من يقدر أعداد المشاركين بالحراك في "بترا" ؟!
معاذ ابو الهيجاء - مشاركة شعبية متواضعة في مسيرات سلمية تطالب بالإصلاح وعدم رفع الأسعار بهذا العنوان افتتحت وكالة الانباء الاردنية بترا خبرها "البانورامي" الذي تحدثت فيه عن معظم الحراكات التي خرجت يوم الجمعة.
عنوان سياسي بإمتياز، ومن صاغ الخبر أو بمعنى أدق من أمر بصياغة الخبر أدرك أن مسيرات واعتصامات الحراك أحدثت نقلة نوعية في العمل الحراكي وذلك على ثلاثة اصعدة:
الأول: خروج الآلاف في مسيرة اربد، بمشاركة سياسية واسعة من مختلف القوى السياسية والحزبية الى جانب مشاركة طاغية من المواطنين غير المنضوين تحت لواء اي جزب او جماعة.
الثاني: ولادة حراكات جديدة في مختلف مناطق المملكة، مثل حراك لواء فقوع في الكرك، وحراك الهاشمية في تجمع جبل عجلون، وحراك الكفارات شمال اربد>
الثالث:صحوة حراكات لم يكن لها اي نشاط ملحوظ في السابق مثل المفرق وسحاب وغيرها.
إذن الحالة هذه فإن ادارة وكالة الانباء الاردنية يبدو انها معنية بتشويه هذه الصورة التقليل من شأن الحراك !.
لم تكتف بترا بهذا العنوان فحسب بل امعنت في تضليل الحقائق حين قالت في خبرها والذي كان نصه :" بحسب مصادر مديرية الامن العام التي وثّقت بصور المسيرات ،فان مجموع عدد المشاركين الذين شاركوا في جميع المسيرات بلغ 995 مشاركا، وفيما يلي عدد المشاركين في كل محافظة:
عمان وبلغ عدد المشاركين في مسيراتها الثلاث 500 مشارك ، الكرك 85 مشاركا ، الطفيلة 80 مشاركا ، معان 25 مشاركا ، اربد 175 مشاركا ، عجلون 45 مشاركا ، جرش 20 مشاركا ،المفرق 40 مشاركا ، السلط 25 مشاركا ،بلدة الشوبك 20 مشاركا".ومنذ متى كان الامن مصدرا لوكالة انباء لها عدد كبير من المراسلين في كل مدينة ومحافظة .
حقيقة أن الارقام التي ذكرتها بترا تثير الاستغراب، ومن وضعها يظن أنه في حقبة الصحافة الرسمية التي كانت تشكل في ما مضى المصدر الوحيد لحشو ذهن المواطن بالاخبار والمعلومات متناسيا" أن اليوم غير غد ، وأن الصحافة الالكترونية لديها آلاف الكاميرات ومئات المراسلين الذين يرصدون بعدساتهم ما هو موجود فعلا على أرض الواقع!
حقيقة ما حدث فعلا؛وحتى لا نثير جدلا حول الارقام وكم عدد المشاركين، نقول إن القول الفصل في الامر ليس لقوات الامن التي نُسبت لها تلك الارقام وليس لأي جهة اعلامية أو حراكية، بل فصل المقال هو للكاميرات وأفلام الفيديو التي سجلت ورصدت مختلف الحراكات.
ونضرب مثال مدينة اربد وعجلون من خلال الفيديو الذي تم تصويره في اربد، والذي نشرته jo24 على موقعها اذ يوضح الفيديو أن آلالاف خرجت الى الشوارع وعلى مد النظر.
أما عجلون فالصور التي حصلت عليها ـjo24 توضح أن المئات اعتصموا في منطقة الهاشمية والتي ولأول مرة يتحرك بها حراك تجملت به جبال عجلون .
هذا ما حصل فعلا بالصوت و الصورة ولا ندري كيف تفكر وكالة الانباء الاردنية، ولما تعمل على ضرب مصداقيتها وهي الوكالة العريقة والتي كسبت سمعة طيبة من خلال سرعة نقلها لأخبار الأردن.
اسئلة كثيرة حول هذا الامر ولعل مدراء بترا يكشفون لنا ما وراء المستور !