هل تمنح جائزة نوبل للسلام إلى ترامب ومن هي الأسماء الأوفر حظا لنيلها؟
جو 24 :
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مناسبات مختلقة أنه "يستحق" نيل جائزة نوبل للسلام، مشيرا إلى دوره في حل نزاعات متعددة، بل أنه ذهب بعيدا في هذا المسعى الذي يبدو للمراقبين أنه يحظى بأهمية خاصة لديه، وقال مؤخرا إن عدم منحه الجائزة سيشكل "إهانة" للولايات المتحدة.
ورُشّح هذا العام، 338 فردا ومنظمة لجائزة نوبل للسلام التي مُنحت عام 2024 إلى "نيهون هيدانكيو"، وهي مجموعة ناجين من الهجوم بالقنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي، تقديرا لنضالهم ضد الأسلحة النووية.
وعقدت لجنة نوبل النروجية التي تمنح جائزة نوبل للسلام اجتماعها الأخير الإثنين، على ما أعلنت مؤسسة نوبل الخميس، قبل يوم من الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة لعام 2025.
ما هي حظوظ ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
ولا يبدو أن لترامب حظوظ وافرة للفوز بجائزة نوبل للسلام، ويجزم مراقبون أنه لا يمكن أن تعود له لاسيما هذا العام. ويقول الأستاذ الجامعي السويدي بيتر فالنستين المتخصص في الشؤون الدولية لوكالة الأنباء الفرنسية "لا، لن يكون ترامب هذا العام" مضيفا "لكن ربما العام المقبل؟ بحلول ذلك الوقت، ستكون الغيوم انقشعت بشأن مبادراته المختلفة، خصوصا بشأن أزمة غزة".
ويرى خبراء أن ادعاء الرئيس الأمريكي بأنه "صانع سلام" ينطوي على مبالغة كبيرة، مبدين قلقا إزاء تداعيات سياسته القائمة على مبدأ "أميركا أولا".
وتوضح مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو (PRIO) نينا غرايغر أنه "أبعد من محاولاته للوساطة في غزة، نشهد سياسات تتعارض مع النوايا والمبادئ المنصوص عليها في وصية نوبل"، وهي التعاون الدولي والأخوّة بين الشعوب ونزع السلاح.
من الانسحاب من المنظمات الدولية والمعاهدات المتعددة الأطراف إلى الحرب التجارية على بلدان العالم بما يشمل "الأصدقاء والحلفاء القدامى"، مرورا بمطامعه حيال غرينلاند في الدنمارك ونشر قوات من الجيش في المدن الأمريكية، وليس انتهاء بالمساس بالحرية الأكاديمية وحرية التعبير... قائمة طويلة من المآخذ على ترامب قد تحول دون منحه الجائزة العريقة.
ويقول يورغن واتن فريدنس رئيس لجنة جائزة نوبل للسلام المكونة من خمسة أعضاء، "ننظر إلى الصورة الكاملة"، مضيفا "ما يهم إجمالا هو المنظمة أو الفرد من منظور شامل. لكن ما نركز عليه قبل كل شيء هو ما أنجزوه فعليا في خدمة السلام".
من هي الأسماء الأوفر حظا للفوز بجائزة نوبل للسلام؟
في ظل غياب مرشح يُنظر إليه على أنه الأوفر حظا، يجرى التداول في أوسلو بأسماء عدة: شبكة "غرف الطوارئ" السودانية (ERR)، أو الروسية يوليا نافالنايا أرملة زعيم المعارضة أليكسي نافالني، أو مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (ODIHR).
ويقول مدير الأبحاث في المعهد النروجي للشؤون الدولية هالفارد ليرا إنه في السنوات الأخيرة "عادت لجنة جائزة نوبل للسلام للتركيز على قضايا مصغرة أكثر، أقرب إلى الأفكار الكلاسيكية للسلام، مع الحفاظ على ارتباطها بحقوق الإنسان والديموقراطية وحرية الصحافة والمرأة". ويتابع ليرا "حدسي يُشير إلى أننا نميل هذا العام على الأرجح إلى فائز أقل إثارة للجدل"
وقد تُعيد لجنة نوبل تأكيد التزامها بنظام عالمي لا يتماشى مع تطلعات دونالد ترامب، من خلال مكافأة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس و/أو وكالة تابعة للأمم المتحدة مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقد تختار اللجنة أيضا منح الجائزة إلى جهات معنية بالعدالة الدولية، مثل محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، أو لهيئات ناشطة في مجال حرية الصحافة مثل لجنة حماية الصحافيين CPJ و"مراسلون بلا حدود"... أو ربما تعمد مثلما تفعل في كثير من الأحيان إلى منح الجائزة لجهة غير متوقعة، من خارج الأسماء المتداولة.
(أ ف ب)








