حين أنقذت قاعة الإجتماعات الوفد الأردني الفلسطيني المشترك في مؤتمر مدريد للسلام ، والملك حسين يصف كامل أبو جابر بالعفريت !
جو 24 :
كتب د. محمد أبو بكر - قبل مغادرة الوفد الأردني الفلسطيني المشترك عمان باتجاه العاصمة الإسبانية مدريد للمشاركة في مؤتمر السلام قبل خمسة وثلاثين عاما ، التقى الراحل الملك حسين بالوفد الذي كان برئاسة طيب الذكر المرحوم كامل أبو جابر وزير الخارجية للاستماع لتوجيهات الملك .
تحدث رئيس الوفد أبو جابر حول بعض الأمور التي يمكن مصادفتها هناك ، فهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الوفد الأردني بوفد إسرائيلي على طاولة واحدة ، حيث كان يرأس وفد الكيان رئيس الوزراء اسحق شامير ، والمعروف عنه بأنه ذميم الوجه .
خاطب أبو جابر الملك قائلا .. ياجلالة الملك ، هل سنصافح وفد الكيان أم ماذا ؟ فردّ الملك بالقول .. إذا قاموا بمدّ أيديهم للمصافحة ، فلا بأس ، لا تكونوا أنتم المبادرين بذلك ، ثم أضاف أبو جابر ، وكان خفيف الدم وصاحب نكتة ، طيب ياجلالة الملك ، إفرض أن اسحق شامير اقترب أكثر بهدف تقبيلنا ، خلينا نفترض الأسوأ ، هنا ضحك الملك قائلا .. يا أبو صالح ، الله يهديك ، هو شامير بينباس !
ذهب الوفد لمدريد ، كان الجميع على أعصابهم ، لأن الجميع لا يرغب الاقتراب من وفد الكيان ، الحاجز النفسي مازال كبيرا ، ومن الصعب حتى النظر في وجه شامير وزمرته ، ولكن المفاجأة السارة تمثلت بوجود مدخلين للقاعة ، حيث دخل الوفد الصهيوني من باب ، والوفود العربية من الباب الآخر ، فلم تحدث المصافحة ولا التبويس !
كان الملك على تواصل دائم مع الوفد ، وبعد نهاية الجولة الافتتاحية، اتصل أبو جابر بالملك لاطلاعه على ماجرى ، فما كان من الملك أن قال لأبي جابر .. هل صافحتموهم أم لا ؟ فاجاب أبو جابر .. لا ياسيدي ، الحمد لله القاعة لها بابان ، دخلنا من باب ، وهم دخلوا من الباب الآخر ، حينها ضحك الملك وقال لأبي جابر .. عن جد إنت واحد عفريت !
ماسبق ذكره كان خلال حديث صحفي ممتع مع المرحوم كامل أبو جابر قبل ست سنوات .








