2025-12-15 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مسكن ألم شائع يظهر فعالية في خفض خطر سرطان الرحم

مسكن ألم شائع يظهر فعالية في خفض خطر سرطان الرحم
جو 24 :  

كشفت دراسة طبية حديثة أن الاستخدام المنتظم لدواء الإيبوبروفين المسكن للألم قد يرتبط بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، وهو أكثر أنواع سرطانات الرحم شيوعا.

 
 

 

وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي تناولن 30 قرصا أو أكثر من الإيبوبروفين شهريا، انخفض لديهن خطر الإصابة بالمرض بنسبة 25% مقارنة بمن تناولن أقل من 4 أقراص شهريا.

 

وتعود جذور هذه الفكرة إلى عام 1983، عندما لاحظ الباحثون لأول مرة أن أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية - التي ينتمي إليها الإيبوبروفين - قد ترتبط بانخفاض معدلات الإصابة بسرطان القولون. ومنذ ذلك الحين، أخذ العلماء في دراسة هذه العلاقة بشكل أعمق، محاولين فهم الآليات التي قد تمكن هذا الدواء الشائع من تقديم هذه الحماية الإضافية.

وتكمن الإجابة جزئيا في طريقة عمل الإيبوبروفين الأساسية. فكما هو معروف، يعمل هذا الدواء من خلال تثبيط إنزيمات الأكسدة الحلقية (cyclooxygenases) المسؤولة عن الالتهاب، والمعروفة اختصارا بـ COX. وعندما يتم تثبيط الإنزيم COX-2 بشكل خاص، فإنه يقلل من إنتاج "البروستاجلاندين" - تلك الجزيئات التي لا تسبب الالتهاب فحسب، بل قد تحفز نمو الخلايا السرطانية أيضا.

 

وجاءت أحدث الأدلة من دراسة مكثفة شملت أكثر من 42 ألف امرأة، حيث أظهرت النتائج أن النساء اللائي تناولن نحو حبة إيبوبروفين واحدة يوميا انخفض خطر إصابتهن بسرطان بطانة الرحم بنسبة ملحوظة بلغت 25%. وكان التأثير الوقائي أكثر وضوحا بين النساء المصابات بأمراض القلب. واللافت أن هذا التأثير لم يظهر مع الأسبرين، رغم كونه من عائلة الأدوية نفسها.

ولا تقتصر الفوائد المحتملة على سرطان بطانة الرحم فحسب، بل تشير دراسات أخرى إلى أن الإيبوبروفين قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطانات الأمعاء والثدي والرئة والبروستاتا. بل إن بعض الأبحاث وجدت أنه قد يقلل من فرص عودة سرطان الأمعاء بعد العلاج.

وتكمن وراء هذه التأثيرات قصة أكثر تعقيدا من مجرد تثبيط الالتهاب. فالإيبوبروفين يبدو أنه يؤثر على جينات معينة مرتبطة بنمو الأورام، كما قد يغير من طريقة تغليف الحمض النووي داخل الخلايا، ما يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية للعلاج الكيميائي.

 

لكن الصورة ليست وردية بالكامل، فبعض الدراسات تحذر من أن استخدام هذه الأدوية بعد تشخيص السرطان قد يرتبط بنتائج عكسية في بعض الحالات. كما أن الاستخدام طويل الأمد للإيبوبروفين يحمل مخاطر معروفة مثل قرحة المعدة وأمراض الكلى ومشاكل القلب، خاصة عند تفاعله مع أدوية أخرى.

ويؤكد الخبراء أنه من المبكر جدا التوصية بتناول الإيبوبروفين للوقاية من السرطان، وأن الطرق التقليدية المتمثلة في الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني، تظل أركان الوقاية الأساسية. لكن هذه الأبحاث تفتح الباب أمام إمكانية تطوير استراتيجيات وقائية جديدة، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان، مستفيدة من أدوية مألوفة ورخيصة قد تخفي في داخلها فوائد غير متوقعة.

المصدر: ساينس ألرت



كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير