2025-12-08 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

قراءة اولية في رواية "مصفوفة الشطرنج التباينية"

قراءة اولية في رواية مصفوفة الشطرنج التباينية
جو 24 :

  الدكتور بركات النمر المهيرات العبادي

 

يقدّم المعلم كاظم المهيرات في روايته مصفوفة الشطرنج التباينية تجربة أدبية وفكرية فريدة : عمل روائي من 48 مشهداً ، يُبنى الحوار على والسؤال والجواب ، ويُقدَّم في مسرح كبير هو الكون بكل أطيافه. الرواية تمزج بين العلم المبسطوالفلسفة العميقة والخيال الطفولي ، لتكون إضافة متميزة في الوعي الروائي العلمي عند الأطفال واليافعين.

بنية الرواية

  • المشهد الأول يبدأ في ملعب لكرة القدم ، ليجذب الطفل إلى عالم مألوف ، قبل أن يكتشف أن قوانين اللعبة ليست بعيدة عن قوانين الكون.
  • المشاهد الوسطى تتحول إلى رحلة على رقعة شطرنج كونية ، حيث كل مربع سؤال جديد تُجيب عنه شخصية أو ظاهرة علمية : من النمل والديناصورات إلى الكائنات الفضائية والطاقة الشمسية.
  • المشهد الأخير ينتهي برؤية إسلامية شاملة تربط بين أسرار القرآن الكريم ، ولا سيما الحروف المقطعة ، وبين الاكتشافات العلمية الحديثة وأنواع الطاقات المختلفة.

شخصيات الرواية

  • الأطفال (المستكشف والقائد): يمثلان الفضول والخيال.
  • الراوي الحكيم: يقدم الشروح العلمية بلغة مبسطة.
  • شخصيات خيالية: النملة الفيلسوفة، الديناصور المنقرض، الطاقة الناطقة، الكائن الفضائي المتسائل.
  • الرموز الروحية: الحروف القرآنية المقطعة التي تدخل في الحوار لتفتح أبواباً من التأمل.

القيم الفلسفية والعلمية

1. السؤال والجواب: أداة لفهم العالم لا لمجرد الحفظ.

2. العلم والإيمان: طريقان متكاملان لفهم الكون، لا متعارضان.

3. الحياة الكونية: تصور شامل لا يقتصر على البشر، بل يمتد للحيوانات المنقرضة والكائنات المحتملة في عوالم أخرى.

4. التأمل القرآني: استدعاء السور ذات الأحرف المقطعة كمفتاح لفهم أسرار الخلق.

أهمية الرواية

  • للأطفال: تبسيط العلوم بلغة قصصية مشوقة.
  • للكبار: قراءة فلسفية عن العلاقة بين الإنسان والكون.
  • للمجتمع: عمل أدبي علمي يعزز ثقافة الحوار والسؤال بدلاً من التلقين.
  • يبين العمق والوضوح في الاسلوب ، ويترك أثراً عند القارئ الصغير والكبير:

في نهاية رحلة مصفوفة الشطنرج التباينية ندرك أنّ الكون ليس مجرد مسرح للأحداث ، بل هو رقعة وجود كبرى؛ كل مربع فيها سؤال ، وكل حركة جواب ، وكل كائن – مهما كان حجمه – هو قطعة فاعلة في لعبة لا يُحسن فهمها إلا من يتأملها بعين العلم وقلب الإيمان.

لقد تحدّثت النملة والديناصور، وسأل الطفل والكائن الفضائي، وتوهّجت الأحرف المقطعة ، لتقول جميعها شيئاً واحداً: إنّ الحقيقة ليست ملكاً لفريق دون آخر، بل هي نسيج مشترك من عقول البشر وآيات الخالق وقوانين الطبيعة.

وهكذا، تنتهي الرواية لتفتح بداية أخرى: بداية وعي جديد يرى في كل ظاهرة رسالة، وفي كل سرّ دعوة إلى البحث، وفي كل اختلاف تكاملاً ، فالعلم يضيء الطريق ، والإيمان يمنح المعنى، والخيال يوسّع الأفق.

ذلك هو الإرث الذي يتركه لنا المعلم كاظم المهيرات: أن نلعب لعبة الوجود لا كأتباع لقوانين جاهزة، بل ككائنات حرة تتعلم كيف تُحرك قطعها بوعي ومسؤولية، على رقعة شطرنج اسمها الكون.

متمنياً للمعلم كاظم المهيرات دواام التقدم والازدهار .

د بركات النمر المهيرات العبادي

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير