خبير اقتصادي: التعديلات الوزارية لم تخرج من عباءة النهج القديم وتفتقر للتشاور الحقيقي
جو 24 :
خاص _ انتقد الخبير الاقتصادي منير دية آلية التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء جعفر حسان، معتبرًا أن الاستمرار في اعتماد النهج التقليدي في تشكيل الحكومات سيُبقي الأردن في حالة من الجمود السياسي والاقتصادي، ويُعيق تنفيذ برامج التحديث المنشود.
وقال دية في تصريح لموقع "الأردن 24" إن التعديل الوزاري الأخير لم يرتقِ إلى مستوى التحديات التي تواجه البلاد، مشيرًا إلى غياب التغيير الجوهري في طريقة اختيار الوزراء، واستمرار الحكومة في اعتماد تغييرات شكلية دون مراجعة حقيقية لأسباب الإخفاق في الأداء.
وأوضح أن الأردن يمر بظروف دقيقة على المستويين السياسي والاقتصادي، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، والتوترات الإقليمية، وتعقيدات المشهد الجيوسياسي، إضافة إلى أزمات داخلية تتعلق بارتفاع المديونية، وارتفاع نسب الفقر والبطالة، وضعف معدلات النمو.
وشدد دية على أن هذه التحديات تستوجب تحولاً جذرياً في النهج الحكومي، من خلال تشكيل حكومات قائمة على الكفاءة والتوافق الوطني، عبر مشاورات موسعة تشمل البرلمان والكتل النيابية والأحزاب السياسية، وهو ما لم يحدث – بحسب تعبيره – في التعديل الأخير.
وأشار إلى أن غياب الشفافية في إعلان أسماء الداخلين والخارجين من التشكيل الوزاري، وغياب المشاورات الحقيقية مع القوى السياسية، يُكرّس النمط التقليدي في التشكيل، ويُفرغ التعديلات من مضمونها الإصلاحي، ويحولها إلى مجرد تغييرات سطحية لا تنعكس على الأداء أو ثقة الشارع.
ورغم اتساع التعديل الوزاري، أشار دية إلى أنه لم يُرافقه حراك سياسي حقيقي من قبل رئيس الوزراء للتوافق مع الأطراف الوطنية، مما يقلل من فرص تشكيل فريق حكومي قادر على التصدي للتحديات الراهنة بفعالية وكفاءة.
وأضاف أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تعميق فقدان الثقة بالحكومة، ويُعيق أي تقدم في مشروع التحديث السياسي والاقتصادي، وسط استمرار معاناة المواطنين من الأزمات المعيشية.
وختم دية تصريحه بالتأكيد على أن التعديلات الوزارية يجب أن تكون نتاج مشاورات وطنية فعلية، تسهم في تشكيل حكومة منسجمة مع تطلعات المواطنين، ومؤهلة لتنفيذ الرؤية الإصلاحية وتحقيق إنجازات ملموسة على الأرض. وحذّر من أن الإبقاء على النهج التقليدي في التعديلات لن يؤدي إلا إلى مزيد من الركود والتراجع، وسيحول دون تجاوز التحديات وتحقيق الأهداف الوطنية.








