صراع الزعامة والمال يُفجِّر مشروع اندماج سبعة أحزاب قبل ولادته!
جو 24 :
محرر الشؤون السياسية - في مشهد يعكس تعقيدات الواقع الحزبي الأردني، شهد مشروع اندماج يضم نحو سبعة أحزاب سياسية انتكاسة مبكرة، بعد تفجّر خلاف حاد بين أمينين عامين من أصحاب النفوذ المالي، على خلفية التنافس على قيادة الحزب الموحد المزمع تشكيله استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وبحسب مصادر حزبية مطلعة، فإن أحد الأمناء العامين وهو رأسمالي معروف ونائب سابق، اشترط منذ المراحل الأولى من الحوار توقيع "وثيقة شرف" بين أمناء الأحزاب المشاركة، يتعاهدون بموجبها على تزكيته ليكون الرقم (1) في قائمة الحزب المترشحة للبرلمان القادم، مقابل تحمّله النسبة الكبرى من التمويل المخصص للحملة!
المصادر تقول أن هذا الشرط أثار رفضاً قاطعاً من الأمين العام الآخر، وهو أيضاً من رجال المال المعروفين، الذي يطمح هو الآخر بتصدر القائمة الحزبية الانتخابية، لتبدأ بعدها مرحلة التوتر العلني بين الطرفين.
التنافس بين الجانبين أخذ بعداً مالياً مباشراً، إذ عرض أحدهما تمويل نحو ٨٠٪ من كلفة الحملة الانتخابية لجميع المرشحين في القائمة من ماله الخاص، شريطة حصوله على المقعد الأول في القائمة، فيما عرض أن يقوم منافسه الآخر بتمويل ٢٠٪ فقط من كلفة الحملة الانتخابية على أن يكون في الترتيب رقم (2) للقائمة مع وعود بتقديم "محفزات" لأمناء الأحزاب الاخرى المنضوية في الاندماج، الأمر الذي قوبل برفض منافسه بشكل قاطع.
ومع تعذّر الوصول إلى صيغة توافقية، أعلن الأمين العام الرأسمالي والنائب السابق، انسحاب حزبه المبكر من مشروع الاندماج، بعد أن استيأس من ضمان موقعه في رأس القائمة، وهو ما شكل ضربة للمشروع الحزبي الوليد الذي كان يُعوَّل عليه ليشكّل اندماجا حزبيا جديدا على الساحة الوطنية.
ويرى متابعون أن هذا الانسحاب كشف مبكراً عن هشاشة البنية التنظيمية والسياسية لمشروعات الاندماج، عندما تطغى حسابات الزعامة والمال على فكرة المشاركة والتعددية، كما أنه أظهر تحدياً جديداً أمام عملية التحديث السياسي التي تتطلب فصل المال عن النفوذ في العمل الحزبي.
وفي خضم هذه التطورات، يبرز سؤال لا يمكن تجاهله:
- هل كانت هذه الأحزاب فعلاً تسير على مسار بوصلة التحديث السياسي الملكي النهضوي للحياة السياسية في الأردن، الهادفة إلى إشراك الناس عبر أطرهم الحزبية في صناعة القرار؟
- أم أن رأس المال السياسي ما زال ينظر إلى العمل الحزبي كوسيلة للمكاسب وزيادة النفوذ والحصول على قطعة من الكعكة، بغية تسمين مزارعهم السياسية الخاصة، ولو على حساب الوطن وفكرة الإصلاح نفسها؟
حلقات مليئة بالاحداث والتفاصيل والمفاجآت ستنشر تباعا..
تابعو الأردن 24 على 
