاً عاطفياً، فالمرأة كائن صعب المراس، متغيّر، رغم كون الرجل واضحاً ويظهر دائماً على حقيقته.
- هل تسمح لابنتك ساندرا بدخول الوسط الفني؟
لا أحبّذ فكرة دخولها عالم الفن، نظراً لصعوبة العمل في هذا المجال، وما قد تواجهه من تعب نفسي ومعنوي وجسدي. لذا، أتمنى لها أن تخطّ طريقها نحو مجال آخر تحبّه بعيداً من أضواء الشهرة، ولكنني لن أفرض آرائي عليها، وإذا وجدت نفسها تحبّ الفن فلن أتدخّل في قرارها. وكوني ممثلاً قد يعطيني الفرصة لتقديم العون لها في حال رغبت القيام بهذه الخطوة، وهو ما لم أجده في بداية مشواري الفني. علماً أن ساندرا بطبيعتها شخصية اجتماعية جدّاً.
- البعض يرى أن ملامحك تشبه ملامح النجوم الأتراك، ألا يفتح لك هذا مجالاً لتقديم أعمال تركية؟
أوافقك الرأي في ذلك، وأنا لا أمانع فكرة المشاركة في عمل درامي تركي، فهذا في النهاية فن، والفن لا يتجزأ بين دولة لأخرى، فلو دعت الضرورة الفنية لذلك لأقدمتُ على هذه الخطوة من دون أي تردّد.
- هل أنتَ شخص متفائل أم متشائم؟
أنا بطبيعتي شخص متفائل رغم الصعوبات التي قد تواجهني، ودائماً أشعر بالامتنان لعائلتي الكبيرة المتمثلة بأبي وأمي وإخوتي، وعائلتي الصغيرة التي هي زوجتي وابنتي، وأحمد الله كثيراً على ما وهبني من نِعم.
- هل حقق معتصم النهار المكانة الفنية التي يطمح إليها؟
لا أعتقد ذلك، فأنا أفتقد الإنصاف، الإنصاف بالكتابة لدور يناسبني ويُبرز ما في داخلي من زخم فني، فكثير من زملائي قد حصلوا على هذه الفرصة، ولعلي أصارحك بذلك لعشقي للفن، وطموحي ورغبتي في تقديم كل ما هو مميز.
- هل شعرت بالإحباط أو فقدت الشغف بالتمثيل في فترةٍ ما؟
هذا الشعور خالجني لفترة طويلة، وأصبحتُ أتساءل عن صوابية اختياري لهذه المهنة ومدى ملاءمتي لها، وهو ما قد تعتبره فقدان الثقة بالنفس، ولكن دائماً كان يحدوني الأمل بالاستمرار، وأُرجع الفضل في ذلك الى المخرج الراحل حاتم علي، والذي تشرّفت بالمشاركة في آخر ثلاثة أعمال درامية له، والتي كان آخرها مسلسل "أوركيديا"، فكنت دائماً أستعيد ثقتي بنفسي لدى العمل معه، وأثَّر فيَّ كثيراً.
- إلى أي مدرسة فنية تنتمي؟
أنتمي إلى المدرسة الواقعية، والتي تتطلب مني أن أتعامل بصدق ووضوح مع الدور الذي أقدّمه، أن أتعايش مع الشخصية وأحتويها وأصدّقها حتى تندمج مع شخصيتي الحقيقية، ونصير معاً كينونة واحدة، وهذا يحتاج إلى تقنية عالية، ويتطلب ذكاءً فنيّاً في اختيار الأدوار، والتعلّم من الأخطاء، ومتابعة ردود فعل الجمهور لتقويم أدائي وتطويره، والتفاني في تقديم كل ما هو جديد يحبّه الجمهور ويرتقي بمكانتي لديه. ربما اتّهمني البعض بالجمود نظراً لبساطتي وواقعيتي في أداء أدواري، من دون أن يدركوا أن البساطة هي سرّ نجاحي، فهي تجعل المُشاهد يصدّق ما يتابعه، أما التكلّف والتصنّع حتى وإن صدرا من نجوم آخرين، فأعتبرهما نوعاً من تمثيل التمثيل.
- كيف كانت تجربتك الفنية في مسلسل "نفس" في رمضان الماضي؟
كانت تجربة رائعة، وقد سعُدت بالعمل مع النجمين عابد فهد ودانييلا رحمة، وجميع أبطال العمل، كما أن نجاح المسلسل كان متوقّعاً، بحيث توافرت فيه كل عناصر النجاح، من النص الجيد والمخرج المُبدع، إلى شركة الإنتاج المتمكّنة، ونجوم العمل الرائعين.
- ما أصعب فترة عشتها في حياتك؟
هي الفترة التي أعقبت انفصالي عن زوجتي لين برنجكجي في عام ٢٠٢٢ بعد زواج دام سبع سنوات. لقد عانيتُ نفسياً، فالانفصال أثَّر فيّ وفي زوجتي وابنتنا، وأعتقد أن سبب الانفصال هو اعتقاد لين بعدم قدرتي على الموازنة بين عملي في الفن والاهتمام بأسرتي، رغم أنني لم أرَ نفسي مقصّراً تجاه عائلتي، ولكن انتصر الحب في النهاية وعُدنا الى بعض في العام ٢٠٢٤، بعد عامين أليمين من الفراق. أحب زوجتي كثيراً وأسعد بالعيش معها ومع ابنتي، كما أخاف عليها وأدعمها في مشروعها في مجال العناية بالبشرة والتجميل. زوجتي هي الأهم في حياتي، وأسعد بنجاحاتها كما لو كانت نجاحاتي.
- هل هناك عمل فني تتمنى تقديمه؟
أعتزّ بأصولي التي تعود الى الجولان السوري، وأتمنى تقديم عمل فني درامي، سواء كان مسلسلاً أو فيلماً، يحكي عن معاناة أهل الجولان ونزوحهم من ديارهم إلى الشام عقب عدوان ١٩٦٧، تاركين خلفهم أراضيهم وذكرياتهم.