2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"عروس الثورة" في سورية تنعى الحرية وهي في قبضة "القاعدة"

عروس الثورة في سورية تنعى الحرية وهي في قبضة القاعدة
جو 24 :

يطلق عليها السوريون اسم "عروس الثورة"... إنها مدينة الرقة الواقعة في شرق سورية التي عمّتها الاحتفالات بعد أن صحا سكانها صبيحة يوم من أيام شهر آذار/مارس ليشاهدوا رحيل آخر دفعة من قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
وتعهد سكان المدينة الذين يرون أن عهداً جديداً من الحرية قد بزغ بأن يجعلوا من الرقة ـ وهي المدينة الوحيدة والأولى التي تقع بالكامل تحت سيطرة المعارضة ـ أنموذجاً لعهد ما بعد الأسد.
وقال أحد المقيمين والناشطين في اتصال مع "رويترز" عبر سكايب "في الوقت الذي غمرتنا فيه السعادة جميعاً بالتحرير لم يكن مهما آنئذ من الذي يسيطر على المدينة. الرقة لجميع السوريين وكل من ساعد في تحريرها".

"كان حلماً لكنهم قتلوه"
لم تدم نشوة أهل الرقة طويلا.. ففي الأسابيع التي تلت ذلك، ظهرت السجون في المباني العامة وانقطعت الكهرباء ومنع بيع التبغ في المتاجر ـ إذ يعتبره المغالون في التعصب ضد تعاليم الاسلام ـ وبدأ المقاتلون الاسلاميون الملثمون يجوبون المدينة.
وقال أحد المقيمين الذي يطالب الاسلاميون بالقبض على ابنه الناشط في مجال الاعلام "لقد أغلقوا الجامعات أيضاً قائلين بأنه ما دامت النساء يتلقين التعليم فيتعين إغلاقها".
وجرياً على النسق الشائع في شمال سورية، شددت جماعة "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) المرتبطة بتنظيم "القاعدة" من قبضتها بالتدريج.
وقال مقيم آخر وهو مثله مثل معظم أبناء الرقة رفض الإدلاء باسمه خوفاً على حياته "عندما تحررت الرقة ظننا أن النظام قد رحل الآن وأن عهداً من الحرية قد تجلّى. وبدأ الناس ينظفون الشوارع. تصورنا أننا نعيش في حلم." وأضاف "لقد كان حلماً لكنهم قتلوه."

واستولى المقاتلون على المباني الحكومية وحولوها الى سجون ومقرات لقيادتهم. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن كنيسة للارمن في الرقة تحولت الى مكتب وآلت أخرى الى مبنى اداري.
ونفذ المقاتلون الجهاديون عمليات إعدام علناً في ساحة رئيسية مما أشاع الرعب بين السكان وقضى على أي احتمال للاحتجاج.
ويقول السكان إنه لا تفتح سوى قلة قليلة من المتاجر أبوابها خلال النهار لبيع المواد الغذائية الأساسية. ومع حلول الظلام تخلو الشوارع من المارة.
وقال ناشط فر منذ اسابيع "انقطعت الكهرباء من جميع مناطق المدينة. ولا ترى الكهرباء الا في مبانيهم. تعيش المدينة بأسرها في ظلام دامس فيما ينعمون هم بالكهرباء".
وألقى ناشط من الرقة ـ انتقل الى محافظة ادلب في شمال غرب سورية ـ بالمسؤولية عن السماح للجهاديين بالاستيلاء على المدينة، على الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.
وقال "كل ما يهم الجيش السوري الحر هو السرقة وجمع الأموال. منذ اليوم الاول لتحرير الرقة تركوها (لجماعة) الدولة الاسلامية في العراق والشام."

غرباء في الرقة
ويقول أهالي المدينة إنهم لا يعرفون سوى القليل عن المقاتلين. ويقولون إن منهم عراقيين ومن الخليج العربي ومن ليبيا إلاّ انهم يتكتمون هوياتهم خلف اللثام ويتحاشون التحدث للآخرين.
وقال أحد السكان وهو في الاربعينات من عمره "كان المسلحون الملثمون يتعاملون بلطف مع الناس في بادئ الأمر وكانوا يساعدون الناس هنا".
لكن سرعان ما ظهرت المشاكل لاسيما بعد أن بدأت جماعة "الدولة الاسلامية في العراق والشام" تنفيذ عمليات الإعدام علناً في حق من ناصروا الانتفاضة بل من ساعدوا المقاتلين على الاستيلاء على المدينة.
وقال والد الناشط المطلوب القبض عليه "شرعوا في اغتيال قادة الجيش السوري الحر. وأحرقوا الكنائس ودمروا التماثيل في الحدائق العامة ونهبوا المتاحف أيضاً، قائلين بأن التماثيل والصور تتنافى وتعاليم الإسلام".
ومضى يقول "تغيرت العروس. فبدلاً من ثوبها الأبيض أجبرت على أن تتشح بالسواد."

(رويترز)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير