2025-12-15 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أمراض الكبار تهدد الصغار.. تقرير صادم للجمعية الجزائرية للصحة المدرسية

أمراض الكبار تهدد الصغار.. تقرير صادم للجمعية الجزائرية للصحة المدرسية
جو 24 :
كشفت الجمعية الوطنية للصحة المدرسية الجزائرية، عن تنامي الأمراض الجسدية والنفسية لدى الأطفال، وحتى تلك الخطيرة والمزمنة مثل أمراض القلب والسكري والضَّغط الدموي إضافة إلى السمنة وغيرها، بسبب سوء النظام الغذائي، داعية إلى ضرورة أخذ تدابير وقائية من جميع أطراف المجتمع.

ودَق مختصون وأطباء ناقوس الخطر في الجزائر، بسبب انتشار أمراض خطيرة بين الأطفال رغم حداثة سنهم، وهي الظاهرة التي تزداد انتشارا، والناجمة أساسا عن تغير النمط الغذائي للجزائريين، ومنهم الأطفال، بشكل جعلهم يستهلكون بنسبة كبيرة المواد الغذائية المُصنعة والسكريات والمواد المحوَّلة والمعلبة، إضافة إلى التدخين بين تلاميذ المتوسط والثانوي وحتى تعاطي مختلف أنواع المخدرات.

 
وصرحت رئيسة الجمعية الوطنية للصحة المدرسية نبيلة بسام لـ"العربية.نت" بأنه "حسب الإحصائيات الأولية، فإنَّ الأمراض المنتشرة في الوسط المدرسي في الآونة الأخيرة، تتمثل في ضعف البصر، الناجم عن الاستعمال المفرط لشاشات الهواتف الذَّكية أو شاشات التلفزيون"، وأضافت المتحدثة: "السُمنة التي كانت نسبتها 4% سنة 2004، وارتفعت إلى 14% سنة 2024، وهي الناتجة عن التغذية غير السليمة أو المتوازنة، وكذلك استهلاك مشروبات الطَّاقة المليئة بالسكريات والمنبهات، والتي تؤدي بدورها إلى قلة النوم وارتفاع هرمون الكورتيزول، وكل هذا يُؤدي إلى العصبية والأرق والسُمنة".

ومن بين الأمراض التي تصيب الأطفال أيضا، بسبب التغذية غير السليمة، حسب المختصة: "التعرّض لمشكل فرط الحركة والذي يُؤثر بشكل مباشر على التحصيل العلمي والدراسي، وكذلك تسوس الأسنان بسبب السكريات، حيث نسجل في الطور التحضيري، أي أوَّل سنة للتلاميذ في المدارس، أربع أسنان مسوسة للطفل".

لكن يزداد الوضع خطورة، حسب طبيبة الصحة المدرسية: "بعد تسجيل أمراض مزمنة بين الأطفال، كالسكري والربو، حيث كنا نسجل في وقت سابق النوع الأوَّل فقط، والآن انتقلنا إلى حالات مصابة بالنوع الثاني، إضافة إلى فقر الدم، خاصة في مرحلة البلوغ لدى الفتيات".

كما لا نغفل، تضيف المتحدثة "الأمراض النفسية التي لا تقل خطورة عن تلك العضوية، مثل التنمر المدرسي والتحرش الجنسي، والتي تؤدي إلى نمو نفسي غير سليم للطفل".

مخطط للتوعية
وعن الحلول المقترحة، قالت رئيسة الجمعية: "للحد من انتشار السمنة والسكري والأمراض المزمنة، لا بد من تضافر جهود جميع الفاعلين، سواء الأسرة أو المدرسة أو المجتمع المدني أو السلطات الوصية، فالأولياء اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بضرورة التدخل العاجل لحماية أبنائهم من السلوكيات غير الصحية، والتغذية غير السليمة، حيث إنهم أول المسؤولين عن تحضير الوجبة والوجبات الخفيفة لأبنائهم، والتي يجب أن تكون متوازنة، في حين أقدمت وزارة التربية على تنظيم أُسبوع للصحة المدرسية للتوعية والتحسيس وفتحت الأبواب على ورشات تفاعلية، وهنا يأتي دورنا أيضا، حيث أقدمنا على تنظيم ورشات "الشيف الصغير"، أي الطباخ الذي يحضر وجبته الصحية والطبق المثالي، حيث يشارك الأطفال في تحضير الطعام ليتعلم العادات الصحية السليمة".

ومن بين الحلول اقترحت رئيسة الجمعية: "تنظيم حملات توعوية في كل الأماكن، كون مشروبات الطاقة انتشرت بشكل رهيب ومخيف والتي تؤدي حتى إلى الموت المفاجئ، لأنها تُسرِع نبضات القلب، ولهذا فإنَّ العامل الأبرز هو إشراك الجميع في التوعية، حاملين شعار "رجل الغد طفل سليم بالغ سليم".

أما بخصوص الوقاية من الأمراض النفسية، فلا بد، حسب الأخصائية: "من تنظيم كشف ومتابعة وتكوين للأخصائيين النفسانيين لتكون دورية، وتكوين الطاقم التربوي على هذه الحالات أي إدماج الأطفال العنيفين، وكذا تدريب الأساتذة والمشرفين والنفسانيين، كون المستجدات العلمية والظواهر في تطور مستمر ومتواصل".
 
عوامل عضوية ونفسية
بدوره ركز المختص في الصحة العمومية محمد كواش على: "السمنة والبدانة التي صارت تنتشر بين الأطفال وحتى الضغط الدموي، وارتفاع نسبة الإصابة بداء السكري بشكل مخيف جدا، والأمراض المناعية والأمراض المعوية مثل القولون العصبي والاضطرابات الهرمونية كأمراض الغُدد والكلى والقلب.

فيما أرجع الأسباب في تصريحه لـ"العربية.نت"، إلى أربعة عوامل، أولها: "قلة الحركة، كون النمط المعيشي تغيَّر وأصبح الطفل لا يمارس الرياضة بشكل كبير جدا، حتى إن أولياء الأمور يقودون أبناءهم إلى المدارس، ضف إلى ذلك المكوث أمام الشَاشات والهواتف الذكية، وهي كلها تساهم في الإصابة في زيادة الوزن والبدانة التي تُعتبر بوابة للإصابة بمختلف الأمراض وجلطات وأمراض القلب".
 
 وعن العامل الثاني قال كواش: "الأمر الثاني المتعلق بتغير النمط الغذائي، من وجبات سريعة أصبحت مليئة بالدهون، والسكريات، والعصائر الصناعية التي تسبب أمراض القولون والشرايين والسمنة، كما تسبب المواد الحافظة والملونة سرطانات الدم والكلى والقصور الكلوي".

ومن العوامل الهامة أيضا: "تغير نمط النوم، حيث أصبح أغلبية الأطفال يسهرون لساعات متأخرة من الليل الذي يعتبر فرصة للتخلص من السموم والخلايا السرطانية وأمراض القلب والشرايين، فالمختلين عن النوم الليلي مهددون بأمراض القلب والشيخوخة المبكرة واضطرابات الذَّاكرة".

ورابعا، حسب كواش "القلق والتوتر الكبيران، بفعل الأوضاع الاجتماعية وحتى العالمية، والخوف من المستقبل والأحداث وهو ما يؤثر حتى على مناعة الإنسان بشكل سلبي".

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير