رسومات على ذراع مومياء عمرها 2300 عام تكشف أسرار فن الوشم القديم
كشفت صور لحيوانات خيالية مرسومة على ساعدي مومياء لامرأة تعود إلى 2300 عام، عن معلومات جديدة حول فن الوشم في سيبيريا القديمة.
وتعود هذه المومياء لسيدة في الخمسين من عمرها عثر عليها في أحد المدافن الجليدية بالسيبيريا، حيث حفظت التربة الصقيعية جسدها ووشومها بشكل استثنائي.
وكشفت الصور عالية الدقة التي التقطت بالأشعة تحت الحمراء عن دقة غير مسبوقة في تقنيات الوشم المستخدمة. فقد تبين أن الفنان القديم استخدم أداتين مختلفتين للوشم: أداة متعددة النقاط لرسم الخطوط الأساسية، وأخرى أحادية النقطة للتفاصيل الدقيقة. كما ظهرت آثار توقف الفنان أثناء العمل ثم معاودته، ما يشير إلى أن عملية الوشم تمت على عدة جلسات.
وتميزتالوشوم برسوم معقدة لحيوانات أسطورية ومشاهد صراع بين الكائنات، بما في ذلك تصوير لمخلوق يشبه "الغرفين" الأسطوري (حيوانأسطوريله جسمأسد، ورأس وجناحيعقاب). ولاحظ العلماء تفاوتا واضحا في مستوى الدقة بين الوشوم على أجزاء الجسم المختلفة، حيث ظهر وشم الساعد الأيمن - الذي يصور مشهد صراع حيواني - بأعلى مستويات التفصيل الفني، ما يشير إلى احتمال تنفيذه من قبل فنان أكثر مهارة.
وتترك الدراسة العديد من الأسئلة مفتوحة حول طبيعة ممارسة فن الوشم في تلك الحقبة. فمن غير الواضح ما إذا كان الوشامون محترفين متفرغين أم أن المهارة كانت منتشرة بين عامة الناس. كما يبقى الغموض يحيط بالدوافع وراء قطع بعض الوشوم أثناء عملية التحنيط، حيث قطعت وشوم الساعدين بينما بقيت وشوم اليدين سليمة.
ويأمل العلماء أن تتيح التقنيات الحديثة المزيد من الاكتشافات، خاصة مع إمكانية فحص مومياوات أخرى من المنطقة بنفس الدقة. وقد تساعد هذه الدراسات في فهم أعمق للبعد الثقافي والديني لفن الوشم عند شعب البازيريك، وعلاقته بمعتقداتهم حول الحياة بعد الموت.
وتمثل هذه الوشوم شهادة استثنائية على براعة الإنسان القديم في مجال الفنون الجسدية، وتكشف عن مستوى متقدم من المهارة الفنية والتقنية في حقبة تعود لأكثر من ألفي عام. كما تقدم رؤى جديدة حول التقاليد الثقافية والمعتقدات الروحية لهذه الحضارة الغامضة التي ازدهرت في سهوب آسيا الوسطى.
المصدر: لايف ساينس
