أبو نوار: خطة ترامب طموحة وغامضة.. وحماس كانت حكيمة بقبولها التفاوض
جو 24 :
مالك عبيدات _ قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة طموحة جداً لكنها غامضة في الوقت ذاته، متسائلًا ما إذا كانت ستقود إلى تطورات ملموسة أم ستغرق في دوامة جديدة كالمبادرات السابقة.
وأوضح أبو نوار في حديثه ل الأردن ٢٤ أن المباحثات المقررة يوم الأحد في القاهرة ستكون اختبارًا حقيقيًا لجدية الأطراف في الوصول إلى اتفاق شامل، لافتًا إلى أن حركة حماس كانت حكيمة في موافقتها واستعدادها للتفاوض رغم الظروف المعقدة والضغوط الكبيرة التي تتعرض لها.
وأضاف أن اغتيال يحيى السنوار ونقل قيادة حماس إلى الدوحة شكّلا عامل ضغط كبير على الحركة، مشيرًا إلى أن دولًا إقليمية وإسلامية من بينها تركيا وإيران مارست ضغوطًا على حماس للقبول بالمبادرة.
وبيّن أن حماس وافقت مدركةً لحجم الكارثة الإنسانية والجحيم الذي يعيشه سكان القطاع، معتبرًا أن الاعتبارات العسكرية والسياسية دفعتها للموافقة من عدة جوانب.
وأكد أبو نوار أن الأساس في المرحلة الحالية هو وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكنه حذّر من خطر عودة إسرائيل لشن الحرب بعد انتهاء المدة المحددة.
وأشار أبو نوار إلى أن الخطة تتضمن بندًا لنزع سلاح حماس، وهو ما يعد غير قابل للتفاوض بالنسبة لترامب وإسرائيل، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيل من القطاع قبل أي حديث عن نزع السلاح.
وقال إن من المؤكد أن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا، مؤكدًا أن من الصعب أن تسلم حماس أسلحتها بعد إطلاق الأسرى، خاصة في ظل الغموض حول الدور الفلسطيني المستقبلي في إدارة غزة.
ولفت أبو نوار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف بشكل واضح ضد أي مسار نحو الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي ذكر في الخطة لإطار عمل يقود إلى إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أن حماس ستواجه صعوبة في تسليم إدارة غزة دون مشاركة فلسطينية، موضحًا أن الحديث يدور عن لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة الخدمات، لكن لا وضوح حتى الآن حول تشكيلها أو صلاحياتها أو علاقة السلطة الفلسطينية بها.
وقال أبو نوار إنه من المرجح تنفيذ جزء من الخطة فقط، خصوصًا ما يتعلق بـ وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، وهو ما تعتبره حماس الهدف الأهم في هذه المرحلة.
ورأى أن تفكيك سلاح حماس والانسحاب الإسرائيلي الكامل أو إقامة حكم فلسطيني مستقبلي أمور يصعب تحقيقها في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن موافقة حماس أعطتها أوراق مساومة قوية، لكن الانسحاب الإسرائيلي سيبقى مرتبطًا بنزع سلاح الحركة، معتبرًا أن هذه الموافقة مكلفة بالنسبة لحماس بسبب معاناة السكان في القطاع.
وأضاف أن القضايا الأساسية تبقى معلّقة، خصوصًا في ظل عدم وجود خطة واضحة للقضية الفلسطينية ككل، وخطر عودة الحرب بعد تبادل الأسرى دون ضمانات واضحة.
وحذّر أبو نوار من أن قضية الأسرى قد تفتح الباب أمام حرب جديدة إذا حاول أحد الأطراف استخدامهم كورقة ضغط، مضيفًا أن أي تصعيد جديد سيكون أمام أنظار العالم أجمع.
وأشار إلى أن الأحداث الجارية أضرت كثيرًا بصورة إسرائيل دوليًا، معتبرًا أنها باتت دولة منبوذة عالميًا، وأن العالم بدأ يتحرك ضد سياساتها العدوانية.
وأكد في ختام حديثه أن الوضع الحالي سيمنح حماس نوعًا من الشرعية السياسية من خلال الاعتراف بها كطرف في الحوار والتفاوض، لكنه شدّد على أن المفاوضات حتى الآن لم تحقق أي نتائج ملموسة.








