الأميركيون بدأوا الإعداد لتدمير كيمياوي سوريا منذ عامين

أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها جهزت السفينة "كايب رايCape Ray " لتدمير السلاح الكيمياوي السوري وأن السفينة الراسية الآن في مرفأ "ابردين" بولاية ميرلاند الأميركية ستكون قادرة على القيام بمهمتها قبل آخر الشهر الحالي.

خطة قديمة
تحدث مسؤول كبير في وزارة الدفاع إلى الصحافيين في مبنى البنتاغون اليوم الخميس وكشف عن أن الأميركيين بدأوا الإعداد لهذه المهمة منذ عامين، أي بعد أشهر فقط من اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد، وقبل سنة ونصف من استعمال النظام السوري للسلاح الكيمياوي. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن واشنطن كانت تتخذ احتياطها في هذا الأمر.

وأوضح المسؤول في البنتاغون أنه تم تركيب جهازين ضخمين في بطن السفينة لتدمير السلاح الكيمياوي السوري وأن السفينة ستعتمد تقنية خلط غاز الخردل ومواد السارين بالماء وأن جهازاً ثالثاً متوفّر لدى الحاجة. وفي التفاصيل أن 100 شخص، عدا طاقم السفينة، كلهم من الأميركيين سيعملون على تشغيل الآلات ويقومون الآن بالتدريبات الضرورية لتشغيل الآلات.

ومن المنتظر أن تبحر السفينة "كايب راي" إلى عرض البحر قريباً وتقوم خلال أسبوع أو اثنين بتجارب أولى للتأكد من صلاحية الآلات. وأكد المسؤول الأميركي لدى حديثه إلى الصحافيين، الذي حضرته "العربية"، أن المخاطر المحتملة من عملية التدمير ضئيلة جداً خصوصاً أن أميركا قامت بعمليات مماثلة لتدمير مواد كيمياوية روسية وألبانية بعد سقوط النظام، وكذلك أسلحة ليبية بعد إبرام الاتفاق مع نظام العقيد القذافي.

التعقيدات
ولم تتمكن الحكومة الأميركية حتى الآن وبعد تطوعها لتدمير مواد السلاح الكيمياوي السوري من ضمان شركاء للقيام بالعملية، فالسفينة الأميركية لن تقترب من الساحل السوري لتحميل الحاويات. وأوضح المسؤول الكبير أن الخطط الأولية تشير إلى أن النظام السوري سينقل المواد إلى مرفأ اللاذقية على البحر المتوسط على أن تقوم سفينة ترفع علم دولة ثالثة بتسلّم المواد الكيمياوية المحملة في 150 حاوية شحن وتنقلها إلى مرفأ دولة أخرى وهناك تتسلم الولايات المتحدة الحاويات وتنقلها إلى السفينة "كايب راي".

وقد عبرت حكومة النرويج عن رغبتها في التعاون ونقل المواد السورية من ميناء اللاذقية لكن الأميركيين لم يؤكدوا خلال اللقاء في مبنى وزارة الدفاع قبول النرويج كناقل للمواد، كما لم يؤكدوا في مرفأ أي دولة ستتسلم السفينة الأميركية الحاويات، لكن عملية تسلم الحاويات ستستغرق 48 ساعة بحسب الخطط الحالية فيما تستغرق عملية التدمير على متن السفينة ما بين 45 و90 يوماً على أن يتم أيضاً تسليم المواد المدمرة إلى شركات خاصة لإعادة استعمالها في المجال المدني.
وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أن عملية التدمير ستتم في البحر لكن طاقم السفينة لن يرمي أياً من هذه المواد في البحر وأن هناك 35 شركة عمالية منخرطة في الصناعات الكيمياوية ومن الممكن أن تتسلم المواد والأميركيون يسعون إلى إيجاد الشركة المناسبة.
المخاطر الأمنية
الخطر الوحيد الذي يواجهه الأميركيون الآن يكمن في حماية السفينة "كايب راي" خلال الأشهر المقبلة، وفي حين يحاول الأميركيون جهدهم للقول إن القوات البحرية وسلاح الجو الأميركيين لن يكونا منخرطين في سوريا.

وستجد الحكومة الأميركية نفسها مضطرة لاستعمال قوتها الحربية لحماية السفينة "كايب راي" وهي في عرض البحر لحمايتها من أي هجوم، فأي هجوم إرهابي أو عمل قرصنة يضرب السفينة سيعرض الطاقم والحمولة للخطر.العربية