خبير اقتصادي: ميناء نيوم السعودي يهدد تنافسية ميناء العقبة وعلينا اتخاذ خطوات فورية
جو 24 :
مالك عبيدات – حذّر الخبير الاقتصادي منير دية من التأثيرات المتوقعة لإنشاء ميناء نيوم السعودي على مقربة من ميناء العقبة الأردني، مبيناً أن بدء تشغيله كميناء رئيسي في المنطقة سيجعله منافساً مباشراً لميناء العقبة، باعتباره ممراً تجارياً إقليمياً متعدد الوسائط يربط بين العراق والسعودية ومصر، وسيكون مستقبلاً حلقة وصل بين أوروبا وتركيا والعراق والسعودية عبر ميناء نيوم وميناء سفاجا المصري، ومن ثم إلى موانئ البحر المتوسط.
وقال دية لـ الاردن24 إن هذا التطوير المتسارع سيجعل ميناء نيوم قادراً على تقليل التكاليف ورفع كفاءة التشغيل وتقديم حلول لوجستية متقدمة، بما يخفض كلفة ووقت النقل بنسبة تتجاوز 50% مقارنة بالمسارات التقليدية عبر قناة السويس، باب المندب، الخليج العربي ومضيق هرمز، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والتهديدات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وبيّن أن السعودية تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يربطها بدول الخليج والعراق والأردن، إضافة إلى ما لديها من شبكة طرق وسكك حديد وموانئ متطورة، فضلاً عن ميزة انخفاض كلف النقل بسبب توفر النفط والطاقة الرخيصة، ما يجعل ميناء نيوم منافساً قوياً لجميع موانئ البحر الأحمر، وبالأخص ميناء العقبة.
وأكد دية أن السوق العراقي الذي اعتمد لسنوات على ميناء العقبة مهدد بالتحول نحو ميناء نيوم، نظراً لقربه من الحدود العراقية (معبر عرعر) وانخفاض التكاليف وسرعة الإجراءات مقارنة بالعقبة، مما قد يؤدي إلى خسارة الأردن إيرادات كبيرة من النقل البري والبحري والمناولة والتخليص.
ودعا دية صانع القرار الأردني إلى اتخاذ خطوات عملية عاجلة تضمن بقاء العقبة منافساً إقليمياً، منها: خفض الكلف والرسوم على البواخر والحاويات، تسريع الإجراءات الجمركية وتقليل مدد مكوث البضائع، تطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية بشكل يعزز الكفاءة والتنافسية، منح حوافز للتجار وخاصة في السوق العراقي، تنويع الأسواق وعدم الاعتماد على العراق فقط.
وختم دية بالقول إن ميناء العقبة حقق نتائج جيدة العام الماضي من حيث عدد الحاويات والمناولة، لكن مع اقتراب تشغيل ميناء نيوم بشكل فعلي، لا بد من إعادة النظر في السياسات الحالية، وإيجاد حلول جذرية وسريعة لمواجهة التحديات القادمة والحفاظ على مكانة العقبة كميناء رئيسي في المنطقة.








