تغير في السلوك لدى الشباب قد يكون جرس إنذار لمرض دماغي خطير
في ظل ازدياد حالات الخرف بين الشباب بشكل لافت، يبرز نمط مقلق قد يكون المفتاح للكشف المبكر عن المرض.
فالإفراط المفاجئ في شرب الكحول خلال الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، والذي يعزى عادة لضغوط الحياة أو الأزمات النفسية، قد يكون في الواقع جرس إنذار لإصابة نادرة ولكنها مدمرة: الخرف الجبهي الصدغي (FTD).
وكشف بول ليتل، الخبير في مجال أبحاث الخرف، عن قصص مؤلمة عن مرضى في ريعان الشباب تم تشخيص حالاتهم خطأً على أنها اضطرابات نفسية لعامين أو ثلاثة قبل اكتشاف التشخيص الحقيقي. وبعض هؤلاء المرضى، الذين لا يتجاوز عمرهم التاسعة والعشرين، وجدوا أنفسهم فجأة في دوامة من المشاكل القانونية والإدمان، بينما كان المسبب الحقيقي هو تآكل خلايا أدمغتهم ببطء.
ويوضح العلماء أن الخرف الجبهي الصدغي يختلف جذريا عن الصورة النمطية للخرف. وبدلا من فقدان الذكريات، يشهد المرضى تدهورا في القدرة على فهم المشاعر والتواصل الاجتماعي. وبعضهم يبدأ بالسرقة من المتاجر دون سبب، أو يتلفظ بعبارات جارحة دون وعي، أو يهمل النظافة الشخصية تماما. وهذه التغيرات غالبا ما تفسر على أنها "أزمة منتصف عمر" أو "اكتئاب"، ما يؤخر التشخيص الصحيح لسنوات.
وفي ظل غياب أي علاج حتى الآن، يبقى الكشف المبكر هو السلاح الوحيد المتاح. وينصح الاختصاصيون بعدم التهاون مع أي تغير جذري في الشخصية بعد الثلاثين، خاصة إذا صاحبه إفراط في الكحول أو سلوكيات غير مسبوقة.
وقد تكشف الفحوصات العصبية المتخصصة الحقيقة قبل فوات الأوان، ما يمنح العائلات فرصة للاستعداد نفسيا وماليا للرحلة القاسية التي تنتظرهم.
المصدر: ديلي ميل








