إصابة عشرات الفلسطينيين واعتقالات بمسيرات الغضب ضد مخطط "برافر"
أصيب واعتقل عشرات الفلسطينيين بقمع قوات الاحتلال مسيرات الغضب التي انطلقت في الداخل الفلسطيني المحتل ومدينة القدس إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة رفضا لمخطط برافر الاقتلاعي في النقب المحتل.
وقال مراسلو وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) إن قوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز في قمع المتظاهرين اعتقلت العشرات منهم في محاولة لإفشال الحراك الشبابي الفلسطيني.
وشارك آلاف الفلسطينيين داخل "الكيان الإسرائيلي" بمظاهرة حاشدة في النقب المحتل ومدينتي الطيبة وحيفا بفلسطين المحتلة عام 1948 رفضا للمخطط، وأصيب عدد منهم واعتقل آخرون بعد قمعهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وتقدم المشاركون في المظاهرة العديد من الأعضاء العرب في الكنيست "الإسرائيلي" بينهم محمد بركة، وجمال زحالقة، فيما انتشرت أعداد كبيرة ومعززة من شرطة الاحتلال.
وتأتي هذه المظاهرة التي انطلقت من بلدة حورة بالنقب ضمن نشاطات يوم الغضب رفضا للمخطط الإسرائيلي، حيث رفع المتظاهرون الشعارات المناوئة للمخطط.
ومن المقرر أن تنطلق في وقت لاحق مساء السبت مظاهرة حاشدة في مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة احتجاجا على المخطط.
وكان المئات من سكان مدينة الطيبة والطيرة وقلنسوة في تظاهرة رفع شعارات أقيمت على المدخل الرئيسي لمدينة الطيبة احتجاجًا على المخطط الذي يهدف إلى مصادرة أكثر 800 ألف دونم من أراضي النقب وتشريد أهالها منها.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية قبل أيام عن مناقصات لبناء 20 مستوطنة على الأراضي التي ستسلبها ضمن مخطّط "برافر" بعض هذه المستوطنات ستُبنى فوق حطام القرى التي سيهدمها المخطّط".
غزة والضفة والقدس
وفي مدينة القدس، أصيب ثمانية مواطنين بالرصاص المطاطي واعتقل آخر إثر قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية ضد برافر.
وانطلقت المسيرة من باب الساهرة إلى باب العامود، ونشرت قوات الاحتلال قوات معززة من الشرطة والخيالة والوحدات الخاصة والتي قامت بمحاصرة المشاركين والاعتداء عليهم بالهروات وقنابل الصوت.
كما صادرت قوات الاحتلال بطاقة هوية رئيس لجنة الجدار والاستيطان في القدس اسماعيل الخطيب، وطلبت منه مراجعة مخابراته لاسترجاع هويته، في حين اعتدت على المصور الصحفي سعيد الكرد.
واندلعت في وقت سابق اليوم مواجهات بين نشطاء فلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط مستوطنة "بيت أيل" شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال مراسل (وفا) إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت على الشبان الذين كانوا يحتجون على مخطط برافر الذي يقضي بمصادرة 800 ألف دونم، وتهجير 70 ألف إنسان من قراهم وهدم 35 قرية مسلوبة الاعتراف في النقب المحتل.
ومشروع "برافر" هو قانون إسرائيلي أقرته الكنيست في شهر يونيو 2013، لتهجير سكان عشرات القرى الفلسطينية من صحراء النقب، وتستولي "إسرائيل" بموجبه على 800 ألف دونم من أراضي النقب، كما سيتم تهجير 40 ألف من بدو النقب وتدمير 38 قرية فلسطينية.
وفي مدينة الخليل، نظمت لجنة الدفاع عن الخليل مظاهرة على دوار ابن رشد بالمدينة تضامناً مع الشعب الفلسطيني في النقب وضد مخطط برافر الإقتلاعي.
ورفعت خلال المظاهرة التي شارك فيها العشرات من نشطاء العمل الشعبي وممثلي القوى السياسية اليافطات الرافضة لمخططات تهويد الأرض الفلسطينية واقتلاع سكانها ومنها : " شعب واحد في مواجهة الكولونيالية في الخليل والجليل والنقب، "هذا وطنا واحنا هون"، "برافر لن يمر" .
وقال الناشط في لجنة الدفاع عن الخليل التي دعت للمظاهرة محمد الجبريني :" إننا نرسل اليوم صرخة من مدينة الخليل إلى الأهل في النقب بأن معركتهم ضد مخطط برافر هي نفس معركتنا دفاعا عن شارع الشهداء وعن عروبة الخليل وضد اقتلاع سكان جبال جنوب الخليل فنضالنا نضال واحد دفاعا عن وجودنا على أرضنا".
وقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر :" إن مخطط برافر هو الحلقة الأحدث في هذا المخطط الذي يستهدف شعبنا في النقب، كما أن هناك مخططات اقتلاع أخرى تستهدف وجودنا في غور الأردن وجنوب الخليل ومختلف مناطق فلسطين التاريخية".
وقال عضو المكتب السياسي لحزب فدا محمد الهيموني :" إننا نرفع اليوم الصوت عاليا تضامنا مع أهلنا في النقب الذين يواجهون مخططات الإقتلاع والتشريد منذ قيام اسرائيل عام 1948 والهادفة لحرمان الفلسطينيين من أرضهم ونمط حياتهم على طريق تهويد أرضهم.
ومع ساعات ظهر اليوم، نظمت لجنة التنسيق الفصائلي وقفة للتنديد بمخطط "برافر" وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤول حزب الشعب في نابلس نصر أبو جيش لوكالة "صفا": إن "هذا المخطط يهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من الداخل وتفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها الأصليين، من خلال عمليات الهدم والتشريد التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية كل يوم".
وأضاف أن "هذه الوقفة هي رسالة من الشعب الفلسطيني ومن أهالي نابلس إلى إخواننا في الداخل، للتأكيد على أننا شعب واحد، ونرفض كل الإجراءات الاحتلالية والمشاريع التهويدية ضد الأرض والإنسان الفلسطيني".
وكان العشرات من الفلسطينيين في مدينة غزة شاركوا في مسيرة رافضة لمخطط برافر الاستيطاني بعنوان "برافر لن يمر"، ورفعوا لافتات رافضة لكافة المخططات الإسرائيلية الهادفة لسلب الفلسطينيين أراضيهم، وتدعو لتدخل عاجل لوقف مخطط برافر، مرددين شعارات تطالب بوقف جولات المفاوضات مع الاحتلال كرد طبيعي على مثل هذه المخططات.
وقال منسق ائتلاف شباب الانتفاضة-فلسطين يونس أبو عيطة لوكالة "صفا" إن التظاهرة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة للتصدي لمخطط برافر التهجيري ولكافة المخططات التي تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلالها للسيطرة على أراضي الفلسطينيين وطردهم من مساكنهم وسلب أبسط حقوقهم.
ودعا الشباب الفلسطيني إلى الانتفاض في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإشعال كافة نقاط التماس معه بكافة المناطق الفلسطينية ردًا على مخططاته الاستيطانية، مشيرًا إلى أن التصدي لمخطط برافر واجب على كل فلسطيني وحر في العالم.
يذكر أن هذه الخطوات تأتي في ظل تصاعد حركة الاحتجاج الشعبيّة تصديًا لمساعي الحكومة الإسرائيلية الحثيثة، لفرض قانون "برافر" .
(وفا)