jo24_banner
jo24_banner

هل بات من الضروري عودة "تيك توك" إلى الأردن؟

ا. هالة عمرو
جو 24 :
 قطاع السياحة والتعليم انتباه...

لم يخطر ببالي يوماً أن أجد نفسي من المطالبين بعودة تطبيق "تيك توك" إلى الأردن، فقد كنت من أوائل المرحّبين بقرار الحكومة حظره. كنت أراه منصة يغلب عليها طابع اللهو والتفاهة، محتواها بعيد عن الفائدة ومليء بما يثير القلق على قيم المجتمع وأخلاقياته، خصوصاً على أبنائنا وبناتنا. لذا، لم أكن سوى واحدة من كثيرين شعروا بالارتياح عندما قررت الحكومة وقفه حمايةً للنسيج الاجتماعي، وحرصاً على أمن البلاد، بعد أن تعذّر عليها التوصّل إلى تفاهم مع إدارة المنصة بشأن ضبط المحتوى الذي كان يهدّد السلم العام.

لكن، وبعد مرور أكثر من عامين على الحظر، بدأت أتأمل المشهد من زاوية مختلفة. فالتطبيق الذي أُبعد عن المشهد الأردني لا يزال حاضراً بقوة في دول الجوار، بل تحوّل هناك إلى أداة فعالة للترويج السياحي والخدمي. فاليوم، يُستخدم "تيك توك" كدليل سياحي ذكي، يقدّم مقاطع قصيرة وثرية تعرّف الزائر بأجمل الأماكن، وأفضل الأسعار، وأشهى المأكولات التراثية، وحتى بتفاصيل المواصلات والإقامة، بطريقة لا توفرها أي جهة رسمية.

إحدى قريباتي روت لي كيف كانت تجربتها في تونس، حين سافرت وحدها للمرة الأولى، قائلة: "كان تيك توك رفيقي ودليلي في كل مكان، دلّني على المطاعم، والمحال، والمعالم السياحية، وأفضل الأسعار، وكأنني زرت تلك الأماكن مرات عديدة من قبل."
وفي حديث آخر مع إحدى طالباتي في الجامعة ، التي ما تزال تستخدم التطبيق عبر برنامج كسر الحجب vpn
قالت إنها استطاعت، من خلال تصوير حياتها الجامعية اليومية في إحدى الجامعات الأردنية، أن تستقطب ست طالبات من دولة خليجية جئن للدراسة في الأردن، فقط لأن مقاطعها البسيطة منحتهم صورة واقعية وجذّابة عن الحياة الأكاديمية هنا، دون أن تبذل الجامعة أي جهد دعائي يُذكر.

حين تأملت هذه الشواهد، تساءلت: هل أصبح غياب "تيك توك" سبباً في تراجع أدواتنا الترويجية، سواء في قطاع السياحة أو التعليم العالي؟
فبينما تنفق الوزارات والهيئات الرسمية ميزانيات ضخمة للترويج، يبدو أن التطبيق الذي استهجنّاه يوماً صار في دول أخرى وسيلة فعالة وذكية، تتجاوز في أثرها الحملات التقليدية.

ربما آن الأوان لإعادة التفكير في قرار الحظر من منظور جديد .. لا على أنه تراجع عن موقف مبدئي، بل كإعادة تقييم تواكب تطور الزمن واحتياجات المرحلة. فالعالم تغيّر، والإعلام الرقمي أصبح لغة الشعوب، ومنصات التواصل لم تعد مجرّد أدوات للترفيه، بل باتت قوة ناعمة تصنع الصورة الذهنية للدول وتؤثر في اقتصاداتها.

فهل آن الأوان أن نعيد النظر في "تيك توك" لا كتهديد، بل كفرصة يمكن ضبطها وتنظيمها بما يخدم مصلحة الوطن؟
ربما تكون الإجابة، هذه المرة، نعم .. إن كانت العودة مدروسة، وتحت ضوابط تحمي الأمن وتحفظ القيم، وتفتح في الوقت ذاته نافذة جديدة للأردن نحو العالم.

أستاذة الإعلام الرقمي هالة عمرو

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير