jo24_banner
jo24_banner

حجب الثقة عن الحكومات بات من الماضي، صفّقوا لها ماشئتم أيها النواب.. وهذا ما أباح به عبد الهادي المجالي

حجب الثقة عن الحكومات بات من الماضي، صفّقوا لها ماشئتم أيها النواب.. وهذا ما أباح به عبد الهادي المجالي
جو 24 :
 
كتب د. محمد أبو بكر

نوابنا غاية في الإحترام والكياسة ، حتى رئيس الحكومة جعفر حسان بعد إلقاء كلمته في افتتاح الدورة العادية ، صفّق له غالبية النواب ، وضع طبيعي في بلد كالأردن ، ولكن لا يمكن حدوث ذلك في الديمقراطيات الغربية .

ماعلينا .. دعهم يصفّقون ، هذا شأنهم ، ولكن مايثير هو قول أحد النواب ؛ بأن المجلس قد يحجب الثقة عن الحكومة بعد مناقشة الموازنة إن لم تقدم على رفع الرواتب ، هنا .. ضحكت ، وربما سمع الجيران أصوات هذه الضحكة المجلجلة ، كم من المرات هدد النواب بحجب الثقة ، في سنوات غابرة ؟ وختامها كان مسكا وحلاوة للحكومة ، ثم الانطلاق نحو رئيس الوزراء والمباركة له بالثقة ، عدا عن التبويس ، كان الله في عون رؤساء حكومات الأردن ، فآلاف القبلات تطبع على الخدّين من النواب فقط ، ناهيك عن غيرهم من المسؤولين ، وحتى الشعب .
 
قبل ست سنوات كان لي حوار امتد لساعات عديدة مع المرحوم عبد الهادي المجالي ، قد يختلف كثيرون حول الرجل ، فمثل هذه الشخصية العامة والجدلية تستحق أن نختلف حولها ، لأنه باختصار .. مختلف عن الآخرين ، الذين باتوا نسخا كربونية عن بعضهم البعض .

كان جزءا من الحوار حول المجالس النيابية ، وهو الرئيس المخضرم ، والسياسي الحاذق ، والذي خبر العمل العام لعقود عديدة ، المجالي أشار إلى أنه كثيرا ماكان يغضب من رؤساء الحكومات والوزراء ، بسبب تدخلاتهم التي لا يمكن قبولها في كسب ود النواب ، كانت الحكومات تنجح في ذلك ، ولكن ليس مع الجميع ، وكل حكومة لديها لوبي داخل المجلس .

ويضيف .. كنت كثيرا ما ألتقي مع رئيس الحكومة ، وأخاطبه بالقول .. يا أخي لا يصح تجاوز رئاسة المجلس والإستفراد بالنواب ، يمكنكم الاتصال بي كرئيس للمجلس ، ونناقش ماتريدونه .

فهمت من حديثه رحمه الله ، بأن الحكومات المختلفة ، ومنذ عقود ، تشعر بارتياح كبير حين مناقشة أي شيء ، سواء كان موازنة أو مشروع قانون وغيرهما ، فهي تتمتع بثقل وازن ، رغم مايسمعه الناس من خطابات نيابية رنانة طنانة وتفوق الوصف ، نشعر خلالها كمواطنين بالشفقة على الحكومة ، وفي لحظة نصل إلى نتيجة مفادها أن الحكومة على وشك الإطاحة بها ، وحين التصويت نكتشف كم نحن بسطاء ( هبايل ) ، فالحكومة حازت على الثقة بنسبة تجاوزت الثمانين بالمئة .

وفي كل الأحوال ؛ لست أقف في مواجهة الحكومة ولا المجلس النيابي ، كلهم خير وبركة وما شاء الله عليهم ، مافي أحسن من هيك ، وإذا طلبنا كمواطنين أحسن من هيك بنكون طماعين فعلا!

صفّقوا ما شئتم للحكومة ، قد تستحق ذلك ، صفّقوا حتى للحكومات السابقة ، من رشيد طليع حتى بشر الخصاونة ، ولكن اجعلوا أقدامكم فوق الأرض ، وحجب الثقة عن الحكومات صار من الماضي يا أصحاب السعادة ، فالمجالس الحالية رضيت بأن تكون على ماهي عليه اليوم .. وسامحونا!

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير